بعد يوم من انتقاد رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي لإقليم كردستان العراق بسبب «عدم الشفافية» في تصدير النفط، وجدت أربيل نفسها مجدداً في مرمى نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، الطامح بقوة للعودة إلى رئاسة الحكومة، والذي دعا «البيشمركة» إلى العودة لحدود ما قبل «داعش». في خطوة ستثير غضب الأكراد، دعا نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي أمس، إقليم كردستان إلى العودة للحدود، التي تمت المصادقة عليها في مجلس الحكم الانتقالي، أي إلى الحدود قبل الهجوم الكاسح الذي شنه تنظيم "داعش" عام 2014 وسيطر خلاله على مناطق واسعة من شمال العراق وغربه. وكان هناك تصريحات لعدد من قادة قوات "البيشمركة" الكردية ومسؤولين في الإقليم، أكدوا فيها أن "البيشمركة" لن تنسحب أبداً من المناطق، التي تسكنها غالبية كردية وحررتها من "داعش". وقال رئيس الحكومة السابق رئيس "ائتلاف دولة القانون" في مقابلة مع صحيفة "الوفاق" الإيرانية نشرت أمس: "أي شبر من الأراضي العراقیة یجب أن یعود الى البلاد"، مشيراً إلى أن "إقلیم کردستان العراق یجب أن یعود إلى الحدود التي تمت المصادقة علیها في المجلس الانتقالي". وشدد المالكي، الذي أنهى زيارة حافلة إلى طهران على ضرورة أن "يتم التعامل مع المناطق المحررة وفقاً للدستور، مضيفاً أنه "يجب إجراء المفاوضات مع بعض التكتلات لإعادة وحدة العراق بعد تحریر الموصل". توصية إيرانية في سياق آخر، دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، التحالف الوطني العراقي الذي يضم كل القوى الشيعية، إلى "الصبر والتضحية والتناغم والتعاون". ويشهد التحالف خلافات بين مكوناته، خصوصاً بشأن مبادرة التسوية التي أطلقها رئيس التحالف عمار الحكيم، الذي يشغل أيضاً منصب زعيم المجلس الإسلامي العراقي الأعلى. كما أن هناك خلافات مستمرة بين أطراف عدة في التحالف وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي دخل أيضاً أخيراً في خلاف مع الحكيم. في سياق آخر، اعتبر شمخاني أن "فصائل الحشد الشعبي تشكل عمقاً استراتيجياً لضمان أمن العراق ومستقبله"، ووجه اتهاماً رسمياً لواشنطن بعرقلة معركة الموصل، قائلاً، إن "بعض العراقيل التي تضعها أميركا بهدف الاستنزاف خلال عملية تحرير الموصل ناجمة عن عدم رغبتها في إنهاء الأزمة الأمنية في غرب آسيا". إطلاق الصحافية إلى ذلك، قال مصدر أمني أمس، إن المجموعة المسلحة التي اختطفت الصحافية أفراح شوقي، المعروفة بمواقفها المناهضة لـ "التدخل الإيراني في العراق"، أطلقت سراحها مساء أمس الأول، في العاصمة بغداد. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "ذلك جاء بعد تسعة أيام على اختطافها من منزلها في منطقة السيدية جنوبي بغداد". وأجرى رئيس الوزراء حيدر العبادي، اتصالاً هاتفياً بها بعد نحو ساعة على إطلاق سراحها، اطمأن فيه على صحتها ووعد بزيارتها. الخلايا النائمة إلى ذلك، حذر ممثل حكومة ديالى المحلية في هيئة الحشد الشعبي عدي الخدران أمس، أن زعيم "داعش" أبوبكر البغدادي "أيقظ خلاياه النائمة". وقال الخدران: "لدينا معلومات مؤكدة بأن البغدادي أعطى الضوء الأخضر لخلايا داعش النائمة في أربع مناطق تقع على جانبي طريق بعقوبة - بغداد الجديد من أجل العبث بالأمن والاستقرار الداخلي"، مبيناً أن "زرع عبوة ناسفة على الطريق وقطعه لفترة وجيزة، دليل على بدء نشاط تلك الخلايا". وأضاف، أن "استهداف طريق بعقوبة - بغداد بعبوة ناسفة مؤشر خطير وهو يمثل محاولة لقطع احد أهم طرق ديالى باتجاه العاصمة"، داعياً إلى "تشكيل لجنة استخبارية لمواجهة خلايا داعش النائمة على الطريق، والتحرك بشكل عاجل لتطويق الخطر". معركة الموصل في غضون ذلك، أعلنت خلية الإعلام الحربي العراقي أمس، عن تحرير حي الوحدة في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، والسيطرة على طريق الموصل- كركوك. وأعلن الجيش العراقي في بيان أمس، تحطم مروحية عراقية قرب بلدة بيجي في محافظة صلاح الدين، ومقتل جميع أفراد طاقمها المكون من أربعة أشخاص بينهم طياران، مؤكداً أن سبب التحطم يعود لخلل فني. وأشار الى أن "المروحية من طراز مي 35 روسية الصنع يطلق عليها تسمية صائد الليل". وقد تبنى تنظيم "داعش" العملية وأكد أنه هو من قام بإسقاطها. وبشأن موجة الهجمات الأخيرة لـ "داعش"، والتي شملت بغداد والنجف وسامراء، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس الأول "نطمئن المواطنين بأن هناك خططاً لمواجهة الاعتداءات الإرهابية ونطمئن أهالي النجف وبغداد بأن الأمن مسيطر عليه وقد نُشرت بعض الأكاذيب في شبكات التواصل الاجتماعي من خلال الادعاء بقيام عدد من العمليات الإرهابية في بغداد"، متهماً "جهات بالترويج لهذا الأمر" وبالمبالغة بعدد التفجيرات.
مشاركة :