في الوقت الذي ندر فيه الحضور الجماهيري في مدرجات كرة القدم التي تعتبر اللعبة الشعبية الأولى في العالم كان للجماهير رأي آخر وسلوك مختلف في رياضة التراث الأولى في قطر والخليج العربي وهي سباقات الهجن العربية الأصيلة، ورغم أوجه التشابه والاختلاف المتعددة في الرياضتين سواء من حيث طبيعة كل منهما أو عشقهما من قبل هذه الجماهير، فإن الوضع فرض نفسه على أرض الواقع حيث أخذت رياضة الآباء والأجداد منحنى تصاعدي لافتا للأنظار خلال السنوات الأخيرة وانعكس هذا الأمر على الحضور الجماهيري بالإيجاب في حين اختلف الأمر جماهيريا في المقابل مع الساحرة المستديرة التي تأخذ نفس حيز الاهتمام وأكثر، ولكن بدون تشجيع من مناصريها في المدرجات، مما طرح علامات استفهام كبيرة حاولت «العرب» الإجابة عليها من خلال استطلاع رأي العديد من المهتمين والمتوغلين في رياضة التراث من مسؤولين وإعلاميين وملاك في الرياضة التراثية والذين أكدوا على القيمة الكبيرة التي تمثلها سباقات الهجن بالنسبة للمجتمع من خلال واقعه المعروف بمفهومه التراثي والتاريخي والذي رغم الحداثة الكبيرة التي ضربت جميع أروقته فإن طابعه التراثي المغلف بقيمة القبيلة التي تثمن الإبل بسبب قيمتها التاريخية والعملية ما زال قائما وممتدا عبر جذور ضاربة في أعماق التاريخ. إقبال جماهيري «العرب» حرصت على رصد آراء عدد من مسؤولي لجنة سباقات الهجن والإعلاميين والملاك والذين أكدوا على العديد من العوامل التي أدت إلى زيادة الإقبال الجماهيري على رياضة التراث الأولى في قطر والخليج، وأهمها بجانب العوامل الاقتصادية والاجتماعية رعاية ومساندة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لهذه الرياضة، ودعم المهرجانات والسباقات الكبرى، والجوائز الضخمة التي توفرها الدولة للفائزين، مما حفز أيضا الجميع في عمليات البيع والشراء والتجارة حيث أصبح الرواج الاقتصادي من أهم العوامل المحفزة للمشاركة فيها ومتابعتها والدخول كجزء من فعالياتها وهو ما أدى إلى زيادة القاعدة الجماهيرية التي تنامت كذلك بشكل كبير بسبب الترابط الاجتماعي الذي يميزها من خلال اللقاءات والتجمعات أثناء السباقات والتي تطورت إلى معرفة وطيدة وصداقات متعددة، وعلاقات اجتماعية من الدرجة الأولى، وصار التلاحم والتقارب بين دول الخليج وأيضا عدد من دول الوطن العربي أكثر وأقوى من أي وقت مضى، وأصبحت الصداقة الحميمة تربط بين كل دول مجلس التعاون بل والدول العربية من خلالها. الشهواني: أسر المقيمين ضمن جماهيرها الدكتور مبارك بن حمد آل شايق الشهواني نائب رئيس اللجنة المنظمة لسباقات الهجن يرى أن هناك العديد من العوامل التي أثرت بالإيجاب على شعبية وجماهيرية رياضة التراث الأولى في قطر بجانب كونها رياضة تراثية متوغلة في المجتمع وتحظى بحب وتقدير شديدين ألا وهي العامل الاقتصادي المرتبط بهذه الرياضة، حيث يوجد الكثير من الجوائز القيمة التي تقدمها الدولة ممثلة في اللجنة المنظمة لسباقات الهجن برئاسة سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن فيصل آل ثاني، ليس جوائز مالية فقط ولكن جوائز عينية أيضا من خلال الرموز القيمة والسيارات الفاخرة التي تجذب الكثيرين لرياضة التراث، ومن بينهم بالطبع الجماهير المرتبطة بهذا الأمر بداخل الأسرة الواحدة والتي توارثت حب الرياضة التراثية بكل ما فيها من معان اجتماعية كبيرة أدت إلى المزيد من التقارب والود والصداقة سواء بين دول مجلس التعاون الخليجي أو داخل الدولة الواحدة بعد زيادة التعارف والتلاحم. صداقة خليجية وتابع الدكتور مبارك الشهواني: الصداقة والأخوة الخليجية توطدت أكثر بسبب رياضة التراث الأولى في قطر، وأصبحت السباقات الكبرى في قطر والخليج العربي محلا لتلاقي الأشقاء من كل مكان، ولا يتواجد في الحدث فقط القائمون عليه أو الملاك والمضمرون بل عدد كبير من الأصدقاء والأقارب والعائلات وكذلك الجماهير الأجنبية من أسر المقيمين في الخليج العربي والذين يثمنون