باريس: «الشرق الأوسط» لضياء العزاوي موعد قريب مع متحف بيكاسو في برشلونة، فقد تلقى الرسام العراقي دعوة للمشاركة في معرض عالمي بعنوان «ما بعد بيكاسو»، بين السابع من الشهر الحالي والـ29 من يونيو (حزيران) المقبل. وأراد القائمون على المعرض أن يعكس ما أطلقوا عليه تسمية «ردات فعل معاصرة». من المنتظر أن يعرض العزاوي في برشلونة عمله الكبير «صبرا وشاتيلا» الذي أنجزه في عام 1983، بعيد المجزرة التي تعرض لها مخيم اللاجئين الفلسطينيين في بيروت. وتأتي هذه المشاركة بعد موسم ربيعي كان حافلا بالنشاط بالنسبة للفنان العراقي والعالمي البارز، فقد كانت له مشاركة مميزة في «آرت باريس»، المعرض الضخم الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية سنويا، واختتم دورته الأخيرة، أمس. غاليري «كلود ليمان» التي يتعامل معها العزاوي في العاصمة الفرنسية، حجزت جناحا بمساحة 112 مترا مربعا، عرضت فيه أربعا من لوحاته الحديثة، إلى جانب أعمال لفنانين عرب آخرين، بينهم السوري يوسف عبدلكي والجزائري بن عنتر، مع لوحات للرائد اللبناني الراحل شفيق عبود. صالة العرض نفسها كانت قد استبقت معرض باريس بإقامة معرض لعدد من لوحات العزاوي التي أنجزها في فترة قريبة، بعنوان «مجازر وحب للحياة». وأشار بيان التقديم إلى أن الفنان جمع، في هذه الأعمال، بين نهج الرسام الإسباني بيكاسو ونهج زميله الفرنسي ماتيس، فقد ترك الأول لوحة خالدة عن الدمار الذي تعرضت له بلدة غارنيكا أثناء الحرب الأهلية في وطنه، الأمر الذي وجد الفنان العراقي أصداءه في مشاهد العنف الدموية التي تهز وطنه والعالم العربي منذ عقود. أما فكرة التمسك بالحياة فقد تتبع العزاوي فيها مسيرة ماتيس في تصويره للذة العيش، لا سيما اللوحات ذات الألوان البهيجة التي صور فيها سحر الطبيعة، مثل «حدائق الشرق». يعتبر ضياء العزاوي، الرسام والنحات وفنان الغرافيك المقيم في لندن، علامة فنية في الحضور التشكيلي العربي واسما معروفا عالميا، وصلت أعماله إلى المتحف البريطاني ومتحف «فيكتوريا وألبرت»، ومعرض «تيت غاليري» للفن الحديث في لندن، وإلى مجموعات فنية مثل التي تحتفظ بها مؤسسة «غولبنكيان» في برشلونة ومعهد العالم العربي في باريس ومتحف الدوحة وناشطا. كما واصل الفنان العراقي دأبه في تنظيم المعارض والتعريف بالفنانين العرب وانتزاع الاعتراف بما يقدمونه من أعمال متفوقة. وقد صدرت له مجلدات مشتركة مع شعراء كبار، تجمع بين النص الأدبي وما تبدعه الريشة القارئة له.
مشاركة :