أفاد تقرير سري أعدته لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) تعمدت تضليل الإدارة الأمريكية والرأي العام بشأن تقنيات الاستجواب العنيفة التي استخدمتها في عهد جورج بوش الابن. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الاثنين أن هذا التقرير يتهم «سي آي ايه» بتعمد إخفاء بعض التفاصيل المتعلقة بمدى قسوة تقنياتها في الاستجواب، والتي اعتبرها كثيرون ضربا من التعذيب. ومن بين هذه التقنيات المثيرة للجدل حرمان المعتقل من النوم أو نزع ملابسه وتركه عاريا تماما أو إيهامه بالغرق. وكان الرئيس باراك أوباما قد حظر استخدام هذه التقنيات في عام 2009. كما يتهم التقرير الوكالة بتعمد تضخيم بعض المؤامرات والمبالغة في أهمية بعض المعتقلين في سجونها السرية. وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات الاستخبارية الأكثر أهمية بشأن تنظيم «القاعدة»، ومن بينها المعلومات التي قادت إلى الوصول الى مخبأ بن لادن في 2011 لم يجر الحصول عليها بفضل تقنيات وسائل الاستجواب التي اعتمدتها وكالة الاستخبارات المركزية. وأوضحت «واشنطن بوست» أن التقرير لا يزال مصنفا سريا وأنها اطلعت على هذه التفاصيل الواردة فيه بفضل تسريبات من مسؤولين اطلعوا عليه. وحسب الصحيفة فإن التقرير استند إلى «شهادات مفصلة لعشرات الأشخاص الذين اعتقلتهم «سي آي ايه» بين عامي 2002 و2006. وسبق للرئيس أوباما أن أعلن موافقته على رفع السرية عن هذا التقرير. تجدر الإشارة إلى أن وكالة «سي آي ايه» اتهمت بإعاقة عمل مساعدين برلمانيين عملوا أكثر من ثلاث سنوات على إعداد هذا التقرير.