قتل نحو ثلاثين شخصا على الأقل في اعتداءين انتحاريين متزامنين في سوق مزدحمة في بغداد، هما الأسوأ منذ شهرين في العاصمة العراقية، قبل ساعات من انتهاء العام، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنهما. وأكد التنظيم المتطرف في بيان نشرته حسابات لمتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي أن «أبو نواف العراقي وأبو عبد الملك العراقي» نفذا التفجيرين في منطقة السنك وسط بغداد. وفجر الانتحاريان نفسيهما بشكل شبه متزامن في ساعة مبكرة تكون السوق خلالها مكتظة بالباعة والزبائن، لا سيما عشية عيد رأس السنة. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أدى الانفجاران إلى تحطم الواجهات ورفوف عرض البضائع وتناثر الحطام على الأرض الملطخة بالدماء. وذكر عقيد في الشرطة «هناك 27 قتيلا و53 جريحا». وأكد مسؤول كبير في وزارة الداخلية ومصدر طبي هذه الحصيلة. وقال تاجر يدعى إبراهيم محمد علي إن «الكثير من الضحايا كانوا عمالا في محلات تبيع قطع تبديل. كانوا متجمعين حول رفوف لتناول الفطور حين وقع الانفجاران». إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس إحباط هجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاريان كانت تستهدف حي الكاظمية شمالي بغداد. وقالت القيادة، في بيان إن «القوات العراقية في قاطع شمال بغداد بناء على معلومات استخباراتية قامت بملاحقة سيارة مفخخة يقودها انتحاريان لتفجيرها في حي الكاظمية، حيث تم نصب كمين والتصدي لها وتفجير السيارة وقتل الانتحاريين فيها». ونقلت عنها وكالة الأنباء الألمانية: قولها أيضا إن القوات الأمنية فجرت عبوات ناسفة في منطقة أبو حبة والكرغول والشيت والشاكرية والبو عباس جنوبي بغداد. ويلقي اعتداء أمس الدامي بظله على عيد رأس السنة في بغداد حيث يعتزم السكان الاحتفال في الشوارع رغم الوضع الأمني المتوتر. كما يأتي في فترة من الهدوء النسبي في العاصمة العراقية. إلى ذلك، حذر إياد علاوي، نائب الرئيس العراقي، أمس، من تكرار استهداف المدنيين في المدن والأسواق والتجمعات البشرية الكبيرة تعبيرا عن روح الانتقام، ومحاولة الانتقاص من الانتصارات التي تتحقق في ساحات المواجهة مع «عصابات داعش». وقال علاوي: «نجدد اليوم تحذيرنا مرة أخرى من انتهاكات وخروقات مماثلة بداية عام 2017 وندعو أجهزتنا الأمنية إلى اليقظة والتنبه». ودانت وزارة الخارجية الفرنسية «الهجوم الشنيع الذي أودى بعشرات الأشخاص وأصاب كثيرين آخرين». وقال المتحدث باسمها في بيان إن فرنسا التي «تشارك في التحالف الدولي ضد داعش تؤكد مجددا دعمها العراق في الحرب ضد الإرهاب والمصالحة الوطنية». وقد وقع آخر اعتداء ضخم في بغداد في أواسط أكتوبر (تشرين الأول) عندما فجر انتحاري حزامه الناسف خلال مجلس عزاء في حي الشعب الشيعي موقعا 34 قتيلا على الأقل. ويكشف اعتداء أمس مدى هشاشة الوضع الأمني في العراق، حتى في المناطق التي استعادتها القوات العراقية من المتطرفين خلال هجومها العسكري الواسع النطاق في شمال البلاد. والأسبوع الماضي، قتل 23 شخصا على الأقل بتفجير ثلاث سيارات مفخخة استهدفت سوقا شعبية في بلدة كوكجلي الواقعة شرق مدينة الموصل، وهي منطقة استعادتها القوات العراقية من المتطرفين في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني).
مشاركة :