اكتشف الباحثون، خلال السنوات الأخيرة، الكثير من المعلومات حول الميكروبات التي تعيش بالأمعاء، ومدى تأثيرها في الصحة، والآن توصلت دراسة من معهد كاليفورنيا للتقنية في باسادينا من خلال دراسة نشرت نتائجها بمجلة الخلية إلى أن تلك الميكروبات تلعب دوراً في الإصابة بمرض الرعاش. اكتشف الباحثون لأول مرة العلاقة البيولوجية بين ميكروبات الأمعاء ومرض الشلل الرعاش؛ حيث وجد أن التغيرات في التركيبة الميكروبية بأمعاء الفئران المصابة بالشلل الرعاش، أدت إلى إحداث تغيرات غير طبيعية بالدماغ، وعجز بالحركة، وهي سمات ترتبط بالمرض، ويعتقدون بأن ذلك المرض ينشأ بالأساس من الأمعاء، وليس فقد بالدماغ كما يعتقد سابقاً. تعيش بالأمعاء ملايين الملايين من الأحياء المجهرية داخل الأمعاء ثلثها شائع الوجود وسط كثير من الناس، أما البقية فهي تختلف من شخص لآخر، وتتطور خلال فترة حياة الشخص، اعتماداً على النظام الغذائي، ونمط الحياة اليومي، ومدى التعرض لمكونات البيئة المحيطة، واكتشفت دراسات سابقة عن التغير بالتركيبة الميكروبية بالأمعاء لدى من يعانون مرض الشلل الرعاش، كما أن أولئك المرضى دائماً يتعرضون قبل إصابتهم بالمشاكل الحركية للإمساك، وبعض المشاكل الهضمية، فنسبة 70% من العصبونات بالجهاز العصبي المحيطي - من غير الموجودة بالدماغ والحبل الشوكي- توجد بالأمعاء، ويرتبط الجهاز العصبي للأمعاء مباشرة بالجهاز العصبي المركزي عبر العصب المبهم. وقام الباحثون باستخدام الفئران التي عرضت للمرض بواسطة التعديل الجيني، التي كان بعضها قد تربى في بيئة معقمة حتى لا تصاب ببكتيريا الأمعاء، بينما تربت المجموعة الأخرى في بيئة طبيعية أي أن لديها بالأمعاء أحياء مجهرية، وعندما تم اختبار المهارات الحركية لكل من المجموعتين، وجد أن الفئران الخالية من الميكروبات كان أداؤها أفضل من الفئران الأخرى التي لديها ميكروبات بالأمعاء، وبما أن جميع الفئران تم تعديلها جينياً بالطريقة ذاتها، فإن العامل المؤثر هنا هو الأحياء المجهرية بالأمعاء، وعندما أخذت ميكروبات من أمعاء أشخاص قد أصيبوا بالمرض وآخرين غير مصابين به، وأدخلت إلى أمعاء الفئران الخالية من الميكروبات، وجد أن الفئران التي أدخل إليها ميكروبات لأشخاص مصابين بدأت بتطور أعراض شبيهة بأعراض المرض، لكن لم يحدث ذلك للفئران التي أدخل إليها ميكروبات لأشخاص غير مصابين به.
مشاركة :