الأمم المتحدة تسقط في فخ دعاية الحوثيين بقلم: صالح البيضاني

  • 1/6/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

المتمردون الحوثيون يسعون إلى الهيمنة على قنوات الاتصال مع المؤسسات الدولية. العربصالح البيضاني [نُشرفي2017/01/06، العدد: 10504، ص(1)] لي ذراع المنظمات الدولية صنعاء - أثار استقبال وزير خارجية حكومة الحوثيين هشام شرف، غير المعترف بها دوليا، أدهم مسلم ممثل برنامج الغذاء العالمي ضجة في اليمن بسبب محاولة المتمردين توظيف اللقاء على أنه اعتراف من الأمم المتحدة بشرعية حكومتهم. وأكدت أوساط مقربة من الحكومة اليمنية الشرعية أن الزيارة تهدف إلى تسهيل مهام المنظمة لإيصال المساعدات إلى المتضررين من الحرب، وأن لا أبعاد سياسية وراءها. وحذرت هذه الأوساط من أن تؤدي المرونة التي تبديها المنظمة الأممية تجاه طرفي الأزمة إلى السقوط في فخ الحوثيين ليبدو تنقل مسؤوليها بين صنعاء وعدن بمثابة اعتراف منها بوجود حكومتين يمنيتين، وما يعنيه ذلك من تبرير للانقسام القائم وتسويقه دوليا. وذكرت وسائل إعلام محلية في اليمن أن وزير النقل في حكومة الحوثيين زكريا الشامي التقى أدهم مسلم، وبحث معه الدعم الذي سيقدمه البرنامج لإعادة تأهيل ميناء الحديدة. وقالت وكالة سبأ للأنباء، التي يسيطر عليها الحوثيون، إن الوزير طلب مساعدة مسلم لتوفير الاحتياجات الغذائية في محافظة تعز. إلا أن الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي لم يصدرا أي بيان بخصوص اعتماد أوراق مسلم من قبل هشام شرف، وزير الخارجية في حكومة “الإنقاذ” التي شكلها الحوثيون والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وفي 25 نوفمبر الماضي قدمت السعودية دعما يقدر بـ10 ملايين دولار للبرنامج لمكافحة سوء التغذية في محافظة الحديدة اليمنية، وفقا للموقع الرسمي لبرنامج الغذاء العالمي. لكن حكومة الحوثيين وصالح تسعى على ما يبدو إلى تحييد التحالف العربي وحكومة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي على الساحة الدولية، عبر الهيمنة على قنوات الاتصال الرسمية مع المؤسسات الدولية حصرا. ونفت مصادر مقربة من وزارة الخارجية اليمنية في تأكيدات لـ”العرب” تسليم أي من المنظمات التابعة للأمم المتحدة أوراق اعتمادها لوزير الخارجية في حكومة الانقلاب بصنعاء. وأكدت المصادر أن الحوثيين لجأوا في الآونة الأخيرة إلى ابتزاز المنظمات الدولية العاملة في اليمن بهدف إجبارها على التعامل مع حكومتهم ولقاء مسؤولين فيها مقابل السماح لها بالعمل في المناطق التي مازالت خاضعة لسلطتهم. وترى أوساط حكومية أن المتمردين يعملون على استثمار معايير المرونة التي تتبعها المنظمات الدولية مع سلطات الأمر الواقع لتسيير أعمالها وحماية موظفيها وبرامجها على أنه اعتراف دولي. وإذا صح تقديم ممثل برنامج صندوق الغذاء الدولي أوراق الاعتماد للحوثيين، فإن أنطونيو غوتيريس الأمين العام الجديد للأمم المتحدة سيبدأ مهمته بتكرار أخطاء سلفه بان كي مون في الملف اليمني. وفشل المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في تحقيق أي اختراق يذكر، وبدا أكثر تفهما للحوثيين من الحكومة الشرعية، خاصة ما تعلق بتنفيذ القرار 2216. ولا يخفي الحوثيون وصالح إحباطهم من حالة العزلة التي يفرضها عليهم المجتمع الدولي وعدم الاعتراف بحكومتهم، حتى من الدول التي تتهم بدعمهم سياسيا أو عسكريا مثل إيران والعراق وسوريا، وهو ما يدفعهم وفق مراقبين إلى ابتكار أساليب غير دبلوماسية لخلق الحد الأدنى من التفاعل الخارجي مع مؤسساتهم المستحدثة على أنقاض الدولة في العاصمة صنعاء. ويندرج في هذا السياق إبراز إعلام الانقلابيين في وقت سابق للقاء رئيس حكومتهم عبدالعزيز بن حبتور مع الممثل المقيم لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إضافة إلى لقاءات أخرى تمت بين مسؤولين في المنظمات الأممية وآخرين في حكومة “الإنقاذ” كممثل منظمة الصحة العالمية، ومبعوث المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لشؤون الصومال، والقائم بأعمال صندوق الأمم المتحدة للسكان. وكانت الأمم المتحدة تنفي في كل مرة أن تكون تلك اللقاءات حاملة لأي طابع سياسي يتعدى طبيعة عملها الإنسانية. وتتهم الحكومة الشرعية من حين إلى آخر بعض العاملين في المنظمات الدولية في صنعاء بتقديم تنازلات للمتمردين ترقى إلى مرحلة التعاطف معهم وخرق القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة والتي تصنفهم في خانة المتمردين على الشرعية. وكانت الحكومة اليمنية قد اعتبرت في 2016 ممثل المفوض السامي لحقوق الإنسان، جورج أبوالزلف، “غير مرغوب فيه” على أراضيها، متهمة إياه بـ”عدم الحياد”. ويشير محللون سياسيون إلى أن المنظمات الدولية العاملة في اليمن تعاني إلى حد كبير من حالة الانقسام السائدة في البلد في ظل عدم قدرتها على المواءمة بين متطلبات ومحاذير الحكومة الشرعية والانقلابيين. ويوجه ناشطون موالون للحكومة الشرعية اتهامات لبعض العاملين في المنظمات الدولية بالارتباط بإيران وحزب الله اللبناني. وفي الجانب الآخر استهدفت ميليشيات الحوثي العديد من العاملين في المنظمات الأممية واعتقلت بعضهم لأسباب مشابهة. وتعترف الأمم المتحدة بالحكومة اليمنية الموجودة في عدن التي اتخذتها عاصمة مؤقتة، ولا تعترف بحكومة الحوثيين التي تم تشكيلها في نوفمبر الماضي. :: اقرأ أيضاً أنقرة تصعد ضد واشنطن وتهدد بإغلاق أنجرليك كلفة القضاء على داعش تهوي بالاحتياطي النقدي العراقي النظام السوداني نفخ في نار القبلية فارتدت عليه إيران تطالب تركيا بسحب قواتها من سوريا

مشاركة :