8 أحلام في ديوان «البافور» للمختار السالم

  • 1/9/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نواكشوط: الخليج يشكل ديوان البافور للشاعر المختار السالم، الصادر حديثاً عن دار القرنين إضافة جديدة إلى الساحة الإبداعية الموريتانية، ذلك لأنه تخصص للنصوص النثرية، في سابقة نادرة الحدوث في الشعر الموريتاني، فربما لم ينشر من قبل ديوان خالص للنثر، فحتى رائد قصيدة النثر المرحوم محمد ولد عبدي كان يجمع في دواوينه بين قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة، ويضم الديوان الجديد 32 نصاً، ويقع في 110 صفحات من الحجم المتوسط، وصدّر الشاعر مجموعته بقوله: إلى الكلمات المعتقلة في سجون الخليل والمتنبي والمختار السالم.. من دون ريح لا ينتفضُ الريش. ويعتبر المختار السالم أحد أبرز الشعراء والكتاب في موريتانيا، وهو ذو باع طويل في كتابة القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر أيضا، وله روايات منشورة، وله حضور جيد على الساحة الشعرية الموريتانية والعربية. حملت نصوص الديوان عناوين مثل: إدانة بريئة جدا، والقصيدة والعصيدة، وتُشبهني، وبطالة الصهوات، وثمانية أحلام في ظلال العطور، وعلى مرمى عدسة، وعطرُ المذيعة، وغارة الشنفري، ومسافة داخل الشاي (البائية المسحورة)، ودليل النجم، ومرثية الفراغ. وقدم للديوان صديق الشاعر الدكتور محمد بدي أبنو - الذي هو أيضاً شاعر - بمقدمة جاء فيها على تاريخ بدايات الحداثة الشعرية في موريتانيا في ثمانينات القرن الماضي، وتعرض بشكل خاص للخطوات الأولى حيث كان هو والمختار السالم يخطوانها في مجال الشعر والحداثة والصحافة في أروقة جريدة الشعب التي جمعتهما منذ أواخر الثمانينات. ومما قال ولد أبنو: النصوص الإبداعية كثيراً ما أظهرتْ بذاتها أنها غيرُ معنية بالتصنيف المدرسيّ، يبدو فعلاً أن التجارب الشعرية ذات الطابع الجدّي تبحث عن آفاق جديدة للمعنى، للصورة، للإيقاع.. إلخ، أي عن آفاق دلاليةٍ هي بذاتها آفاق ما بعد الدلالة، الشعرُ في هذا الأفق ليسَ شعرَ خيال وإنما شعر خلقِ الخيال، وليس هو شعرَ الوزن وإنما شعر خلقِ الوزن وخلقِ الإيقاع وخلقِ الصورة إلخ.. هو بحثٌ عن تجربةٍ رياديةٍ تهتمّ أولاً بإبداع فضاء الممكنات اللاممكنة، وما بعد الحداثة له تحديداً معنى أكبر حين يتعلّق الأمر بالشعر، لأن زمن الشعر هو زمنٌ إشراقيٌ، زمنُ التجليّات اللازمنية، أي أنَّ زمن الشعر يختلف راديكالياً عن الزمن الخطّي. ندركُ هنا إذاً أنَّطوق الحمامة مثلاً هو بالمعنى الإبداعي نصٌّ شعري حداثي وما بعد حداثي ... بينما عددٌ من قصائد أدونيس أو محمد بنّيس، إذا اقتصرنا على الأمثلة العربية، هي قصائد تقليدية لا شعرية.

مشاركة :