شنت مقاتلات حربية سورية عدة غارات جوية على منطقة وادي بردى في ريف دمشق أمس الأحد (8 يناير/ كانون الثاني 2017). وقالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية السورية إن الجيش السوري بدأ عملية عسكرية واسعة في منطقة وادي بردى ضد مسلحي المعارضة. ونفت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) وجود هدنة بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة، مشيرة إلى أنه «تم الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 3 ساعات بين الساعة 10 إلى 1 يوم السبت والجمعة للسماح بدخول الوفد الروسي للتفاوض مع المسلحين لأجل السماح لفرق الصيانة لإصلاح ما تعرض له نبع عين الفيجة، إلا أن المفاوضات لم تسفر عن نتائج إيجابية». سياسياً، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وفداً فرنسياً أمس (الأحد) في دمشق. وذكرت صفحات رئاسة الجمهورية على مواقع التواصل الاجتماعي أمس أن الأسد استقبل وفداً يضم ثلاثة أعضاء من الجمعية الوطنية الفرنسية، ومجموعة من المثقّفين، برئاسة عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، تييري مارياني. ووصل الوفد الفرنسي إلى دمشق يوم الخميس الماضي، وغادر الجمعة إلى مدينة حلب للمشاركة في عيد الميلاد لدى الطائفة الأرمنية، كما زار مخيماً للنازحين، وتأخر إقلاع الطائرة التي أقلت الوفد الفرنسي من مطار حلب إلى دمشق عدة ساعات بعد تعرض مطار حلب لقصف. ويغادر الوفد البرلمان الفرنسي دمشق اليوم (الاثنين). وقال نائب فرنسي لوكالة «فرانس برس» أمس إن الرئيس السوري بشار الأسد أعرب عن «تفاؤله» حيال المحادثات المرتقبة نهاية الشهر الجاري في أستانا معلناً استعداده للتفاوض مع نحو مئة فصيل معارض. وأوضح تييري مارياني أن الأسد أعلن خلال لقاء استمر أكثر من ساعة مع ثلاثة نواب فرنسيين أنه «يعول كثيراً» على لقاء آستانا وأنه «مستعد للحوار» مع 91 فصيلاً معارضاً. ويستثنى من تلك المحادثات تنظيم «داعش» و»جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)». ونقل مارياني عن الأسد قوله «أنا متفائل. أنا على استعداد للمصالحة شرط إلقاء أسلحتهم». وإضافة إلى ذلك، اعتبر الرئيس السوري أن تركيا «دولة هشة» بسبب سياسة رئيسها رجب طيب أردوغان، متهماً إياها بأن لديها «سجناء سياسيون أكثر من كل الدول العربية مجتمعة». وبحسب مارياني، فإن الأسد قال إنه لا يمكنه الوثوق بأردوغان الذي يبقى «إسلامياً». ورداً على سؤال من النواب حيال تشكيك محتمل من الإدارة الأميركية الجديدة بالاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، قال الأسد إنه «يعتقد بواقعية» الرئيس المنتخب دونالد ترامب. واتهم الرئيس السوري فرنسا باتباع سياسة النعامة، مؤكداً أن هذا البلد لم يعد آمناً كما قبل، مشيراً إلى أن سورية وفرنسا تواجهان «العدو نفسه». وعند سؤاله عن الفظائع التي ارتكبها النظام، اعتبر الأسد أنه لا يوجد حرب نظيفة، مقراً بأن هناك «فظائع ارتكبت من كل الأطراف». ونقل مارياني عن الأسد قوله إنه «كان هناك ربما بعض الأخطاء من جانب الحكومة، هذا يؤسفني وأنا أدينه». من جانب آخر، أفاد مصدر أمني سوري بمقتل ثمانية أشخاص بينهم خمسة عناصر أمن، وإصابة 15 آخرين بينهم 10 مدنيين، جراء انفجار بسيارة مفخخة استهدف حاجزاً للقوات الحكومية السورية في بلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي أمس (الأحد). وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن عناصر الحاجز أطلقوا النار على السيارة قبل وصولها إلى الحاجز ومن ثم انفجارها. وكانت سيارة مفخخة استهدفت حاجزاً للقوات الحكومية السورية في بلدة بيت جن في ريف دمشق عند الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي من صباح أمس، لدى وصولها لحاجز القوات الحكومية على أطراف بلدة بيت جن في ريف دمشق الجنوبي الغربي. وتسيطر فصائل المعارضة السورية على بلدة بيت جن والمناطق المحيطة لها، وتقدمت القوات الحكومية السورية باتجاه منطقة بيت جن بعد سيطرتها على منطقة خان الشيح بداية الشهر الماضي.
مشاركة :