في فرنسا، إذا كنت من النوع الذي لا يُفارق هاتفه المحمول كي يقوم بمتابعة رسائل العمل الإلكترونية طوال الإجازة فربما يتوجب عليك أن تفكر بالانتقال إلى مكان آخر. حيث أعلن تقرير أذاعته إذاعة إن بي آر الأميركية، أن الموظفين الفرنسيين سيكون لهم الحق القانوني بعدم التواصل بخصوص العمل خارج فترة الدوام، والفضل في ذلك سيعود إلى تطبيق قانون جديد ينص على هذا الحق، وبداية العمل به منذ 1 يناير الجاري. ووفقا للقانون فإن الشركات التي تملك أكثر من 50 موظفا ستكون مُلزمة بتحديد ساعات معينة - عادة في المساء أو إجازة نهاية الأسبوع - لا يتم خلالها إجبار الموظفين على إرسال رسائل العمل الإلكترونية أو الإجابة عليها. وتم اقتراح هذا القانون إلى جانب قوانين عمل أخرى في شهر مايو الماضي - وكان هو القانون الوحيد الذي لم يلق أي احتجاجات - رغم أنه لم يحظ بالكثير من اهتمام وسائل الإعلام، وذكرت الحكومة الفرنسية وقتها أن تدخلها بات ضروريا وذلك من أجل صحة وراحة موظفيها. وقال عضو البرلمان بينوا هامون لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي "أثبتت جميع الدراسات أن الإجهاد المرتبط بالعمل أصبح أكثر مما سبق، وهذا إجهاد مستمر. يُغادر الموظفون مقر العمل جسديا ولكنهم لا يُغادرون العمل ذاته. فهم يبقون مرتبطين بنوع من القيود الإلكترونية - كالكلاب، الرسائل النصية والرسائل الإلكترونية - فهي تحتل حياة الفرد لدرجة إنها تتسبب في انهياره في النهاية". وتوجد بعض الدراسات التي تدعم ما ذكرته الحكومة الفرنسية. حيث اكتشفت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية أن المشاركين الذين كانوا ملزمين بمتابعة البريد الإلكتروني ثلاث مرات فقط كانوا هم الأقل إجهادا من هؤلاء الملزمين بمتابعة البريد الإلكتروني بشكل مستمر. واكتشفت دراسة أخرى أجرتها جامعة ولاية كولورادو أنه حتى الإجهاد المترقب من رسائل البريد الإلكتروني المتوقعة بعد ساعات العمل قد يكون له تأثير سلبي على الصحة
مشاركة :