إيران تستغل اتفاق خفض إنتاج أوبك لبيع ملايين البراميل قدمت بيانات تتبع حركة السفن أمس أدلة صريحة على تحايل إيران على اتفاق منظمة أوبك والمنتجين المستقلين، لبيع مخزوناتها العائمة في ناقلات في البحار. وأكد محللون أن ذلك يقلص مكاسب المنتجين من تأثير الخفض ويؤدي لتأخير معالجة فائض المعروض في الأسواق. العربجوناثان سول [نُشرفي2017/01/07، العدد: 10505، ص(11)] تحايل في أعالي البحار لندن – أظهرت بيانات ملاحية لتتبع حركة السفن أن إيران باعت أكثر من 13 مليون برميل من النفط الذي كانت تحتفظ به على متن ناقلات في البحر، مستفيدة من اتفاق منظمة أوبك ومنتجين مستقلين على خفض الإنتاج، والذي أُعفيت منه لاستعادة حصتها السوقية وجذب مشترين جدد. وأكدت أن طهران باعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية نحو نصف كميات النفط الخام، التي تحتفظ بها في وحدات التخزين العائمة، حيث كانت تشغل العديد من ناقلاتها في محاولة للتخلص من مخزونات فائضة في سوق عالمية متخمة بالمعروض من النفط الخام. وأظهرت بيانات نفطية من مؤسسة تومسون رويترز لتتبع السفن، أن كمية النفط الإيراني المخزنة في البحر انخفضت إلى نحو 16.4 مليون برميل ممّا يقارب 29.6 مليون برميل في بداية شهر أكتوبر الماضي، مستفيدة أيضا من ارتفاع الأسعار بعد اتفاق خفض الإنتاج. وأشارت إلى أن مستـوى المخـزونات الإيرانيـة لم يسبق أن شهد تغيرا كبيرا في عام 2016 قبـل هـذا الانخفـاض الحاد. وأظهرت البيانات أن المخزون كان يبلغ نحو 29.7 مليــون بـرميـل في بــدايـة العـام المــاضي. ويشغل المخزون غير المباع حاليا نحو 12 إلى 14 ناقلة إيرانية من بين أسطولها البالغ نحو 60 سفينة، مقارنة مع نحو 30 ناقلة في فصل الصيف الماضي، وفقا لمصدرين معنيين بتتبع حركة الناقلات. وذهب النفط المباع في الأشهر الأخيرة إلى مشترين في قارة آسيا، بما في ذلك الصين والهند وكوريا الجنوبية، وإلى دول أوروبية بينها إيطاليا وفرنسا وفقا للمصادر والبيانات. ومن غير الواضح هوية الشركات التي اشترت النفط الإيراني. وقالت مصــادر منفصلـة في قطـاع النفـط إن طهـران تتطلـع أيضــا إلى استغــلال الفـرصـة للـدخـول إلى أسـواق جـديـدة في أوروبــا بمـا في ذلك دول البلطيـق وغيـرهـا مـن دول وسـط وشرق أوروبا، لكن من غير الـواضح ما إذا كـان قـد جـرى بيع أي نفـط هنـاك. تومسون رويترز: مخزونات إيران العائمة تراجعت من 29.6 إلى 16.4 مليون برميل منذ أكتوبر ولم يتسن الوصول إلى شركة النفط الوطنية الإيرانية للحصول على تعقيب. كما لم يتسن الوصول إلى مجمـوعة أن.آي.تي.سي للناقلات التي تشغل معظم أسطول البلاد. وأحرزت إيران نصرا حين جرى إعفاؤها من اتفاق أوبك في شهر نوفمبر الماضي على خفـض الإنتـاج بواقـع 1.2 مليـون برميل يوميا لمـدة ستـة أشهـر والـذي يستهـدف خفض فائض المعـروض العــالمي ودعـم أسعـار النفـط المتدنية. لكن اتفاق المنظمة وضع سقفا لإنتاج إيران تحت حاجز 3.8 مليون برميل يوميا. وأقنعت إيران منظمة أوبك بحجتها، بعدما قالت إنها لا يجب أن تقلص إنتاجها النفطي، الذي بدأ في التعافي بوتيرة بطيئة بعد رفع العقوبات الدولية عنها في شهر يناير من العام الماضي. وبينما لم يدخل الاتفاق حيز التنفيذ حتى بداية هذا العام، قالت مصادر في القطاع إن طهران عرضت بالفعل تخفيضات كبيرة في الأسعار بهدف إغراء المشترين العالميين بتخزين النفط من أجل تلبية الاستهلاك في فصل الشتاء تحسبا لخفض إنتاج منظمة أوبك. وتفتقر إيران إلى مرافق تخزين على الأرض. ولكي تتمكن من الاستمرار في إنتاج النفط الخام، اعتمدت على أسطولها من الناقلات للاحتفاظ بمخزونات إضافية تجوب البحار بانتظار أن تجد مشترين. وقالت مصادر تتبع الناقلات إن من غير الواضح كم تبلغ كمية المكثفات (درجة خفيفة للغاية من الخام) من النفط الذي يتم تخزينه في البحر. وفي علامة أخرى على النشاط الإيراني المتزايد، قال موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) في أواخر شهر ديسمبر الماضي، إن عدد الناقلات القادرة على الرسوّ في مرفأ جزيرة خرج الرئيسي بلغ مستوى قياسيا في عام 2016 ليصل إلى 10 سفن في وقت واحد. وقال مهدي فرضي، وهو مسؤول سابق في شركة النفط الوطنية الإيرانية، يعمل حاليا كمستشار عالمي مستقل في قطاع النفط إن “إيران نجحت في إقناع أوبك بما تريد، وأن السعوديين وافقوا على عدم كبح قدراتها”. وأكد أن الحكـومة الإيـرانية ستـواصل المضي قـدمـا في هــذا الاتجاه “وتتطلـع إلى تصـديـر كـل مـا في وسعهــا تصديـره من النفط لتلبيـة الطلـب في فصل الشتــاء عــالميا”. وأضاف أن طهران تعتمد “هذه السياسة التجارية سعيا للتخلص من الكثير من النفط الخام على متن الناقلات نظرا لأن الاحتفاظ بالنفط في ناقلات مكلف للغاية”. واستأنفت شركات أجنبية عديدة تعمل في مجال التأمين على السفن توفير تغطية تأمينية للسفن الإيرانية في الأشهر الأخيرة وهو ما منح إيران مجالا أوسع لاستخدام ناقلاتها في تسليم شحنات أو تنفيذ عمليات نقل النفط من سفينة إلى أخرى بدلا من استخدامها في تخزين الخام. ويرى محللون إن تحايل إيران على اتفاق النفط قد يؤدي إلى تقليص مكاسب المنتجين من تأثير الخفض على مستويات الأسعار. كما يؤدي لتأخير معالجة فائض المعروض في الأسواق وعودتها إلى التوازن. :: اقرأ أيضاً نيران تهديدات ترامب تصل إلى تويوتا وتثير قلق طوكيو بوصلة السياحة التونسية تتجه إلى دول الخليج فابلت لينوفو يوحد الهاتف الذكي والجهاز اللوحي الشركات تعيد اختراع السيارات من جديد
مشاركة :