بيروت: هناء توبي احترفت التمثيل بعد دراسته في كلية الفنون. فازت بجائزة الموركس دور كأفضل ممثلة صاعدة في العام 2012، وبعدها جائزة مهرجان بياف.. لم تكتف بأدائها بالتمثيل، غنّت ورقصت في برنامج رقص النجوم لأن الفنون برأيها وحدة متكاملة تكمل مسيرة الفنان الشغوف بعمله. شاركت في العديد من المسلسلات، أهمها حلوة وكذابة، ودوائر حب، والعراب، وفيفتي فيفتي، وصولاً إلى أمير الليل الذي تعرضه حالياً شاشة lbc، وتتحضر لتصوير سكت الورق وفيه تنتقل إلى مرحلة جديدة مع أدوار تراجيدية عميقة، تتحدث عنها في هذا الحوار. } ماذا أضافت لكِ شخصية فرح في أمير الليل؟ أمير الليل أثبت نفسه كعمل درامي احترافي يحظى بنسبة مشاهدة عالية، ومشاركتي فيه شكلت نقلة نوعية جديدة بالنسبة لي، عرفني المشاهد كممثلة تراجيدية بعد أن كان يعرفني في أدوار كوميدية. إضافة إلى ذلك شخصية فرح تثير اللبس، فهي امرأة لئيمة وقاسية استفزتني لأنها بعيدة جداً عني ونجحت في التماهي معها، وهذا تحدٍ إضافي لأثبت نفسي أكثر في الدراما اللبنانية. } محترفة وخريجة كلية الفنون، وأثبتِّ نفسك في أدوار سابقة...؟ من يريد الاستمرارية في النجاح، لا يمكنه التفكير على هذا النحو. أنا في حالة تحدٍ متواصل لأثبت نفسي في كل دور جديد. أبحث عن الأدوار المختلفة التي لا تشبهني وتحفزني لأخرج طاقاتي التمثيلية الكامنة. } هل تعتبرين أمير الليل تجربتك التراجيدية الأولى؟ أديت أدواراً تراجيدية قبلاً، إنما لم تكن بعمق دوري في أمير الليل ولم تكن ضاربة بقدره. شاركت في مسلسلات لم تحظ بفرصة انتشار كبيرة، ولم تحقق ضجة لأن عدد حلقاتها كان قليلاً مقارنة مع أمير الليل المؤلف من 60 حلقة. } هل تخوفتِ من ردة فعل الجمهور تجاه لؤم فرح؟ شخصية فرح من النساء غير المحبوبات عادة في المجتمع، ونادراً ما نشاهدها عبر شاشاتنا لأنها متسلطة ومنحازة للتمسك بالعادات والتقاليد، ومع ذلك، لم أتخوف من ردّ فعل الجمهور، بل على العكس، محبتهم لي جعلتهم يتفاعلون معها. ألاحظ ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والذين لم يقبلوا اللؤم تفاعلوا مع الشخصية وطالبوني بإيقاف عذاب الأمير (رامي عياش) وأن أكون حنونة معه. } هل أتعبتكِ ساعات التصوير المكثفة، أم إن الحماس طغى على التعب؟ صراحة، عانيت وتعذبت خلال التصوير، لكنني كغيري من المشاركين في العمل لم نطالب بتخفيف الضغط، لأننا كنّا متحمسين جداً لبدء العرض، لنعيش التشويق أكثر مع المشاهدين. } هل ترين التشويق أساساً في العمل الدرامي؟ مهما كانت قصة العمل محكمة وعميقة، فإن حبكتها المشوقة لازمة لمتابعة العمل. التشويق يتم عبر الكتابة والإخراج والأداء، حتى الموسيقى التصويرية تلعب دورها، والمشاهد لا يقبل العمل الرتيب الخالي من المفاجآت. } وماذا عن سكت الورق؟ يقترن هذا العمل مع الكاتب مروان نجار الذي قدّم سلسلة من الأعمال الناجحة. قصة رائعة، تنقلني من فرح اللئيمة إلى لين القوية التي تتحدى العادات وأهل ضيعتها لأجل جدتها المضطهدة وغير الحقيقية التي ربتها وحلّت محل والديها، وهي تواجه الناس لإعادة الاعتبار لها حتى بعد موتها. مسلسل اجتماعي إنساني يغوص في العمق.. باختصار سكت الورق سيكون رائعاً وكل شخصية فيه لها دورها ووزنها ورسالتها المهمة. } أين يتم تصويره؟ المنتج والمخرج نديم مهنا اختار مواقع جبلية للتصوير. والمشاهد بأغلبيتها تصوّر في عرمون وعاليه، أما الأحداث فهي مقسمة إلى 30 حلقة أرادها مهنا أن تكون جديدة قلباً وقالباً. ولأول مرة أشعر بالغنى الكامل في هذا العمل. } كيف ترين الدراما اللبنانية، مقارنة مع العربية؟ الدراما اللبنانية لا تختلف ولا تقل أهمية عن الدراما العربية، وقد نهضت من كبوتها. ما ينقصنا هو التسويق والدعاية. أقول ذلك بعد مشاركتي في أعمال عربية وأخرى لبنانية وأجد تشابهاً في آلية العمل والتنفيذ. } ماذا عن الإنتاج؟ الإنتاج يُخرج النص إلى النور، وهذا النص أساس العمل الدرامي الناجح. قلم الكاتب وطريقة معالجته الأحداث هما فوق كل اعتبار بالنسبة لي. هناك أعمال كثيرة خُصصت لها ميزانيات ضخمة ولم يحالفها النجاح بسبب النصوص. ما ينقصنا بحق هو النص الجيد الذي يحفزنا كممثلين محترفين لأداء أدوارنا بحرفية عالية، ويترك مجالاً للمخرجين كي يبدعوا، وللمنتجين كي يستثمروا في الدراما. } من بين الأدوار المتعددة التي أديتها، ما الأحب إليكِ؟ لن أدخل في التسميات والتصنيفات. لعبت أدواراً خفيفة وأخرى ثقيلة، وكل دور أخذ حقه من الاهتمام والنجاح، لذا لم أندم على أي عمل شاركت به، وكل تجربة تعلمت منها، وكل الذين تشاركت وإياهم الأعمال أغنوا تجربتي ومشواري الفني. } على إثر مشاركتك في دوائر حب لم نعد نشاهدك إلا في أدوار بطولة؟ أديت في دوائر حب البطولة الأولى ونجحت، إنما منذ أكثر من خمس سنوات لم تعد تُعرض عليّ إلا أدوار بطولة ورئيسية. هذا الأمر يسعدني كثيراً لكنني لا أستخف بالدور الثاني، وأرى كل الأدوار مكملة لبعضها وتخلق حالة من التوازن في العمل. } تقبلين إذاً دوراً ثانياً؟ أقبل كل دور أجد نفسي فيه، وأرفض الأدوار الجريئة التي تخدش عين المشاهد. الحمد لله وصلت إلى مرحلة تمكنني من الانتقاء لأن ما يُعرض عليّ كثير ومتنوع، مع اعتبار ضرورة أخذ استراحة قصيرة بين عمل وآخر. } هل سبب رفضك هو عدم قدرتك على التماهي مع شخصيتين في الوقت ذاته؟ إطلاقاً، ما إن أخرج من دائرة الكاميرا حتى أنسى الشخصية التي أؤديها. أتماهى مع شخصياتي خلال التصوير، لكنني لا أحملها معي إلى المنزل. أفضّل تصوير كل عمل على حدة من باب إيماني بالجهد اللازم بذله لكل عمل. } أين أنتِ من المسرح اليوم؟ جاهزة لتلقف الفرصة المناسبة. منذ شاركت في برنامج رقص النجوم العام الفائت وأنا أفكر بعمل مسرحي شامل أُمثل فيه وأُغني وأرقص. عندها أقول أنني حققت حلمي المنشود.
مشاركة :