ويقدرون هذه الرياضة، وأصبح هؤلاء يمثلون فئة كبيرة من جماهير سباقات الهجن العربية، وعملت أيضا شركات الرحلات والسياحة على استقطاب هذه الفئة من الجماهير من خلال تنظيم رحلات إلى مضامير الهجن لمتابعة السباقات. النعيمي: دعم صاحب السمو حفز الجميع أكد مبارك بن بادي النعيمي مدير عام اللجنة المنظمة لسباقات الهجن أن هناك العديد من العوامل أدت إلى الإقبال الجماهيري غير المسبوق على رياضة التراث الأولى في قطر والخليج، وأبرزها دعم ومساندة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله لهذه الرياضة، والاهتمام بكل تفاصيلها كالمهرجانات والسباقات الكبرى، والجوائز الضخمة التي توفرها الدولة للفائزين، مما حفز الجميع أيضا في عمليات البيع والشراء والتجارة حيث أصبح هناك رواج اقتصادي كبير بسبب رياضة التراث وهو ما أدي إلى زيادة القاعدة الجماهيرية فيها. جدوى اقتصادية وتابع النعيمي: «الهجن لم تعد فقط مجرد جوائز مالية ضخمة وسيارات ورموز، بل أصبحت ذات جدوى اقتصادية كبيرة ومميزة بالنسبة لفئات عريضة، وزاد من هذا الأمر كثرة المهرجانات والسباقات مما أدى إلى عملية رواج اقتصادي ضخم، وأصبح البعض يتجه إلى الرياضة التراثية بهدف التجارة والبيع والشراء ليضاعف أرباحه واستثماراته، فالهجن أصبحت استثمارا مفيدا بالنسبة لكثيرين»، مشيرا إلى كم المهرجانات والسباقات في دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة الكبرى منها التي أدت إلى زيادة الإقبال الجماهيري، مؤكدا أن الدعم الحكومي لرياضة الآباء والأجداد من العوامل المؤثرة في هذه الرياضة. الكواري: الطفرة الاقتصادية حفزت الكثيرين للمشاركة عبدالله الكواري رئيس مهرجانات المزاين التي تحظى بإقبال جماهيري كبير يرى أن الطفرة المالية والاقتصادية الكبيرة في الدولة لها عامل كبير في زيادة الإقبال الجماهيري على سباقات ومزاين الهجن العربية، هذا بجانب العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية والتراثية المحفزة للحضور الجماهيري والارتباط بهذا النوع من المنافسات والفعاليات. جوائز ورموز وتابع الكواري: «دعم المسؤولين في دول الخليج ومن بينها قطر لرياضة التراث الأولى يعد أحد أبرز العوامل المشجعة لتنامي الرياضة التراثية، حيث زاد بشكل كبير قيمة الجواز المالية، وكذلك العينية ومن بينها السيارات الفخمة، ليس هذا فقط ولكن الرموز القيمة التي تعد فخراً لمن يحصل عليها ومثار للسعادة وفرحة الانتصار، ويسجل التاريخ هذه الإنجازات كلها للفائزين كل هذا زاد من وتيرة المشاركات التي ارتبطت بالحضور الجماهيري للفعاليات بشكل متزايد». استثمار كبير وأضاف الكواري: «الكثيرون اتجهوا للهجن أيضاً بسبب المكسب المادي، حيث كون العديد ثروة من وراء هذه الرياضة من البيع والشراء وإعادة الاستثمار، حيث يبيع المالك مرة أو اثنين ويتكون لديه ثروة يقوم باستثمارها في البيع والشراء مرة أخرى وهذا من أسباب زيادة الإقبال عليها بشكل متزايد خلال الفترة الأخيرة، هذا بجانب ما يجنيه المشاركون من قيم اجتماعية نبيلة من خلال التجمع مع الأشقاء في دول مجلس التعاون والتعارف علي أناس جدد في الرياضة التراثية العريقة التي تعد فخراً لكل من يشارك فيها. مشعل الشمري: الكبار نقلوا شعبيتها للصغار مشعل الشمري مذيع الهجن المتألق في قناة الكأس أكد أن رياضة الهجن التراثية أصبح لها جماهيرية كبيرة تطغى حتى على رياضة كرة القدم، لأن الرياضة التراثية ارتبطت بالبيئة البدوية في دول الخليج العربي كله، والوسط لا زال محافظاً -ولله الحمد- على التراث في مجتمع خليجي كبير لا يريد فقد هويته وجزء كبير من الأساس الذي يقوم عليه المجتمعات الخليجية. قاعدة جماهيرية وقال الشمري: «كبار السن وأولياء الأمور والأجداد والآباء هم من وضعوا لهذه الرياضة قاعدة جماهيرية كبيرة، ويرى الجميع الأطفال والشباب مع الكبار والشيوخ في السيارات يتابعون السباقات، ويؤدي ذلك إلى زراعة وغرس حب رياضة التراث في نفوس