روى بطل عملية "الياسمين"، العريف جبران عواجي، لـ"سبق"، تفاصيل تصديه لخفاشي الإرهاب في حي الياسمين؛ ذلك بعد مقاطع فيديو جرى تداولها ونشرتها وكالات أنباء عالمية؛ حيث أبرزت تلك المقاطع بطولته في القضاء على الإرهابيين اللذين تحصنا في منزل، واتخذاه وكراً لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة. وقال "عواجي"، إن يوم أمس يوم استثنائي في حياته؛ حيث أثبت فيه أمام الجميع إخلاص وكفاءة رجل الأمن السعودي، مبيناً: "لم أعلم أن مَن أمامي هما الإرهابيان، وحاولت أن أحميهما من الإرهابيين اللذين قدمنا للقبض عليهما، فبادرت بإطلاق نداءات تحذيرية لهما؛ لكوني توقعتهما من سكان الحي، ولكن بادرا بإطلاق وابل من الرصاص عليّ، فقضيت عليهما، مؤكداً أن اتصال ولي العهد -حفظه الله- ونقله لتحيات خادم الحرمين ضمدت جراحه. وأوضح تفصيلاً: "بداية الأمر أننا قدمنا لحي الياسمين كتعزيز أمني لقوات الطوارئ الخاصة التي كانت تداهم منزل الإرهابيين، وأثناء تطويقنا للحي، شاهدت شخصين يمشيان في الحي، ولم أكن أعلم حينها بهروبهما من المنزل، وبادرت بإطلاق النداءات التحذيرية لهما؛ حيث توقّعتهما من سكان الحي؛ لكونهما كانا يخفيان أسلحتهما خلفهما، ولكن بادرا بإطلاق وابل من الرصاص نحوي، محاولين القضاء عليّ ليستوليا على الدورية، فأخذت سلاحي الرشاش، وقضيت على أحدهما، ولم يظهر ذلك في مقطع الفيديو المتداول، ومن ثم سحبت مسدسي، وقضيت على الآخر، ولم أنتبه لإصابتي حتى انتهت العملية الأمنية بمقتل الإرهابيين، وحينها شعرت بالإصابة. وأكمل: تم نقلي على الفور للمستشفى، ولم أتوقع أن ما حدث تم توثيقه للعلن؛ لنثبت للجميع كفاءة رجل الأمن السعودي"، مؤكداً: "لو كان أحد من زملائي في موقعي سيعمل أكثر من ما فعلته؛ فجميع منسوبي الأمن العام على قدر عالٍ من التدريب والخبرة". وأكد "العواجي" أنه حاصل على المركز الأول في دورته؛ حيث حصل على جائزة الأمير محمد بن نايف من بين 1200 رجل، مؤكداً أن اتصال سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز واطمئنانه على صحته ونقل تحيات خادم الحرمين الشريفين، ضمّد جراحه، منوهاً بأن روحه وما يملك فداء لتراب الوطن الغالي. وطمأن "العواجي" الجميع على حالته الصحية، مؤكداً أنه يتلقى حالياً علاجه داخل المستشفى، وهو بخير وصحة وعافية، شاكراً كل من دعا له وكل من تواصل معه. وكان قد صرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بأن الجهات الأمنية، وبفضل من الله سبحانه وتعالى، ثم من خلال أدائها لمهامها وواجباتها في مكافحة الإرهاب وملاحقة عناصره وكشف مخططاتهم والإطاحة بشبكاتهم وإحباط عملياتهم التي يستهدفون بها أمن البلاد واستقرارها، فقد تمكنت من رصد تواجد المطلوب الخطر طايع بن سالم بن يسلم الصيعري -سعودي الجنسية- المعلن عنه بتاريخ 21/ 4/ 1437هـ لدوره الخطير في تصنيع أحزمة ناسفة نفذت بها عدد من الجرائم الإرهابية، مختبئ في منزل يقع بحي الياسمين شمال مدينة الرياض، ومعه شخص آخر ظهر أنه يدعى طلال بن سمران الصاعدي -سعودي الجنسية- واتخاذهما من ذلك المنزل وكراً إرهابياً لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة. وأوضح أنه وفقاً لهذه المعطيات باشرت الجهات الأمنية، فجر السبت الموافق 9/ 4/ 1438هـ في تطويق الموقع وتأمين سلامة سكان المنازل المجاورة والمارة وتوجيه نداءات في الوقت ذاته لتسليم نفسيهما، إلا أنهما رفضا الاستجابة، وبادرا بإطلاق النار بشكل كثيف على رجال الأمن في محاولة للهروب من الموقع، مما أوجب تحييد خطرهما خاصة أنهما يرتديان حزامين ناسفين كانا على وشك استخدامهما لولا عناية الله ثم سرعة تعامل رجال الأمن معهما مما حال دون ذلك، ونتج عن العملية مقتلهما وإصابة أحد رجال الأمن بإصابة طفيفة نُقل على إثرها للمستشفى، وحالته مستقرة فيما لم يُصَب أحد من الساكنين أو المارة بأي أَذىً ولله الحمد. وأشار إلى أنه ضُبط في المنزل وبحوزة الإرهابيين: حزامان ناسفان في حال تشريك كاملة وتم إبطالهما، وقنبلة يدوية محلية التصنيع، وحوضان صغيران بهما مواد يُشتبه بأن تكون كيميائية تستخدم لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة. وأضاف: "تلك المضبوطات أكدت مدى خطورة ما كان المذكوران يخططان للإقدام عليه من عمل إجرامي عملا للإعداد عليه، خاصة أن "طايع" المذكور يعد خبيراً يعتمد عليه تنظيم "داعش" الإرهابي في تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وتجهيز الانتحاريين بها وتدريبهم عليها لتنفيذ عملياتهم الإجرامية التي كان منها عملية استهداف المصلين بمسجد قوة الطوارئ بعسير بتاريخ 24/ 10/ 1436هـ، والعمليتان اللتان جرى إحباطهما بتاريخ 29/ 9/ 1437هـ وكانت الأولى في المواقف التابعة لمستشفى سليمان فَقِيه، فيما استهدفت الثانية بكل خسة ودناءة المسجد النبوي الشريف. وأكدت وزارة الداخلية أنها ستواصل، بمشيئة الله، من خلال الأجهزة الأمنية تعقب أولئك المفسدين والعمل على كشف مخططاتهم، وإفشال ما يسعون إليه بجرائمهم الدنيئة من سفك للدماء واستباحة للحرمات وإهدار للمقدرات وإثارة للفوضى وترويع للآمنين، وسيحمي الله البلاد من شرورهم وهو القادر على ذلك، والله الهادي إلى سواء السبيل.
مشاركة :