ذكر لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد الله بن عبد العزيز العبد القادر نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لقطاع حماية النزاهة، أن السمة السائدة في العمل الخيري هو نقاؤه، وأن هناك خطأ شائعا باعتقاد أن الجمعيات الخيرية ليست لديها قوائم مالية، بل هي تؤسس بناء على قوائم مالية تراجع من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية وتطبق عليها ملاحظات وقواعد استراتيجية مكافحة الفساد، مبينا أن هناك تفاوتا في الأداء بين الجمعيات أو نوع من الخلل الإداري والتسيب الوظيفي لكنها بعيدة عن الفساد المالي، مشيرا إلى أن التبرعات الإلكترونية واستقطاع التبرعات، والتبرع عن طريق الإنترنت والرسائل القصيرة، كل ذلك قلل من احتمال التلاعب وزاد من نزاهة العمل الخيري. وأكد العبد القادر أن "نزاهة" تطبق معايير ومبادئ مكافحة الفساد على الجمعيات الخيرية كباقي المؤسسات، فهي مطالبة بالإفصاح والشفافية والمساءلة والمحاسبة، فالاحتياطات مطلوبة ليكون العمل الخيري نقيا، والجمعيات ممنوعة من ترسية مشاريع في حال وجدت مصلحة مباشرة أو غير مباشرة للقائمين عليها، معتبرا أن تلك المبادئ تزيد من ثقة الأفراد في العمل الخيري وإقبالهم على التبرعات، قائلا إن تطبيق المعايير يساعد على تجويد وتحويل العمل الخيري إلى عمل مؤسسي ما يبعد عنه آفة الانحراف والارتجال الذي يضر به. ونفى نية "نزاهة" منح شهادات ضمان جودة لمؤسسات العمل الخيري، معتبرا أن نتائج إنجازات الجمعيات والأرقام خير إثبات على جودتها ونزاهتها، قائلا إن الهيئة تخطط مستقبلا لمنح جائزة للنزاهة للمؤسسات التي تطبق المعايير المطلوبة. وحذر أمس الأول خلال ندوة "النزاهة في العمل الخيري" التي نظمتها جمعية الأطفال المعوَّقين مع نادي نزاهة في جامعة الملك سعود بالاشتراك مع الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الهذلول نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن في منطقة الرياض، من تمجيد بعض أفراد المجتمع للفاسدين وتأييد سلوكيات المحسوبية والمناطقية والطائفية. من جهته، أوضح الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الهذلول نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن في الرياض، أن العمل الخيري في السعودية خطى خطوات جيدة بتطبيق معايير الحوكمة واشتراط وجود محاسبين قانونيين للجمعيات الخيرية وسعي الجمعيات لمبدأ الاستدامة المالية وانتهاج مبدأ جمع التبرعات بطريقة إلكترونية واستقطاب الطاقات البشرية المؤهلة، زادت من نزاهة العمل الخيري وقللت من إمكانية التلاعب بالأموال أو التبرعات. واعتبر أن العمل الخيري قائم على التبرعات سواء كانت عينية أو مالية أو وقتية، واصفا إياه بالعمل الإنساني الذي يعكس حضارة الإنسان والحضارة الإسلامية، فهو عمل خدمي يهدف لخدمة الأفراد والتخفيف من الضغط على المؤسسات الحكومية، قائلا إن دور الدولة للعمل الخيري ينطلق من الانضباط والرقابة والتحفيز. ولفت النظر إلى أهمية ألا يرتبط العمل الخيري بالأمثلة الحاضرة، بل يغطي جميع الاحتياجات الإنسانية حتى لو كانت تكميلية، قائلا إن الاحتياج ليس معيار العمل الخيري.
مشاركة :