الأبناء والأطفال من صغرهم، حتى إذا كبروا وانتقلوا إلى مرحلة عمرية أكبر تشبعوا بحب رياضة التراث وأصبحوا ضمن المهتمين بها ومن بين ممارسيها وداعميها، ويتم زراعة في فكره وعقله أن هذه رياضتنا وتراثنا، وبذلك تم تشكيل القاعدة الجماهيرية الكبيرة من رياضة الآباء والأجداد. عكس بعض الرياضات التي برأيه تفتقد إلى التسويق الجيد، مما أدى إلى عملية إحجام الجماهير عنها، بعد أن فقدت جاذبيتها، مؤكداً أن رياضة التراث الأولى في قطر والخليج من الرياضات الجاذبة للجماهير بسبب شعبيتها الجارفة، والتفاف الكبير والصغير حولها، والقيم التي تسوقها للجميع، حيث تعتبر رياضة تسير بالفطرة. راشد الهاجري: اهتمام الدولة عامل مهم راشد بن مبارك الهاجري مالك الهجن والمشارك في فعالياتها يرى أن دعم الدولة لرياضة التراث بشكل كبير ماديا ومعنويا ساهم في زيادة الإقبال الجماهيري على فعالياتها، سواء في السباقات أو مهرجانات المزاين، مؤكداً أن الدعم المعنوي مهم جداً في زيادة الحضور الجماهيري والتفاعل مع الرياضة التراثية التي عشقها الآباء والأجداد. وتابع راشد الهاجري: إقبال سعادة الشيوخ على رياضة التراث وحبهم لها كان من بين العوامل في زيادة شعبيتها، حيث حرصوا على امتلاك أفضل السلالات، وهو ما أدى إلى مزيد من الرواج للرياضة التراثية العظيمة، التي عرف الناس مكونها الأول وهو الهجن منذ قديم الأزل، حيث ارتبط الإنسان بها بشكل أساسي وكانت مساندة له في ترحاله وساعدته بكل ما يتعلق بمعيشته وهو من الأمور المهمة، حيث يرتبط بها بشكل كبير ولا يزال، فالجمل صديق العرب ومحبته جاءت أساسا من تقدير ومحبة الآباء والأجداد. وأضاف: الزيادة الجماهيرية في رياضة التراث والتي قل ما تجدها في رياضة أخرى مشابهة بسبب اللقاءات أثناء السباقات، التي تطورت إلى معرفة وطيدة وصداقات متعددة، وعلاقات اجتماعية من الدرجة الأولى، وصار التقارب بين دول الخليج وأيضاً عدد من دول الوطن العربي أكثر وأقوى من أي وقت مضى، وأصبح لدينا في قطر أصدقاء كثر في الإمارات والسعودية وعمان والكويت، وأيضاً في مصر، حيث يوجد لدينا صداقات في العريش بسبب سباقات الهجن التي كانت تقام هناك برعاية قطر، وأيضاً في ليبياً، وتشعبت العلاقات الخليجية والعربية بسبب هذه الرياضة، وهذا يرجع أيضاً إلى الدعم الحكومي للرياضة التراثية العريقة. حمد مبارك: تنامي القاعدة الجماهيرية بسبب زيادة المشاركين أكد حمد مبارك الهاجري مدير الشؤون الإدارية باللجنة المنظمة لسباقات الهجن أن تنوع المشاركين في العزب وزيادة عددهم بشكل لافت زاد من الجماهير المتابعة لرياضة التراث الأولى في قطر والخليج، مشيرا إلى ازدياد القاعدة الجماهيرية للمشاركين في هذا النشاط بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وأصبح هناك مشاركون كثر من داخل العزبة الواحدة حيث يشارك خمسة أو ستة من الأسرة الواحدة في السباقات، وكل مشارك من هؤلاء له جماهير تشجعه وتسانده بشكل كبير، ويرتبط هذا كله بما تمثله رياضة التراث من إثارة كبيرة خلال السباقات، وتحديات الفوز بين الجميع سواء داخل قطر أو في محيط دول الخليج، وهو ما يزيد من المتعة فيها. دعم غير محدود وتابع حمد الهاجري: الدعم الكبير وغير المحدود من المسؤولين، ومن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله يعد أحد أهم الأسباب في تنامي رياضة التراث وانتشارها بشكل كبير في قطر حيث زادت قيمة الجوائز سواء النقدية أو العينية، واهتمت أيضا الشركات الكبرى برعاية الأحداث والفعاليات الكبيرة في رياضة التراث، التي حظيت باهتمام غير عادي انعكس أيضا على الاهتمام الإعلامي الذي أصبح مسلطا بشكل كبير وأكثر من ذي قبل على الفعاليات المتعددة، التي زاد الاهتمام بسباقات الهجن من نسبتها وحجمها سنويا حيث زادت عدد السباقات بشكل كبير وكذلك المهرجانات طوال العام ليس فقط في الداخل وإنما أيضا في كل دول مجلس التعاون وأصبح التنافس خليجيا كذلك بعد أن كان محليا فقط.;
مشاركة :