صدر عن دار النسيم للطباعة والنشر في القاهرة، كتاب «الوعي والسرد» للأديب والناقد الأكاديمي الدكتور مصطفى عطية جمعة، والذي يتناول قضايا الوعي وعلاقتها بالسرد، وأهمية إدراك كينونة شقي العملية الإبداعية وهما: المبدع والناقد، وكيفية تلقي النص سرديا . وقد جاءت فصول الكتاب تمثل تلك الرؤية في محاور عديدة ، فتناول الفصل الأول- المعنون بـ «وعي المبدع»، و»عي الناقد»- مقالات عديدة حول دور المبدع والناقد معا، وأزمة القراءة النقدية والتميز الإبداعي، وقضية الذائقة والتحيزات، ونظرة النقد المعاصر للخريطة الإبداعية، وحالة النقد في مصر. في حين تطرقت بقية الفصول إلى الجانب التطبيقي، في ما يتعلق بتجليات الوعي واللاوعي في المسرود وكيف يمكن أن يكون الوعي مخترِقا ومتسائلا، محفزا ومستنهضا، ودراسة جوانب السرد المكتنزة بالثقافي والفكري، وتقاطع الزمن والمكان مع الأحداث. أما النصوص السردية موضع الدراسات، فقد جاءت متنوعة لتشمل الرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، وأدب الطفل، وأيضا متنوعة الأجيال لتشمل عملاق الرواية العربية: نجيب محفوظ، وجيل الستينات مثل: إبراهيم أصلان، فؤاد قنديل، محمد حافظ رجب؛ وأصوات جديدة: جيهان عبد العزيز، عصام الزهيري، أحمد طوسون، أحمد قرني، ثروت عكاشة السنوسي، مع مراعاة اختلافات السن والتجربة والخبرة لكل منهم. جاءت الدراسات النقدية بمنهجية علمية، وتوثيق علمي، بافتراضات وأسئلة مسبقة، يتم التدليل عليها من عالم النص وبنيته، غير مقتصرة على دراسة الأبعاد الجمالية: بنيوية وأسلوبية، بل امتزج معها التأويل والسيميوطيقا والنقد، في ضوء خصوصية كل تجربة. إن الهدف من هذا الكتاب هو الغوص في السرديات العربية بكافة أشكالها، ومحاولة رصد ما هو مكتنز ثقافيا ونفسيا واجتماعيا وفكريا في جمالياتها النصية.
مشاركة :