حققت قوات النظام السوري تقدما في هجومها الهادف للسيطرة على منطقة وادي بردي قرب دمشق، التي تعد خزان المياه الرئيسي للعاصمة، في تصعيد اعتبرته الفصائل المقاتلة خرقا للهدنة الهشة التي دخلت الاثنين يومها الرابع. وهددت الفصائل المعارضة الموقعة على اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه برعاية روسية تركية الاثنين، بـ «نقض الاتفاق وإشعال الجبهات» كافة، في حال عدم وقف العمليات العسكرية على وادي بردي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين «بقصف جوي ومدفعي لقوات النظام على محاور عدة في منطقة وادي بردي، تزامنا مع معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة والفصائل المقاتلة وعناصر من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)». وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن «قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني أحرزوا تقدما في المنطقة وباتوا على أطراف عين الفيجة، نبع المياه الرئيسي في المنطقة، ويخوضون مواجهات عنيفة مع الفصائل لتأمين محيطه». وأضاف عبدالرحمن أن «هذا التصعيد العسكري يعد خرقا للهدنة، رغم أن قوات النظام بدأت هجومها قبل أسبوعين بهدف السيطرة على منابع المياه التي تغذي معظم مناطق العاصمة». ودخلت الهدنة التي أعلنتها روسيا الخميس ووافقت عليها قوات النظام والفصائل المعارضة، يومها الرابع في سوريا، مع استمرار الهدوء على الجبهات الرئيسية رغم تكرار الخروقات التي تزيد من هشاشتها. وبحسب المرصد السوري، ثمة مئات من مقاتلي جبهة النصرة، من بين آلاف مقاتلي الفصائل، في منطقة وادي بردي الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال غرب دمشق. دمشق بلا مياه وتعد المنطقة مصدر المياه الرئيسي للعاصمة التي تعاني منذ نحو أسبوعين من انقطاع هذه الخدمة، ما دفع الأمم المتحدة إلى إبداء خشيتها في بيان الخميس من «وضع مياه الشرب.. وانقطاع إمدادات المياه الرئيسية منذ 22 ديسمبر عن أربعة ملايين نسمة» من سكان دمشق وضواحيها. وتحاصر قوات النظام وحلفاؤها المنطقة منذ منتصف العام 2015، وغالبا ما كانت تلجأ الفصائل إلى قطع المياه عن دمشق عند تشديد قوات النظام حصارها، ثم تعود الأمور إلى طبيعتها مع سماح النظام بدخول المواد الغذائية، وفق المرصد. ومنذ 20 ديسمبر، بدأت قوات النظام هجوما عسكريا على المنطقة بهدف السيطرة عليها أو الضغط للتوصل إلى اتفاق مصالحة، ينهي العمل العسكري للفصائل، على غرار اتفاقات مشابهة جرت في محيط دمشق خلال الأشهر الماضية، وفق المرصد أيضا. وبحسب عبدالرحمن، تعرضت إحدى مضخات المياه في عين الفيجة لانفجار بفعل المعارك، وعلى إثره تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عنه. واتهمت السلطات الفصائل بتلويث المياه بالمازوت ثم قطعها بالكامل عن دمشق. في المقابل، نددت تلك الفصائل الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار في بيان الاثنين بما وصفته بـ «خرق جائر» للاتفاق. وطالبت الدول الراعية للاتفاق بالتدخل «لحماية المدنيين من قصف النظام.. وإدخال ورش الصيانة لمؤسسة مياه عين الفيجة»، متعهدة بـ«ضمانة سلامتها». وفي حال عدم التجاوب، لوحت الفصائل بأنها ستطالب «بنقض الاتفاق وإشعال الجبهات دفاعا» عن وادي بردي.;
مشاركة :