قُتل 25 على الأقل، وأُصيب أكثر من 50 آخرين، وذلك في انفجارين بسوق مزدحمة في وسط العاصمة العراقية أمس السبت، حسبما ذكرت الشرطة ومسعفون. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجارين على الفور إلا أن تنظيم داعش عادة ما يستهدف المدنيين في بغداد. وذكرت الشرطة أن الانفجارين وقعا قرب متاجر لبيع قطع غيار السيارات في حي السنك خلال ساعة الذروة الصباحية. وقال مسؤول بوزارة الداخلية لرويترز إن أحد الانفجارين نفذه انتحاري، والانفجار الثاني ناجم عن عبوة ناسفة. وأزال مدنيون حطامًا خلفه الانفجاران، ومن بينه عربة محطمة، فيما عمل المسعفون على نقل الضحايا. وخسر تنظيم داعش الكثير من الأراضي التي كان يسيطر عليها في 2014 بشمال وغرب العراق، ويقاوم الآن هجومًا عراقيًّا في مدينة الموصل الشمالية آخر معقل كبير للتنظيم في البلاد. وواجهت القوات العراقية مقاومة شرسة من المتطرفين في جنوب الموصل أمس الأول الجمعة، فيما مشطت القوات في شرق وشمال المدينة مناطق استعادت السيطرة عليها قبل يوم. من جهة أخرى، اهتزت الأرض ثلاث مرات من تأثير ضربات جوية، تستهدف مواقع لتنظيم داعش شمالي الموصل، ووقتها فقط تجمعت القوات العراقية على طرف قرية صغيرة. وتجمع الجيش بعد ظهر الجمعة في شارع موحل، ظهرت فيه علامات قتال شرس، دار مع المتطرفين من اليوم السابق؛ فواجهات المتاجر اقتلعت، وأعمدة الكهرباء سقطت، وفوارغ الطلقات تغطي الأرض، فيما قبع حارس للمراقبة فوق أحد الأسطح. وصحبت مركبات الهمفي العراقية المزودة بألواح من الصلب حول إطاراتها لحمايتها من نيران القناصة أربعًا من المركبات المدرعة ضد الألغام والكمائن التي تقل مستشارين عسكريين أمريكيين. وبدأت المرحلة الثانية من عملية استعادة السيطرة على الموصل (آخر معقل كبير لداعش في العراق) يوم الخميس بعد أسابيع عدة من التوقف في أعقد عملية عسكرية في البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. والقوات الأمريكية التقليدية منتشرة بكثافة أكبر في هذه المرحلة، ويمكن الآن رؤيتها قرب الخطوط الأمامية للقتال. وتساند القوات الأمريكية الجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب التي تتفاوت بدرجة كبيرة مستويات تدريبها وخبرتها.
مشاركة :