الوجبات السريعة تسحب البساط من الأكلات المنزلية

  • 1/4/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال مواطنون إنهم يفضلون الإقبال على أكلات المطاعم على حساب الأطعمة المنزلية، خاصة بعد أن انتشرت المطاعم مؤخرا بشكل كبير، وباتت تحاصرهم خاصة في أوقات التنزه في المولات والمحال التجارية، وأضافوا في حديثهم مع «العرب» أن انتشار مطاعم الوجبات السريعة في المراكز التجارية جعلهم يفضلون تناول الوجبات دون انتظار للأكلات التي يتم إعدادها في المنازل وبطريقة تقليدية، لافتين الأنظار إلى أن الوجبات السريعة التي تقدمها المطاعم باتت أحد مظاهر العصر الحديث سريع الإيقاع، الذي تتلاشى فيه القواعد التقليدية في مظاهر الحياة اليومية، ومنها تناول الوجبات الـ3 في المنزل وحسب موعد محدد سلفاً، بينما حذر خبراء ودراسات متخصصة في التغذية من خطورة تناول الوجبات السريعة على المدى الطويل، نظراً لارتفاع نسبة الدهون بها إلى %90 تقريبا، مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الخطيرة. وأكد مواطنون أن المطاعم تتفنن في ابتكار أكلات من مختلف بلاد العالم، وتحظى بإقبال كبير بسبب طريقة العرض والإعلانات الترويجية، مما أسهم في تغيير ثقافة الجيل الجديد الذي يفضل الأكل في المطاعم أكثر من المنازل، وللوجاهة الاجتماعية من خلال نشرها عبر تطبيق «سناب شات»، لافتين الانتباه إلى أن كثيرين قد لا يدركون المخاطر الصحية للاستمرار في الأكل خارج المنزل. وقال خبراء تغذية إنه لا يوجد أفضل من طعام المنزل، لأن له دورا فعالا في التأثير الإيجابي على الصحة، مقارنة بوجبات المطاعم التي ترتفع بها السعرات الحرارية، محذرين من خطر تعاطي الوجبات الجاهزة على الصحة لأنها تحتوي على دهون قاتلة على المدى الطويل. ريما: غير صحية وتؤدي للإصابة بالسمنة قالت ريما الصالحات: «تواجه كثير من العائلات مشكلة إقبال أفرادها على أكل المطاعم وتفضيلها على الأطعمة المحضرة منزليا، وبالنسبة لي فمشكلتي مع أبنائي المراهقين تحديداً أنهم يفضلون أطعمة المطاعم لأنها أسرع تجهيزا وتناولاً، ويتشاركونها مع أصدقائهم وزملاء المدرسة في أي مكان ووقت حتى لو كان متأخراً، رغم أن هذه الأطعمة مشبعة بالدهون التي ترفع نسبة الإصابة بالأمراض. وأضافت: في الماضي بعد خروجنا من المدرسة كنا نذهب للمحلات التي تبيع الأطعمة السريعة مثل البطاطا المقلية أو الفلافل أو البقوليات المطبوخة والمثلجات والمشروبات الغازية فتشبعنا وتجعلنا نعرض عن تناول الغذاء المحضر منزليا، وأضافت: أن تناول الأطعمة السريعة أصبح ظاهرة وصار تناولها جزءا من «البرستيج» الاجتماعي والطبقي خصوصا بعد دخول المطاعم المشهورة عالمياً لقطر وظهور خدمات التوصيل المجاني، وتابعت: أعلم أن مضار الأكل الخارجي عديدة، ومن أهمها السمنة، فيكفي ما نراه من مخالفات تضبطها البلدية في بعض المطاعم التي تقدم أطعمة فاسدة، ولا يزال هناك هوس بأكل المطاعم فنجد الطلبات الخارجية مستمرة على مدار الساعة. حسين: طقس يومي لدى الباحثين عن مذاق مختلف