باحث دنماركي: استشعار نعمة وجود العائلة والأصدقاء يبعث على السعادة

  • 1/4/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

< كشف رئيس معهد أبحاث السعادة الدنماركي ميك وكنج (38 عاماً)، أن كتابه عن السعادة ترجم إلى 25 لغة، وسيترجم إلى العربية قريباً، مشيراً إلى أن الكتاب الذي يضم 290 صفحة، يحفز استشعار نعمة وجود العائلة والأصدقاء. وأوضح وكنج لـ«الحياة» أخيراً، أن معهد أبحاث السعادة الذي يرأسه، يضم 12 عضواً، ينتشرون حول العالم، يحملون رسالة إسعاد الآخرين، عبر تذكيرهم بالنعيم المتاح لهم، من صحة ومال وأصدقاء. ولفت إلى أن تعيين الإمارات وزيرة السعادة عهود الرومي، العام الماضي يعد خبراً مفرحاً، ما يؤكد أن السعادة بحاجة لمعايير ومتخصصين وحيز في الحكومات، ويتمنى أن تصبو الدول الأخرى للاهتمام أكثر بتعيين مختصين لتطوير السعادة في دولهم. وأشار إلى أن تناول الطعام مع صديق، أو فتح النافذة وتأمل بزوغ النهار، أو الشعور بالترابط الأسري والمجتمعي، من الأمثلة البسيطة التي تحقق السعادة للإنسان التي تعتبر «كلوروفيل» الحياة، وبالإمكان قياسها على مواقف كثيرة في الحياة اليومية. وبيّن أن أهم مقومات السعادة الحصول على المال، وتوافر روح الكرم والعطاء، والحرية في القضاء على الفساد، ومنح الإنسان أكثر من خيار في حياته، إضافة إلى شعوره بأن هناك من يقف بجانبه في حال وقوعه بمشكلة. وقال: «إن بعض العادات تحرم الإنسان من السعادة منها التدخين، وتناول الكحول، والمخدرات، والأجواء الصاخبة، وأحياناً أسباب وراثية مثل الأمراض». ولفت إلى أن بروندي، وسورية، وأفغانستان، والعراق، مصنفة من الدول الأقل سعادة في العالم، بسبب غياب الأمن، فيما تصنف الدنمارك أنها البلد الأكثر سعادة، لتفريغ المواطنين جزءاً كبير من طاقاتهم في ركوب الدراجات والتمتع بالأجواء، ومقاسمة الحكومة دورها عبر دفع الضرائب. وأضاف: «معهد أبحاث السعادة، يتلقى دعم من الحكومة الدنماركية، ومؤسسة التقاعد، وبلدية كوبنهاجن، عبر إدارة كثير من الندوات وورش العمل التي تساعد البشر في العثور على مفاتيح السعادة». وأشار إلى أن 32 شخصاً من كل 100 ألف ينتحرون سنوياً في كوريا مثلاً، إضافة إلى نسب انتحار مختلفة في دول عدة حول العالم، ما يحتم البحث عن أسباب انتحارهم، التي غالباً ما يكون سببها الضغط النفسي الذي يحرم الإنسان من السعادة. ولفت إلى أن غياب السعادة يؤدي إلى اختلال التوازن العقلي وغياب الأفق، والشعور باليأس والإحباط، وأن على الجميع اقتناص لحظات السعادة باستخدام التفكير السليم والقلب النقي الخالي من الهموم، «لأن الحياة لا تتكرر مرتين». إلى ذلك، كشفت دراسة شارك فيها 200 ألف شخص على مستوى العالم لمعرفة العوامل التي تؤثر على سعادتهم، أن شريك الحياة يمنح الإنسان سعادة أكثر من علاوات الراتب، إذ يرفع نسبة سعادة الإنسان 0.6 نقاط، أما خسارة الشريك إما بسبب الانفصال أو الموت فإنها تقلل نسبة السعادة بعدد النقاط نفسها، كما أن تأثير الحبيب بزيادة نسبة السعادة يفوق تأثير زيادة الدخل المادي. وأوضحت الدراسة الصادرة عن كلية لندن للاقتصاد أن وجود شريك حياة لأي شخص يؤثر على سعادته أكثر من علاوات راتبه، مشيرةً إلى أن مضاعفة الراتب الشهري للفرد تزيد من سعادته أقل من 0.2 نقطة من مقياس 10-0، وأن البشر في العادة يهتمون بمقارنة رواتبهم بغيرهم من الناس. وبينت أنه في حال حصل الجميع على زيادة مالية موحدة، فإن تأثيرها سيكون قليلاً جداً على السعادة الإجمالية، كما أن البطالة تقلل من نسبة سعادة كل عاطل عن العمل بنسبة 0.7، والمعاناة من الكآبة واضطراب القلق يقللانها بالنسبة ذاتها». وقال أحد المشاركين في الدراسة ريتشارد لايارد: «الحكومات عملت في السابق على التخلص من الفقر والبطالة، واهتمت بالتعليم والصحة البدنية، ويجب عليها أن تبحث الآن أسباب العنف المنزلي، وإدمان الكحول، والكآبة، واضطرابات، القلق، ومشاكل الشباب، وقلق الامتحانات».

مشاركة :