الدولة الإسلامية تدق ناقوس خطر جديد من بوابة الحويجة

  • 1/2/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الحويجة (العراق) - يشّكل تواجد المئات من مقاتلي الدولة الإسلامية في قضاء "الحويجة" جنوب كركوك "شمال"، تحدياً أمام القوات الأمنية العراقية وتهديداً للوضع الأمني لأهمية المنطقة الإستراتيجية لقربها من المواقع النفطية. وقال عبد العزيز حسن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، في تصريح إعلامي إن "لجنة الأمن والدفاع ناقشت الأسبوع الماضي موضوع تواجد مسلحي تنظيم داعش في جنوب كركوك والخطورة التي يشكلها ذلك التواجد على أمن المحافظة وسلامة مشاريع الطاقة ومنها الآبار النفطية ومشاريع إنتاج الغاز". وتضم محافظة كركوك مقر شركة نفط الشمال التابعة للحكومة الاتحادية، وتنتج حقول النفط في المحافظة، وأبرزها حقل "الخبار" الذي يضم نحو 300 بئر نفطي، نحو 300 ألف برميل نفط يوميا، إضافة إلى وجود مشاريع عديدة لإنتاج الغاز. وأضاف حسن أن "اللجنة توصلت الى اتفاق لتقديم طلب من حيدر العبادي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة باتخاذ الإجراءات الأمنية الخاصة تمهيدا لإنهاء تواجد المسلحين في مناطق جنوب كركوك". وأشار إلى أن "اللجنة طلبت أن يكون هناك قصف جوي لمواقع تنظيم الدولة في المنطقة إن تعذر في الوقت الحالي شن عملية عسكرية لتحرير مناطق جنوب كركوك". وكانت معلومات مؤكدة تشير إلى أن الجانب العراقي كان يخطط للبدء بعملية تحرير مناطق جنوب كركوك والانطلاق إلى مدينة الموصل، لكن الجانب الأميركي ضغط باتجاه بدء معركة الموصل، وتأجيل حسم معركة جنوب كركوك لأسباب تتعلق بالانتخابات الأميركية. ويبلغ عدد سكان قضاء الحويجة 380 ألف نسمة موزعين على 450 قرية وناحية بينهم 120 ألفا في المدينة التي تحمل الاسم ذاته. ويسيطر تنظيم الدولة على مناطق واسعة جنوب كركوك أغلبها ذات طابع زراعي، إلى جانب وجود المئات من المقاتلين بينهم أجانب فروا من محافظة نينوى "شمال" مع بدء العمليات العسكرية هناك واستقروا في المنطقة. ‎وتسيطر قوات البيشمركة الكردية وقوات الاسايش "أمن اقليم كردستان"على محافظة كركوك التي يقطنها خليط من الكرد والتركمان والعرب بعد انسحاب القوات الاتحادية من جنوب المحافظة في يونيو 2014.‎ وتابع حسن أن "تنظيم داعش يلجأ في كل مرة عند الضغط عليه في مناطق معينة إلى فتح جبهات قتال جديدة، ونخشى من أن تكون هناك تحركات للإرهابيين في تلك المناطق خاصة أنه فعل مثل ذلك خلال الفترة الماضية". ويرتبط تحذير عضو لجنة الأمن والدفاع بالهجمات المنسقة التي شنها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية، بينهم انتحاريون وقناصون، في 21 أكتوبر تشرين الأول على مديرية شرطة كركوك، ومراكز شرطية أخرى، ومقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ومحطة كهرباء الدبس، وأوقعت نحو 24 قتيلا و50 جريحاً، إلى جانب مقتل نحو 80 مسلحاً، حسب الإحصائيات الرسمية. وذكرت مصادر عسكرية، أن مكافحة هذا التنظيم في المنطقة تتطلب قطعات عسكرية مدربة بشكل جيد لحسم المعركة، كقوات مكافحة الإرهاب، إضافة لعدم القدرة على فتح جبهة جديدة ضد تنظيم الدولة في جنوب كركوك، منعا لتأثير ذلك على مجريات معركة الموصل. ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية منذ عام 2014 على المنطقة الجنوبية بمحافظة كركوك التي تضم قضاء الحويجة وناحيتي الزاب والرياض. وبدأت الحملة العسكرية لتحرير الموصل، في 17 أكتوبر تشرين الاول وتحظى بدعم جوي من دول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. و طالب مسؤولون محليون وزعيم عشائري من منطقة الحويجة، في وقت سابق باستعادة منطقتهم من قبضة تنظيم الدولة الذي تجاوزته جهود "التحرير" هناك وترك مطلوق اليد لممارسة فظاعات بحق المدنيين. وكان محافظ كركوك نجم الدين كريم قد صرح في وقت سابق الى أن "عدم تحرير الحويجة خطأ كبيرا نظرا للتهديد الذي تشكله بالنسبة إلى كركوك ومحافظات مجاورة". والحويجة الواقعة جنوب مدينة الموصل كانت قد أوكلت مهمة استعادتها من داعش لميليشيات الحشد الشعبي، كتعويض لتلك الميليشيات عن منعها من دخول المدينة المذكورة، ضمن الخطة الأصلية لحملة نينوى العسكرية. لكنّ الميليشيات تخلّت عن تلك المهمة التي لا تخدم أهداف داعمتها الأساسية إيران، ووجهت جهودها في المقابل لمحاصرة الموصل من جهة الغرب بهدف تأمين الطريق بين العراق وسوريا وهو هدف استراتيجي لإيران لا يقارن باستعادة الحويجة.

مشاركة :