لماذا نجحت المشروعات الإنشائية والتنموية التي أشرف عليها ونفّذها الديوان الأميري ، وتم إنجازها في زمن قياسي قصير وجودةٍ عالية ، بينما تعثّرت وأخفقت المشروعات التي تولت تنفيذها وزارات الدولة بإشراف لجنة المناقصات المركزية وبعد عرضها على مجلس الأمة للموافقة عليها ؟ الأمرُ لا يحتاج مزيداً من التفكير ، والسبب واضِحٌ فهناك شرذمةٌ من النواب تشترط نسبةً من الغنيمة ، وجُزءاً من الكعكةِ ونصيباً من الفريسة ، وتتعمد تأخير وتعطيل وإعاقة المشروعات ما لم تحصل على ذلك ، والنتيجة تعطيل وإعاقة برامج التنمية والإصلاحِ والبناء في كل مرافق الدولة التعليمية والصحية والخدماتية . وبما أنّ معرفة الأسباب هي أولى خطوات الحل ، فإن أرادت الإدارة الكويتية سرعة الإنجاز وجودة التنفيذ لمشروعاتها التنموية فلتُبادر لتسليمها إلى إدارة وإشراف وتنفيذ الديوان الأميري ، وإلغاء لجنةً المناقصات المركزية نظراً لترهلها وشيخوختها وانتفاء الحاجة إلى استمرار وجودها . مجلس الأمة بأعضائه ورؤسائه الحاليين والسابقين وعلى امتداد أدوار الانعقاد والفصول التشريعية المتعاقبة لم يكن يهدف إلا إلى تحقيق منافع شخصية ، ومكاسب فردية ، ومناصب آنية لأعضائه ، وكانت المصلحة الوطنية العليا في ذيل اهتماماته إن لم تكن غائبةً تماماً عن اهتماماته ، وأصبح هذا المجلس بوجوه أعضائه ورئاسته المألوفة شبيهاً بلجنة المناقصات المركزية ، وباتت رصاصة الرحمة أولى به وأقرب إليه من قُبلةِ الحياة . إنني على يقينٍ تامٍ أن هناك نسبةً كبيرةً من المواطنين تُشاركني هذا الرأي ، ولو قمنا بإجراء مسحٍ استبياني على عيِّنةٍ عشوائية من المواطنين لتحديد نسبة من يؤيد تحييد دور مجلس الأمة وتقليص اختصصاته وتقليل دوره الرقابي والإشرافي على المشروعات لهالتنا النتيجة التي قد تقارب المائة في المائة . فإن قال قائل فكيف تتم مراقبة أبواب الصرف على المشروعات والتأكد من عدم وجود اختلاسات أو فساد مالي أو رشاوى أو عمولات ؟ فالإجابة عند إخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي التي لا توجد فيها مجالس أمّة ومع ذلك فلديهم أجهزة رقابية محكمة وحسم وحزم وقانون جزاء مُفعّلٌ وقضاء عادل في تلك الأمور يمنع حدوثها أو يُقللها إلى أقل حد . يقول مسؤول كبير في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي رداً على مسؤولٍ كبيرٍ كويتي أيضاً عندما سأله عن الفساد المالي والاختلاسات والسرقات في المشروعات الإنشائية : (أنتم في الكويت المشروع الذي يكلف عشرة ملايين يتم اختلاس وسرقة تسعة ملايين ويتم التنفيذ بمليون واحد ، بينما لدينا يتم اختلاس وسرقة مليون واحد ويتم التنفيذ بتسعة ملايين ، ولهذا السبب مشروعاتنا ناجحة وسرعة تنفيذها قياسية ، بينما مشروعاتكم مُتعثِّرة ومتعطلة وجامدة وخير مثالين على تعثر مشروعاتكم بسبب تعنت أعضاء مجلس الأمة مشروع جامعة الشدادية ومشروع قطار الأنفاق (المترو) . عبدالله الهدلق
مشاركة :