منشطات تتخفى تحت غطاء “حارقة الدهون”

  • 1/3/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

متاجر إلكترونية مع دخول الشخص موقع التواصل الاجتماعي "انستجرام" الذي أصبح كساحة حراج، يباع فيه كل ما تبحث عنه بشرط أن تكتب ذلك في خانة البحث، حوارق دهون أو مكملات غذائية، أو حتى بروتينات، فستجد عشرات الحسابات التي امتهنت بيع هذه المنتجات مجهولة المصدر، كتب بعضهم في ملفه التعريفي بأن منتجاته مضمونة وصناعة أمريكية، بتاريخ إنتاج جديد وتخزين ممتاز، واضعاً وسيلة تواصل إما رقم هاتفه، أو عن طريق برنامج الواتساب، متابعوهم بالآلاف، وفاقت أعداد متابعي بعضهم، مشاهير الفن والرياضة، وتعدى هذا إلى نشر البائعين إعلانات لمنتجاتهم على مواقع البيع الإلكترونية والإعلانات المبوبة الشهيرة. بائع الانستجرام أحد بائعي الانستجرام وضع رقم جواله على صفحته الشخصية، وبعد الاتصال به، ادعى المحرر أنه يبحث عن منتج لتخفيف الوزن، فطلب البائع معلومات عن المتصل، كالعمر والوزن، وهل يمارس الرياضة بانتظام، وهل يعاني من أي أمراض مزمنة، وأفاد البائع عن توافر كبسولات لديه تحمل اسما طبياً (لاتينياً) متبوعاً بعدد من الأرقام، أمريكي الصناعة، وبنكهة الزنجبيل على حد وصفه، ولكنه اشترط أن يمارس المحرر رياضة المشي بمعدل نصف ساعة يومياً على الأقل، فاستغرب المحرر ما الداعي للحبوب إذا ما مارس رياضة المشي فهي كفيلة بتخفيف الوزن لوحدها، فقال البائع: "حارق الدهون يعتمد على تركيز الكافيين العالي، ويعطي دافعاً لممارسة الرياضة، وتأتي العلبة بـ 60 كبسولة، وتأخذ حبة إلى اثنتين يومياً، وهي تعطي نتائج جيدة في اليوم الطبيعي، ولكن إذا ما أردت نتائج أفضل عليك ممارسة الرياضة"، وأضاف البائع: "سعر العلبة 260 ريالاً، وتتم عملية البيع بتحويل المبلغ بنكياً، ومن ثم إرسال الدواء عبر الشحن". شحن البضائع بعد اتمام الاتفاق مع البائع على الشراء من أحد المتاجر الإلكترونية، يخيّر الزبون بين الاستلام باليد إذا كان في ذات المدينة، وهو خيار غير مستحب من قبلهم، ويفضلون الزبون خارج المدينة لضمان عدم الاسترداد، فالبيع للزبون في منطقة أخرى، وتحويل المبلغ وشحن المنتج، هو الوسيلة الأكثر انتشاراً بين أصحاب هذه المتاجر، ومعظمهم يلجأون للشركات المحلية، لرخص أسعارها مقارنة مع شركات الشحن الأجنبية، ولانخفاض القيود التي تفرضها هذه الشركات مقارنة بشركات أشهر، والتي قد تكلفهم نصف ربحه من عملية البيع. مدرب اليوتيوب انتشر على موقع الفيديوهات الشهيرة "يوتيوب" ، مقطع فيديو لأحد المدربين من جنسية عربية، عبر حساب النادي الخاص به، ويشرح المدرب من خلال مقطع فيديو مدته عدة دقائق وأشبه بالإعلان التجاري، الفوائد العلمية (الوهمية) لأحد المنتجات (حارقة الدهون)، محاولات سرد عدد من الدراسات مجهولة المصدر، وربط منبهات الكافيين بتخسيس الوزن، وتباينت تعليقات مشاهدي المقطع بين رفض ما ورد فيه، واعتبار ذلك تحايلاً وإعطاء معلومات غير صحيحة، وبين بعض من صدق ماورد في المقطع. نخشى صحة البيئة كشف (ت.ع) مستثمر في صالات الأندية الرياضية، أنهم يراقبون بشكل كبير المدربين الذين يعملون لديهم، خشية بيعهم مثل هذه المنتجات، وقال لـ "الرياضية": "بحكم خبرتي الكبيرة في هذا المجال منذ سنوات، أعلم جيداً أن العديد من مدربي الأندية الخاصة يبيعون منتجات من هذا النوع، خاصة أنهم يتقاضون رواتب متدنية، ويسعون لتحسين دخلهم من خلال بيع هذه المنتجات"، وتابع: " لا أخفيك أننا نخشى من رقابة صحة البيئة، فلديهم أنظمة صارمة بهذا الشأن على بيع أي منتجات من قبل الصالات الرياضية الخاصة، سواء مرخصة أو محظورة رياضياً، وخوف الملاّك من هذه الغرامات يمنع الكثيرين من ممارسة مثل هذه الأنشطة، ونحرص حقيقة على متابعة المدربين