نُشر في الصحف على لسان المتحدث الرسمي للمرور أن عدد حوادث الطرق خارج المدن في العام الماضي (1437هـ) بلغ (4198) وفاة و(20) ألفًا و(500) إصابة، وإجمالي الحوادث 164 ألفًا. هذه الإحصائية حصيدة الطرق خارج المدن السريعة منها التي يحيط بها سياج وتفصل بين اتجاهيها جزيرة، والأخرى ذات المسار الواحد، وما أكثرها وأكثر منعطفاتها وما يعترضها من حيوانات سائبة، وهي إحصائية مرعبة وصادرة عن جهة مختصة، ولم يقرن بها الإجراءات التي اتخذتها الإدارة العامة للمرور لمعالجة هذا الخطر، فالإحصائيات لا تفيد أرقامها إن لم تؤدِ إلى معالجة للمخاطر والأسباب التي أدت إلى الحوادث. الأسباب تكاد تكون معروفة، كنزع مقاعد سيارات نقل المعلمات، والسرعة المتهورة، والقيادة في المنعطفات بسرعة عالية، ووقوف الحيوانات في الطرق ذات المسار الواحد، وعدم تفقد الإطارات أو معرفة انتهاء صلاحيتها أو كونها مقلدة، وتهور سائقي الشاحنات، أو التجاوز الخاطئ من الشاحنات وغيرها، وأحيانًا إرهاق السائقين وقلة النوم وبخاصة في مواسم النقل بين المدن، وأكثر الطرق توجد على جوانبها لوحات إرشادية، لكن كثير من السائقين لا يلتزم بها، فهو يتجاوز مثلاً في منعطف أو في طلعة يجهل ما بعدها. إعلان الأرقام يدل على كثرة القبور التي تستقبل الموتى والأسرّة في المستشفيات التي يشغلها المصابون وما لم يكن في ذلك قرار حاسم للمرور فإن الأعداد ستزيد، فمعدل الوفيات الشهرية (350) بمعدل (11.5) يومياً، ولا أظنه يموت هذا العدد بكل الأمراض في المستشفيات الكبيرة. إحصاءات حوادث المرور كثيرة ومكررة والمعدل (21) وفاة يومياً لداخل المدن وخارجها، وما يكتب عن المرور أو يغرّد به كثير، ولكن الشيء المفقود هو الحزم المروري الذي نراه في دول مجاورة ونفتقده هنا، فلن يردع المتهورين توعية في وسائل التواصل، ولا جهاز ساهر يُدسُّ هنا وهناك، ما سيكون مجديًا هو الرقابة السرية بحيث يتوقع المتهور وجود المرور من حيث لا يشعر كما كان حال الدوريات سابقًا. نتائج حوادث المرور كوارث لن تحلها الإحصاءات، ولن يوقف هذه الأعداد من المآسي إلا أن يثبت المرور وجوده في الميدان برجاله وبخاصة الرتب الكبيرة، حفظ الله كل آمن امتطى سيارته. Ibn_Jammal@hotmail.com
مشاركة :