العماني ابراهيم الزدجالي أحد الفنانين الخليجيين الأكثر شهرة في أداء أدوار الحب والرومانسية. قدّم تجارب درامية مميزة في هذا الجانب أبرزها: «ألوان من الحب والحزن، والحب المستحيل، وجار القمر، وليلى»، وغيرها. ورغم اقترابه من عامه الخمسين (من مواليد 1969) لا يزال قادراً على مواصلة تقديم هذه النوعية من الشخصيات، ويرى خلال هذا الحوار أن الوقت لم يحن بعد لتجسيد دور الأب الكبير في السن... التقيناه خلال زيارته الأخيرة للكويت. وفيما يلي التفاصيل: كيف وجدت مشاركتك في أوبريت «قوافل النور» في حفلة ختام اختيار الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية؟ أعتز كثيراً بهذه المشاركة، خصوصاً أننا قدمناها في صرح ثقافي مهم على مستوى الخليج والوطن العربي، وهو «مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي»، فضلاً عن أنني تعاونت مع كوكبة من الفنانين العرب أمثال جاسم النبهان وحمد القطان من الكويت، وعبد العزيز مخيون من مصر، وعبدالحكيم قطيفان من سورية، ومحمد مفتاح من المغرب. وتحدّث الأوبريت عن قوافل النور في تاريخ الحضارة الإسلامية، مسلطاً الضوء على شخصيات مهمة ومؤثرة في الحضارة الإنسانية عموماً. أتمنى أن يكون هذا التاريخ المضيء حاضراً في أذهان جيل اليوم من شبابنا، لا سيما أن كثيرين منهم اتجهوا إلى العنف والإرهاب. ومن الشخصيات العظيمة التي تناولناها في العمل أذكر: المتنبي، ابن الهيثم، زرياب، الرازي، المعري، عباس بن فرناس... وهؤلاء علموا الإنسانية المعنى الحقيقي للإسلام والعلم والثقافة في وقت أصبح ديننا الحنيف يُتهم بالإرهاب، رغم أنه في الحقيقة دين العلم والأدب والتسامح. نصوص كثيرة ما جديدك على مستوى الدراما التلفزيونية الآن؟ لدي مشاريع درامية عدة أقرأ البعض منها لكنني حتى الآن في مرحلة الاختيار، لا سيما أنني لا بد من أن أعطي موافقتي على عمل فني يضيف إلى تجربتي وليس لأجل الظهور فحسب. ومن بين هذه النصوص مسلسلات لشهر رمضان المقبل، ولكن لا أستطيع التصريح عنها حتى أنتهي من توقيع العقود مع الجهة المنتجة لها. أعمال متشابهة ما رأيك في المستوى الفني الذي تظهر به الدراما الخليجية الآن؟ للأسف، تتشابه أعمال تلفزيونية خليجية كثيرة في القضايا المطروحة، بمعنى أنه عندما ينجح عمل فني ما أو قضية ما تجد صانعي الدراما يسعون إلى إعادة تقديمها. كذلك ثمة تكرار كبير في وجوه النجوم أنفسهم في أعمال عدة، ما يؤثر سلباً في إجادة الفنان الأدوار الموكلة إليه، كذلك يساهم في تشتيت ذهن الجمهور. أستطيع القول إننا في العام نصنع مسلسلين أو ثلاثة جيدة من بين كم كبير من الأعمال الدرامية، وهدف معظمها ظهور الفنانين والتسويق لا أكثر. التنافس الجميل إلى أي مدى تعتقد أن الدراما السورية تراجعت بفعل الاضطرابات السياسية والحروب والاقتتال بين النظام وقوات المعارضة؟ لا أرى علاقة بين الأمرين. رغم هذه الظروف كافة ما زالت الدراما السورية موجودة ونجومها حاضرين، وما زال التنافس الجميل قائماً بين الدراما الخليجية والمصرية والسورية، وهنا يبرز السؤال: في خضم هذا التنافس ما هو أهم مسلسل؟ وللأسف الأعمال الفنية النوعية قليلة، خصوصاً إذا أضفنا إليها عاملاً آخر مؤثراً وهو المسلسلات التركية التي استطاعت سحب البساط من تحت أقدام الأنواع الثلاثة من الدراما. كذلك علينا أن نعي عاملاً مهماً آخر، وهو أن الفنان أو المنتج لا يستطيع توقع رغبات الجمهور واتجاهاته التي تتغير بين وقت وآخر. ولكن ألا تعتقد أن ثمة أعمالاً فنية لا تحظى بالمتابعة الجماهيرية رغم أنها جيدة؟ نعم صحيح، لأن ثمة عوامل تتحكم في نجاح العمل الفني ووصوله إلى المتلقي مثل توقيت العرض والمحطة الفضائية التي تبثه. أدوار الشاب والشايب تحدثنا إلى الفنان ابراهيم الزدجالي حول شهرته الكبيرة التي حصدها بسبب تقديمه أدوار الشاب الذي يجسد قصص الحب والرومانسية لفترة طويلة، وسألناه: هل من الممكن أن نراك في دور الأب؟ ضحك وأردف قائلاً: «يبدو أنك تتعجل مثل هذا الأمر! في الحقيقة، أديت دور الأب سابقاً في مسلسل «ليلى» مع الفنانة البحرينية هيفاء حسين عام 2009. أما إذا كنت تقصد تقديم دور الأب لمراهق أو لشاب وليس طفلاً، فلا أعتقد أنني وصلت إلى هذه المرحلة العمرية لأجسد شخصية الأب الكبير، وهذا لا يعني أنني متمسك بدور الشاب الرومانسي، ولكن أعتقد أن هذا الأمر سيأتي في وقته المناسب سواء من حيث العمر والشكل أو المرحلة الفنية التي تقتضي ذلك». وختم كلامه بضحكة صافية قائلاً: «خلينا شباب أحسن وأدوار الشايب بعدين».
مشاركة :