«لاأشعر معه بالأمان»... هذا ماتُردِّده كثيرات من الزوجات اللاتي لا يهنأ عيشهن مع أزواجهن فيُعبِّرن بتلك العبارة عن فُقدانهن الحياة الزوجية التي كُنّ يحلمن بها. من الأحوال التي تشعر فيها المرأة بفقدان الأمان مع زوجها حين لا يحمل مسؤولياته الكثيرة تجاه أسرته، فلا يوفّر لها كل ماتحتاجه، ولا يُلبّي كثيراً من طلباتها وطلبات أولاده. ومنها أيضاً استخدامه العنف في تعامله مع زوجته، وربما مع أبنائه وبناته أيضاً، والعنف يبعث الخوف في القلوب والفزع في النفوس، وهذا لاشكّ يُبعِد الإحساس بالأمن. بينما الرفق في التعامل، واللّطف في النصح، واللّين في التغيير، يُشعِر أفراد الأسرة جميعها بالطمأنينة والأمن. وانحراف الزوج، وإقامته علاقات مُحرّمة مع نساء، يجعل المرأة فاقدة للأمن، وكيف لاتفقد الأمن وهي ترى زوجها لا يتقي الله ولا يحفظ حدوده فكيف سيحافظ عليها وعلى أولاده، وكيف لا تفقد الأمن وهي تخشى أن ينقل إليها الأمراض بعدوى منه بسبب تلك العلاقات، أو وهي تراه يُنفق كثيراً من مَالِه على النساء، وهي تجده لايعطيها حقها الشرعي لأنه يقضي وَطَره عن طريق الزنا الذي وصفه سبحانه بأنه كان فاحشة وساء سبيلا؟! والبخل، بخل الزوج، يُفقِد زوجته وأُسرته الإحساس بالأمن، فإذا كان المال عَصَب الحياة فإنه كذلك عصب الأسرة، بل هو وقودها الذي تكاد لا تستمر في غيابه، وحتى في نقصِه. والبخل بالعواطف والكلام الطيِّب لايقلّ تأثيراً في إفقاد الإحساس بالأمن عن البخل الماديّ، وعليه لابُدّ للأزواج من أن يُدركوا أهمية التعبير عن الرضا والامتنان والحب والشكر والثناء إذا أرادوا أن يكونوا مصدر أمان لزوجاتهم وأبنائهم وبناتهم. ولعل أهم مايُفقِد الزوجة وأبناءها أمنهم أن لا يكون أبوهم ممّن يُرضي دينهم، فلايُقيم صلاة ولايصوم رمضان وغيره من نافلة، ولايؤدّي زكاة ماله، ولاينتهي عن مُحرَّم، فهذا يُفقِد أسرته أمنها، ويجعل الزوجة والأبناء يخشون غضب الله عليه، فقد تعلّموا أن الأب الصالح سبب من أسباب حفظ الله لأبنائه: «وَكَانَ أَبُوهُما صَالِحاً».
مشاركة :