انتقلت الكرة السعودية إلى عهد جديد حين انتزع عادل عزت رئاسة الاتحاد، وتفوق على منافسيه في جمع أكبر عدد من الأصوات، قبل الحديث عنه، لا بد أن نستذكر الرئيس المنقضية ولايته، أحمد عيد، فمهما اختلفنا مع سياسته بالعمل ولكنه يستحق الشكر، فقد أوفى ببعض عهوده التي قطعها على نفسه، في رأيي أن اتحاده كان جيداً من ناحية الفكر، لكنه فشل في التطبيق أو ربما كان ضعيفاً أمام الضغط الإعلامي والجماهيري. عادل عزت ليس بذاك الاسم الرياضي المعروف، ولكن المنصب هذا أو بقية المناصب الإدارية لا يشترط للنجاح فيها أن يكون لاعباً سابقاً أو شرفياً يدعم أحد الأندية، بلاتر الرئيس الأسبق لـالفيفا لم يكن مشهوراً في التاريخ الرياضي قبل جلوسه على أكبر المناصب الرياضية في العالم، فالرئيس لن يُطلب منه تدريب المنتخب، أو اختيار قائمة اللاعبين، بل القيام بتطوير الرياضة السعودية ونقلها للأمام، وهذه العملية الانتقالية لن تتم إلا من خلال المسار الإداري. أمام عادل عزت الكثير من الملفات ربما أكبرها وأهمها هو الحلم الذي ينتظره السعوديون جميعاً، من خلال تأهل المنتخب الأول إلى نهائيات كأس العالم 2018، وهذا الملف لا يبدو شائكاً على الإطلاق، فـالأخضر يسير بشكل جيد مع الهولندي مارفيك حتى الآن، كل المطلوب أن تبقى الأمور على ما هي عليه، ملف التحكيم أحد الملفات التي ينتظر أن يبدأ بها الرئيس الجديد، وأتمنى أن نرى خليل جلال يترأس اللجنة الجديدة، استمرار البرقان رئيساً للجنة الاحتراف أمر في غاية الأهمية، وبقية اللجان مهمة ولكن هاتان اللجنتان بالنسبة لي من أهم لجان اتحاد الكرة السعودي. إحدى الأمنيات التي أرسلها مع العهد الجديد لاتحاد الكرة، أن نرى تشديداً على أندية الدرجتين الأولى والثانية من ناحية الصفقات وطريقة العمل، فليس منطقاً أن تتحول هذه الأندية من استكشاف المواهب ومنحها فرصتها، إلى أندية تقوم على تجميع اللاعبين المنتهية صلاحيتهم وتدفع عليهم مبالغ طائلة، أدرك جيداً أن هذا الأمر يحدث في العالم أجمع، ولكن في رياضتنا تجاوز حد المعقول، ومن الأمنيات أن نرى دوري الفئات السنية على مستوى عالٍ من التنظيم بخلاف ما هو عليه منذ سنين، يسير بعشوائية وكثيراً من المباريات تلعب من دون أدنى أدوات السلامة. في الإدارة الجديدة حضور ياسر المسحل يعتبر من المكاسب، لاسيما وهو يمتلك خبرة استقاها من خلال عمله في رابطة دوري المحترفين، وكذلك تعين عادل البطي أميناً عاماً للاتحاد أحد المكاسب، كل المؤشرات مبشرة لامنفرة، تبقى الآن دعم هذه الإدارة والوقوف معها، فربما تصنع الكرة السعودية بلاتر آخر.