تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان في خطبة الجمعة اليوم عن الامتحان والابتلاء, موصيًا المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال إن الامتحان والابتلاء سنة من سنن الله سبحانه في هذا الكون الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا؟ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور ومقتضى من مقتضيات فتنته عز وجل في الصراع بين الحق والباطل للتمييز بين الصالحين والكاذبين أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ, وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ؟ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ وهو تمحيص واختبار لقياس مدى قوة ورسوخ الإيمان واليقين وتصفية للمندسين في صفوف المؤمنين, ومنهج تربوي ينقذ الله من كتب له الهداية فيستيقظ من غفلته ويقبل على ربه ويعود إلى دينه . وأضاف أنه في خضم الامتحانات والابتلاءات قد يعظم الخطب ويشتد الكرب ويتأخر الفرج حتى تخيم ظنون اليأس والقنوط وهنا يتحتم اللجوء إلى الله وحسن الظن به فعنده من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا، وهو عند حسن ظن عباده المؤمنين فلا يخيب من أحسن الظن به. وأردف إمام وخطيب المسجد النبوي أن بث الطمأنينة والبشرى وبث الأمل في القلوب منهج قراني وهدي نبوي لقوله تعالى قَالَ لَا تَخَافَا إنَّني مَعَكُمَا أَسْمَع وَأَرَى. وقال البعيجان: في غزوة بدر كان عدد المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر وعدد المشركين ثلاثة أضعاف وكان القل يتوجس جيشاً غير مستعد للحرب ولا كامل العدد والعدة وهو يترقب قوى شرسة مضاعفة قد أخذت كامل عدتها وعددها, وفي هذه الظروف وهذا الجو تتنزل الآيات القرآنية لتبث الطمأنينة وتحيي الأمل في نفوس المسلمين وتحفزهم وترفع معنوياتهم إلى المواجهة. وأشار إلى أن تربية الرسول عليه الصلاة والسلام كانت وفق هذا المنهج القرآني، فكان ذا هم غم أو توجس الخوف والقلق في نفوسهم أخذ يذكي روح الأمل ويبث الطمأنينة والثقة بالله في نفوسهم.
مشاركة :