أشارت تقديرات خبراء اقتصاديين في ألمانيا إلى إمكانية أن يشهد عام 2017 تأثرا لحركة التوظيف في البلاد والمنتعشة منذ أعوام بسبب العدد المتنامي للاجئين. ووفقا لـ"الألمانية"، فقد ذكر خبراء اقتصاديون تابعون لبنوك كبرى، في استطلاع أنه من المنتظر ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل هذا العام بصورة طفيفة. وبوجه عام، توقع الخبراء استمرار توفير فرص عمل جديدة وانعدام وجود تهديدات للوظائف الحالية، كما توقعوا استمرار دعم الحالة الاقتصادية الجيدة في أكبر اقتصاد أوروبي لسوق العمل. وتوقع الخبراء ارتفاع أعداد الباحثين عن عمل في العام المقبل في المتوسط بمقدار يراوح بين 30 و100 ألف شخص ليراوح إجمالي عددهم بين 2.73 و2.8 مليون شخص، متوقعين أن يصل عدد العاطلين في العام الحالي إلى نحو 2.7 مليون شخص. في المقابل، توقع رولف شنايدر، الخبير الاقتصادي في شركة "أليانز"، أن تتراجع أعداد العاطلين في العام الجديد بمقدار سبعة آلاف شخص. وأشارت توقعات فرانك- يورجن فايسه رئيس الوكالة الاتحادية للعمل في ألمانيا إلى أن أعداد العاطلين في البلاد ستستمر في العام الجديد عند أقل من ثلاثة ملايين شخص. وتوقع فايسه ألا تتجاوز أعداد العاطلين في 2017 الثلاثة ملايين عاطل، مضيفا أنه لم يطرأ تغيير على التوقعات الخاصة بارتفاع البطالة بين اللاجئين، لافتا إلى وجود بعض المخاطر بالنسبة لسوق العمل في ألمانيا، لكن هذه المخاطر لم تأخذ شكلا ملموسا بعد في الوقت الراهن. وذكر فايسه أن هذه النتيجة جاءت بناء على استطلاع أجرته الوكالة بين الـ156 رئيسا لوكالات العمل المحلية، موضحا أن هذه المخاطر تتمثل في خروج بريطانيا والإدارة الجديدة في الولايات المتحدة وأزمة القطاع المصرفي وأزمة الاتحاد الأوروبي. وقال فايسه إن على المرء أن يقبل أولا بهذه الأمور كمخاطر، مؤكدا أن سوق العمل في ألمانيا لم يشعر بعد حتى الوقت الراهن بتأثير هذه العوامل. في الوقت نفسه، رأى فايسه أن هذه العوامل تدفع الوكالة الاتحادية للعمل للحذر، وذكر أن الحالة المالية للوكالة في الوقت الراهن في وضع جيد يسمح لها باتخاذ رد فعل على التهديدات بفقدان وظائف لأسباب تتعلق بالحالة الاقتصادية، وذلك من خلال تمويلها برنامج لتقليل ساعات العمل كما حدث إبان فترة الأزمة المالية والاقتصادية في 2008. وكانت الوكالة قد أسهمت في تلك الفترة من خلال تمويل مثل هذا البرنامج، في الحفاظ على وظائف عاملين لدى الشركات على الرغم من ضعف الطلبيات لدى الشركات التي يعمل لديها هؤلاء العاملون. ويعدُّ سوق العمل في ألمانيا من أكثر الأسواق في أوروبا نشاطاً، الأمر الذي دفع آلاف اللاجئين للتوجه إليها، أملاً في الحصول على فرصة حياة جديدة، غير أن دخول سوق العمل مرتبط بمجموعة من الشروط. ويمنع أي شخص من العمل في الأشهر الثلاثة الأولى من تقديمه للجوء، وبعد مضي هذه الفترة يستطيع اللاجئ التسجيل في وكالة العمل الاتحادية والتي تقوم بدورها بتأمين فرص العمل، التي تختلف حسب المتاح، فمن الممكن أن يقدم أي شخص على عمل، وتأتي الوظيفية مختلفة كلياً عن اختصاصه، فالأمر مرتبط بالشواغر الموجودة في سوق العمل.
مشاركة :