مصطفى عطية جمعة يرصد «السرد في التراث العربي» - ثقافة

  • 10/18/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

صدر عن دائرة الثقافة والإعلام والنشر في الشارقة «الإمارات العربية المتحدة» كتاب جديد للناقد والأكاديمي الدكتور مصطفى عطية جمعة، وعنوانه «السرد في التراث العربي: رؤية جمالية حضارية». ويأتي الكتاب ضمن مشروع المؤلف، لتقديم قراءة جديدة للسرد في التراث العربي، بهدف تقديم رؤية كلية، عن السرد العربي بوصفه بناء لغويا وإشاريا وإخباريا، يتشكل في أبنية جمالية متعددة، نجدها في مرويات التاريخ والشعر الغنائي والملحمي، وفي الحكايات القصيرة والطويلة، في السير الشعبية وفي حكايات المجالس، مثلما نجدها في الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة والأقاصيص والأخبار والقصص الحياتية، وما يستجد أو يتوارث من أشكال الحكي. وسينصب الجهد في هذا الكتاب على مناقشة القضايا النظرية التي ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالسرد العربي القديم، مثل الشفاهية والكتابية، والمعيارية واللامعيارية، والشعرية والنثرية... إلخ. فعلى كثرة الدراسات النقدية والأدبية التي تناولت السرد العربي... كتبا وحكايات، شفاهية وكتابية، تاريخية واجتماعية وأدبية؛ على قلة الدراسات التي تجمع هذا المتناثر، وتعيد لحمته في خيوط، لتشكل رؤية فكرية جامعة. والنقاش النظري في هذا الكتاب يحاول لملمة الخيوط في نسيج واحد، ويستحضر الأبعاد الثقافية والحضارية والفلسفية، بحيث تكون الصورة في النهائية كلية في الزمان والمكان، تمتد من العصر الجاهلي إلى ما قبل العصر الحديث. في ضوء ما تقدم، سيشكل الباب الأول قاعدة تأسيسية نظرية للسرد، تنظيرا ومنهجيا وفلسفة وتشكلا وتلقيا، تتلوه دراسات معمقة في البابين التاليين، تناقش القضايا النظرية المتصلة بالسرد العربي بوصفه نموذجا يعكس سمات الأمة، ورحلتها التاريخية إبداعا وتعبيرا، بعيدا عن الرؤى المجزأة والمجزِّئة، والمبتسرة والمتجاهلة لأشكال سردية أبت أن تلج ضمن التقعيد النقدي، ونأى عنها الدارسون متغافلين أو متعالين أو مهملين أو منتصرين لأشكال بعينها دون غيرها، فظلت تلك السرديات، تنتظر من يرنو إليها، ويضعها ضمن بحوثه وسعيه في اكتناه شخصية الأمة العربية، التي لا شك أن أحوالها تبدلت من البداوة والقبلية إلى الاستقرار والحضارة، ومن الشفاهي إلى المكتوب والمدون، ومن القصص البسيطة إلى القصص القصيرة والطويلة، ومن الحقيقي الواقعي إلى الخيالي المؤلَّف، جمعت بين العامي والفصيح، والشعرية والنثرية.

مشاركة :