ذكر فهد حسين أن الأكل في المطاعم أمر جيد إذا كان لمجرد التغيير في تناول وتذوق أطعمة متنوعة وجديدة ومعرفة كل جديد في عالم الطعام، لكنه أشار إلى أن المطاعم أصبحت مقصدا للعائلة والأصدقاء من أجل اللقاءات الاجتماعية والترفيهية، كذلك الأكل في المطاعم نهاية الأسبوع يمنح الزوجة الاستمتاع بوقتها بعيدا عن أعمال المنزل. وأضاف: لدي شغف كبير في ارتياد الأماكن الجديدة وتذوق الأكل فيها، وحقيقة أعشق الأطعمة اليابانية والصينية وبعض المأكولات الشرقية لأنها الأفضل صحيا للجسم من الأكلات الدسمة الأخرى، وتابع خصصت جزءا من ميزانية العائلة لتناول الأكل نهاية كل أسبوع، وهناك آخرون يفضلون مأكولات المطاعم رغم توافر كافة إمكانات الطبخ في البيوت، ولكنهم باتوا مدمنين على تناول الأكل في المطاعم بحيث إنها تصبح جزءا من حياتهم اليومية ولا يمكن التخلص منها بسهولة. العربي: نتيجة لتسارع إيقاع الحياة.. لكن المخاطر بالجملة قال الدكتور زهير العربي خبير تغذية إن هناك دراسة حول هذه الظاهرة شارك فيها عدد من المواطنين والمقيمين وكذلك مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لمعرفة أسباب إقبالهم على الطعام خارج المنزل، موضحاً أن الأسباب التي انتهت إليها الدراسة تكمن في تميز الطعم والرائحة الزكية وهي مؤثر رئيسي في اختيار الطعام بشكل عام، والثقة بمكونات الطبق خصوصاً المهتمين بالصحة أو جمال التقديم وشكل الطعام. وأضاف: يقبل الناس على المطاعم لعدم توفر أطعمة مطبوخة في المنزل أو لعدم إتقان صنعها منزلياً، أو لجاهزيتها في المطعم وسرعة توفيرها، وكسر الروتين اليومي للعائلة وأكبر دليل أنه الأكثر تصويراً في القصص اليومية في سناب تشات، وكذلك حرص بعض العائلات واهتمامهم بالانتقائية في اختيار المطاعم التي تلامس احتياجاتها الاقتصادية أو الاجتماعية مثل اختيار المطاعم الراقية أو المشهورة. وذكر العربي سبباً آخر وراء الإقبال على المطاعم ويكمن في تغير إيقاع الحياة اليومية على نحو متسارع إضافة إلى النمو السكاني المطرد الذي ساعد على انتشار المطاعم بشكل أوسع بحملاتها الدعائية والتسويقية عكس ما كان سابقاً منذ أزل العصور لعدم وجود المغريات كوسائل النقل ووسائل الاتصال والألعاب والحدائق مما كان يقلل من السفر في تلك الفترة الزمنية الصعبة. وتابع: إن الدراسة حددت أسباباً أخرى منها الاستسهال في الشراء من المطاعم وتفضيلها على الطعام المحضر منزلياً، اختصاراً للوقت والمجهود. وحذَّر العربي من خطر تناول وجبات المطاعم على المدى الطويل، لافتاً إلى أن %90 من المطاعم تعوِّض الطعم بالبهارات والملح والدهون المشبعة والسكر حتى لا يلتفت لرداءة المكونات بسبب جهل الكثير من الناس بمكونات الأطعمة التي يتناولوها. وأكد أنه لا يوجد أفضل من طعام المنزل لأن له دوراً فعالًا في التأثير على صحتنا خاصة أن السعرات الحرارية في أكلات المطاعم وخاصة الأطعمة سريعة التجهيز مرتفعة للغاية، وقد نصح مختصو التغذية بضرورة تناول الوجبات في المنزل لأنها صحية وأقل ضرراً.;

مشاركة :