«داعش» يواجه مأزق البقاء في الصومال بسبب «شُح» الموارد المالية

  • 1/2/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قالت دراسة مصرية، إن تنظيم داعش الإرهابي يواجه مأزق البقاء في الصومال بسبب «شُح» الموارد المالية، فضلا عن مطاردة حركة «الشباب» الصومالية الموالية لتنظيم «القاعدة» لأتباع «داعش». وأضافت الدراسة، أن «داعش» فشل في تثبيت موطئ قدم له في الصومال التي سعى بشدة إلى إقامة دولته المزعومة بها؛ نظرا لموقعها الاستراتيجي وأهميتها في تأكيد وجوده في قارة أفريقيا، وتثبيت صراعه وتنافسه مع «القاعدة» في شرقي القارة وشمالها. ويعود تأسيس حركة «الشباب الصومالية» إلى عام 2004، غير أن كثافة نشاطها وتداول اسمها في الإعلام يعود إلى عام 2007. وقد ظلت الحركة توصف في البداية بأنها الجناح العسكري للمحاكم الإسلامية، وبخاصة في فترة استيلاء المحاكم على أكثرية أراضي جنوب الصومال في النصف الثاني من عام 2006. وتسعى حركة «شباب المجاهدين الصومالية»، إلى السيطرة على شرق أفريقيا عبر تمددها في الصومال وكينيا وتنزانيا، وإلى استقطاب المزيد من المقاتلين؛ لتوسيع دائرة عناصرها الإرهابية. وأضافت الدراسة المصرية، التي جاءت تحت اسم «تنظيم داعش في الصومال.. الواقع والتحديات»، أن التنظيم يعيش مرحلة عصيبة، وأن مستقبل بقائه في الصومال ليس سهلا، فحركة «شباب المجاهدين»، الموالية لتنظيم القاعدة، ترصد أتباعه وتطاردهم في جميع أنحاء الصومال؛ مما يجعله لا يتمتع بحظوظ البقاء، في ظل العداوة الشديدة بين التنظيمين، والتي بدأها «داعش» من خلال محاولاته إغراء عناصر «القاعدة» في كل مكان للانضمام إليه. لافتة إلى أن أنظار «داعش» اتجهت إلى الصومال في ظل تصاعد وتيرة الانشقاقات الداخلية في حركة «الشباب المجاهدين»؛ ما أدى إلى تآكل دور «حركة الشباب» وتراجعها وفقدانها السيطرة على كثير من نفوذها السياسي والاجتماعي بعد تحرير الجيش الصومالي معظم المناطق التي تسيطر عليها. وتوصف حركة «الشباب الصومالية» بأنها حركة جهادية متمردة، وتزعم أنها تسعى إلى إقامة «الدولة الإسلامية، المزعومة» وقد أعلنت مرارا ولاءها لـ«القاعدة».. وزعيمها هو أحمد ديري أبو عبيدة، الذي خلف أحمد عبدي غودني، زعيم الحركة من 2008 إلى 2014 والشهير بالشيخ مختار عبد الرحمن أبو الزبير، قبل أن يلقى مصرعه في غارة أميركية، سبتمبر (أيلول) 2014 جنوب الصومال. وأوضحت الدراسة المصرية، أن تنظيم داعش في الصومال في بداية ظهوره هاجم حركة «شباب المجاهدين»، ووصفها بأنها خرجت عن الطريق القويم، ونسيت الهدف الأساسي في إقامة شرع الله. ودعا «داعش» وقتها المقاتلين في الحركة لتركها وإعلان البيعة للخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي، وواصلت «داعش» في تصعيدها بأن «حركة الشباب» أصبحت سجنا نفسيا وجسديا للمجاهدين في شرق أفريقيا، زاعمة أن إعلان البيعة للبغدادي هو فرصة كبيرة للمجاهدين في شرق أفريقيا، لرفع راية الجهاد ضد أعداء الله، على حد زعم الدواعش. وعُرفت «حركة الشباب» بولائها لتنظيم «القاعدة» منذ ظهورها على ساحة الجماعات الإرهابية، وهو ما أعلنته الحركة في أكثر من مناسبة.. ومع ظهور «داعش» نشب خلاف داخل الحركة بين مؤيد لمبايعة «داعش» ومعارض لذلك؛ الأمر الذي انتهى بظهور بعض الخلايا التي انشقت عن الحركة وبايعت «داعش» كان أبرزها جماعة «جاهبا إيست أفريكا». ولذلك؛ لم تتوان حركة «شباب المجاهدين» لحظة عن إطلاق وعيد قاس لمن يعلن ولاءه لـ«داعش» أو حتى يبدي تعاطفه معه، وهو الوعيد الذي تمثل في تنفيذ عمليات إعدام ميدانية وهجمات ضد العناصر التي بايعت تنظيم داعش. ويرى مراقبون، أنه بعد القضاء على «المحاكم الإسلامية» أصبحت «حركة الشباب» أقوى الفصائل الإسلامية المسلحة في الصومال، ويقدر عدد عناصرها ما بين 3 آلاف إلى 7 آلاف مقاتل، ويتبع عناصر حركة أساليب مشابهة لأساليب تنظيم القاعدة، من حيث الاستهداف عبر العبوات الناسفة على الطرق، أو السيارات المفخخة، والعمليات الانتحارية، والقصف المدفعي. وأكدت الدراسة التي أعدها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الصراع بين تنظيمي «داعش والقاعدة» اشتد حول كسب الولاءات وقيادة مسيرة الجهاد العالمي، مشيرة إلى أن حركة «الشباب الصومالية» تتمتع بنفوذ واسع يمكنها من أن تقوض جهود تنظيم داعش لبسط سيطرته على القرن الأفريقي؛ ما يجعل تلك المناطق خالصة للحركة التي تشهد هي الأخرى تراجعا أمام النفوذ العسكري الحكومي في الفترة الأخيرة، مضيفة: أنه في ظل الهزائم المتلاحقة التي تضرب تنظيم داعش في العراق وسوريا وليبيا، يواجه فرعه في الصومال تحديات كبيرة في التمويل وشح الموارد المالية؛ مما يعود بالسلب على مستقبل التنظيم في الصومال.

مشاركة :