الرئيس سليمان يرسم هوية من يخلفه في لبنان

  • 4/1/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قد لا تكون جلسة الحوار الوطني التي عقدت أمس بمن حضر في قصر الرئاسة اللبنانية، هي الجلسة الأخيرة التي تعقد في عهد الرئيس ميشال سليمان، جلسات بدأت ما قبل انتخاب الرئيس سليمان واستمرت معه منذ اليوم الأول فجمعت البعض حولها من مؤيدين ومشاركين وأبعدت البعض من معارضين ومشككين بما يمكن أن تفعله أو تحققه. بين الثابت والمتحول يمكن وبشكل عادل إجراء عملية محاسبة لطاولة الحوار وما حققته طوال هذه السنوات، فعلى صعيد المتحول يمكن القول إن كافة الأطراف حققت بعضا من المكاسب المؤقتة والتي لا تلبث أن تندثر، فالقوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع وعبر مقاطعتها رسخت موقفا لا لبس فيه في رفض التعايش مع سلاح حزب الله والأخير عبر هذه الطاولة تمكن من إيهام العالم أن سلاحه قابل للنقاش من دون أن يحدث الأطراف في سياق المكسب المتحول. وحده الرئيس ميشال سليمان عرف كيف يحقق المكسب الثابت ليس له وحسب بالرغم من أنه يُكتب في صحيفته التاريخية، بل للبنان وكل لبنان وذلك عبر النجاح في إخراج إعلان بعبدا بتبني طاولة الحوار له بشكل جماعي وتوافقي. هذا الإعلان الذي تحول إلى وثيقة دولية مع تبني مجلس الأمن والأمم المتحدة لها وبالتالي تحول إلى ما هو أكبر من بيان وزاري أو موقف دبلوماسي ليشكل خارطة طريق لأي سلطة لبنانية للخروج من المأزق السوري والتورط الخارجي. عبر إعلان بعبدا، رسم الرئيس ميشال سليمان حروفا من ذهب في ولاية رئاسية سوف يذكرها اللبنانيون عبر أجيال وأجيال ولعل عبر مواقف الرئيس سليمان الأخيرة ستكتب حروف كثيرة في مساهمته الكبيرة وغير المرئية في دفع الجميع إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها. ربما تكون الجلسة الأخيرة للحوار الوطني في عهد الرئيس سليمان لكن من المؤكد أن الرئيس سليمان هو الرئيس الأول الذي رسم هوية الرئيس الذي سيليه، فأي شخص سيأتي إلى قصر الرئاسة في بعبدا سيكون محكوما بمنطق الرئيس سليمان.

مشاركة :