في ٧٥ صفحة من القطع المتوسط، تقع هذه الرواية القصيرة الساخرة، التي كتبها الروائي البرتغالي أفونسو كروش، ونشرتها دار مسكيلياني بترجمة عبدالجليل العربي. يمتلئ نص الرواية بالتهكم على المجتمعات المعاصرة التي استبدت بها المعايير المادية، فصار كل شيء وكل شخص يقاس بمقدار نفعه المادي وحسب.. في تجاهل تام لميل الإنسان الطبيعي إلى تذوق الجمال وتوقه إلى العيش في حالة من التراحم والعفوية. تصور الرواية بسخرية مضحكةٍ حالة مجتمع يقوم أفراده بحساب كل شيء، تناول الطعام فيه يجري بناءً على الحساب الدقيق لاحتياجات الجسم، وحتى الخطوات محسوبة ومعدودة، وكل شيء في عالم الرواية خاضع للتسليع والتنميط. أكلت ثلاثين غراماً من السبانخ هذا اليوم. سعر الكيلو باثنين من اليوروهات وثلاثين سنتاً، وحسابياً نحتاج يومياً إلى ثلاثين سنتاً لكي نحصل على الفيتامين ك حسبما تذكر إحدى الدراسات. استهلك أبي عشرين غراما من القوة عند باب المطبخ.. قال بصوت عالٍ: نمو وازدهار. فأجبته بالأسلوب نفسه. كان هذا مطلع الرواية. ينبني جسد الرواية على فكرة طريفة، حيث تطلب فتاةٌ من والدها أن يشتري لها شاعراً من السوق، كما يشتري الناسُ لأنفسهم قططاً وكلاباً وببغاوات ونحاتين ورسامين!. وتصف الروايةُ أحداث الشراء، وبعض يوميات الشاعر في المنزل، طارحة في أثناء الحكايةِ قضيةً فلسفية، هي: ما هي مكانة الشعر وما أهميته بالنسبة للإنسان؟ وهل سينتهي زمنه ذات يومٍ أم لا.
مشاركة :