لا أحد بات يعتقد أو يؤمن بأن «داعش» والتنظيمات الإسلامية الجهادية والتكفيرية، لها غايات نبيلة، سواء في العراق أو سورية أو اليمن أو ليبيا أو مصر أو في الجزيرة العربية، فإن كان حلم الخلافة أو إعلاء كلمة الله، قد خدع بعض السذج أو الجهلة غير العارفين بدينهم حق المعرفة، فإن الحقائق على أرض الواقع، تشهد أن لا وجود لهذه الغايات السامية، بل كلما مرالزمن وتلاحقت الأحداث، ثبت للجميع تقريباً أن هذه الجماعات عصابات إجرامية، لا تفرق بين الكافر والمسلم ولا بين العسكريين والمدنيين، وكل ذلك باسم الإسلام، ولذا ما زال هناك من يموّل هذه الجماعات وينخرط في صفوفها، إيماناً بالغاية النبيلة التي تأسست من أجلها أوأعلنتها. أنا أرثي لحال الأجانب والأوروبيين الذين جاءوا من مختلف بقاع العالم، بعد أن تم خداعهم بكلمات العدالة والمساواة والخير في الإسلام، مثل هؤلاء خسرهم الدين الإسلامي مسبقاً، هذا إذا استثنينا من جاء طمعاً بالمال أو الجنس، حيث السبايا والعبيد من كل الأعراق والديانات، وهم يباعون بسعر بخس. ما حدث في المطعم والملهى التركي، من مذبحة شنيعة قتل فيها أبرياء مسلمون ومسيحيون بدم بارد، لم يكن لغايات نبيلة أو أهداف إسلامية، فالمطعم لم يكن به عسكريون أو مسؤولون أتراك، بل جميع من قتل أو أصيب كان من المدنيين، وإذا افترضنا أن التبرير كان لأن الرواد يجلسون بمكان به منكر، فكيف يمكن تبرير قتل المصلين في المساجد، الذين كانوا يعتقدون أنهم في أمان ببيت من بيوت الله؟ وهذا ينطبق على المسلمين المسالمين في مصر والعراق وكل البلاد العربية. لم يعد أحد يصدق هذه الخرافة، والناس ترى وتلحظ أن هذه الجماعات، لم تطلق على إسرائيل طلقة واحدة، وهي المغتصبة لأراضٍ عربية، وترتكب جرائم ضد المسلمين، فهكذا نستقبل العام الجديد، بالجرائم والغلو ولجنة الظواهر السلبية، وهذا ما جعل الناس والمسلمين بالأخص ينفضون عن الجماعات الإسلامية، ويدركون تماماً أنهم لا يمثلون الإسلام، بل يمثلون السياسات الأميركية والإسرائيلية، وأهدافها في تفتيت الدول العربية، وإشعال الحروب الطائفية، والإبقاء على التخلف والجهل. osbohatw@gmail.com
مشاركة :