الذين يعملون لدينا"، وختم حديثه: "هناك صالات رياضية تعمل بلا ترخيص أساساً، ولا يتوفر لديها اشتراطات كثيرة، من حيث المساحة والشهادات الطبية للمدربين، وتجد أن اشتراكاتها رخيصة جداً، ومثل هذه النوعية من الصالات يتوفر بها بيع هذه المنتجات بشكل علني". استشارة المختصين حذر الدكتور مبارك المطوع نائب رئيس الاتحاد السعودي للطب الرياضي اللاعبين من استخدام المكملات الغذائية غير المرخصة ومجهولة المصدر، دون استشارة من طبيب النادي، أو أخصائي التغذية، مشدداً على خطورة تداول مثل هذه المنتجات، والتي قد تدخل في تركيبها مواد محظورة ومنشطات غير قانونية، قد تضر بمستقبل اللاعب، وقال المطوع: تداول ما يطلق عليه الأدوية المنحفة، وبيعها من قبل ضعاف النفوس في الصالات الرياضية والأندية الخاصة موجود بكثرة للأسف، ولا يوجد نظام يحمي الناس من هذه الأمور، وللأسف معظم هذه المنتجات مجهولة المصدر، وأنصح من يستخدم منتجات مماثلة، أن يكون ذلك على الأقل عبر منافذ بيع المكملات الغذائية المرخصة من هيئة الغذاء والدواء السعودية، ويعرض نفسه قبل ذلك على مختص في هذه الأمور". وتابع المطوع: "أعتقد أن بالرياضة السليمة والتغذية الرياضية الصحيحة، يستطيع الشخص أن يصل إلى ما يصبو إليه دون استخدام هذه المكملات، والتي يكون بعضها من مصادر غير معروفة، وممكن يكون لها مضاعفات ضارة بصحة الإنسان، والتي قد تؤدي لاعتلال الكبد والكلى لاسمح الله، وكل هذه الأشياء يستطيع الإنسان تعويضها بتغذية رياضية سليمة من قبل مختصين" ليس لنا علاقة أوضح مصدر قانوني في وزارة التجارة والاستثمار أن رقابة وفحص المكملات الغذائية والهرمونات (البروتينات) المحظور وغير المحظور منها، خاضع لقوانين الهيئة السعودية للغذاء والدواء عملية البيع عن طريق القنوات الإلكترونية مثل الانستجرام والمتاجر، لايوجد نظام ينظمها من قبل وزارة التجارة، وقد تباع عبرها مواد غير قانونية، وقال: "لاتستطيع أن تضبط هذه المنتجات، لأنه لايوجد نظام للتجارة الإلكترونية على العموم لدى وزارة التجارة، وهذا هو الخلل الأكبر، سواء باع منتجاً مسجلاً أو غير مسجل، مطابق للمواصفات أو لا، ومشاكل التجارة الإلكترونية كثيرة لأنه لايوجد نظام ينظمها"، وتابع في ذات السياق: "الوزارة تبذل جهوداً كبيرة في هذا الجانب، ولكن هناك تنظيم يدرس حالياً للتجارة الإلكترونية، وسيرى النور قريباً " مسؤولية الهيئة من جهتها، أكدت الهيئة العامة للغذاء والدواء على منعها تداول أي مستحضرات ومنتجات طبية، إلا من قبل المنشآت المرخص لها بهذا النشاط كالمؤسسات الصحية والصيدليات الخاصة، حيث توجهت "الرياضية" بالاستفسار للهيئة عن دورها في ضبط بعض التجاوزات من قبل من يبيعون الهرمونات وحارقات الدهون والمنتجات المشابهة للرياضيين، سواء كأفراد في الصالات الرياضية والأندية الخاصة أو عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستجرام وغيره، وأجابت على لسان الصيدلي عبدالعزيز الشردان مدير إدارة جودة المستحضرات بالهيئة العامة للغذاء والدواء: "يمنع تداول المستحضرات الصيدلانية إلا في المنشآت المرخص لها بهذا النشاط كالمؤسسات الصحية والصيدليات الخاصة، كما لا يجوز تداول أي مستحضر صيدلاني إلا بعد تسجيله لدى الهيئة العامة للغذاء والدواء، أما فيما يخص الرقابة على المنشآت الرياضية فذلك يقع تحت مسؤولية الهيئة العامة للرياضة والشباب" كما أجابت على استفسار آخر بأنه هل هناك عمل مشترك مع أي من الجهات الرقابية كوزارة التجارة مثلا في ضبط هذه المنتجات المحظورة ؟ وقالت: "تنسق الهيئة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة في حالة رصد تداول لمستحضر صيدلاني بشكل مخالف سواء كان في منشأة أو عبر الإنترنت لوقف مثل هذه التجاوزات".

مشاركة :