«نوكيا» تطمح لعودة قوية عبر البوابة «الذكية»

  • 1/9/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن كانت الملكة المتوجة على عرش صناعة الهواتف الجوالة منذ منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي وحتى مطلع الألفية الجديدة، توارت «نوكيا» عن الأنظار بعد أن أزاحتها كل من «آبل» ثم «سامسونغ» عن عرشها، مع «جمود» الشركة في مواجهة التطور الذي شهدته الصناعة وإصرارها على مواصلة إنتاجها للهواتف «التقليدية» دون النظر إلى التقنيات «الذكية» التي انتهجتها الشركات الأخرى. وفي عام 2014، كتبت «نوكيا» نهاية قصتها حين توقفت عن إنتاج المزيد من الهواتف الجوالة بعد بيعها إلى شركة «مايكروسوفت» التي حاولت منافسة عمالقة السوق، بل أطلقت من خلال الشراكة الجديدة علامة تجارية جديدة هي «لوميا» تعمل بنظام «ويندوز»، لكنها لم تنجح في خطف قطعة من كعكة السوق. وبالأمس، أعلنت «إتش إم دي غلوبال» الفنلدنية، المالكة لحق استخدام العلامة التجارية لنوكيا منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولمدة عشر سنوات، عن إطلاق أول هاتف «ذكي» يحمل الاسم الذي كان يوما ما الأكثر شيوعا بين المستخدمين. ليكون الأول الذي يحمل علامة نوكيا التجارية منذ نحو 3 سنوات. وقالت «إتش إم دي غلوبال» إنها تستهدف المستخدمين في الصين بهاتفها الجديد: «نوكيا 6»، الذي سيعمل بنظام «أندرويد» وتنتجه شركة «فوكسكون»، مشيرة إلى أن سعره السوقي سيبلغ 1699 يوانا صينيا، أي نحو 246 دولارا، وسيباع حصريا من خلال منصة «جيخ دي كوم» الإلكترونية. وأوضحت الشركة الفنلندية في بيان لها أمس أن «إطلاق أول هواتفها الذكية التي تعمل بنظام أندرويد في الصين يبرز الرغبة في تلبية الاحتياجات الواقعية للعملاء في شتى الأسواق بأنحاء العالم»، مؤكدة أنها «سوق مهمة من الناحية الاستراتيجية». وبحسب المعلومات التقنية التي أتاحتها الشركة، فإن الهاتف الجديد متوافق مع شبكات الاتصال من الجيل الرابع، ويعتمد على الإصدار «نوغات» من نظام التشغيل أندرويد. كما أوضحت أنه يأتي بشاشة من قياس 5.5 بوصة عالية الوضوح، وكاميرا خلفية بدقة 16 ميغابيكسل وأخرى أمامية بدقة أقل، وهو يعتمد على معالج ثماني النواة كوالكوم «سناب دراغون 430» بذاكرة مؤقتة بسعة 4 غيغابايت وسعة تخزين 64 غيغابايت. ويأتي إطلاق «نوكيا 6» فيما يبدو كباكورة لإعادة إحياء العملاق الفنلندي، عبر مالك العلامة التجارية الجديد «إتش إم دي غلوبال»، وهي الشركة التي تتكون معظمها من عاملين سابقين في «نوكيا» الفنلندية. وتشير أنباء إلى اعتزام «إتش إم دي غلوبال» إطلاق ما يصل إلى 7 طرازات مختلفة من الهواتف الذكية التي تحمل علامة «نوكيا» خلال العام الجاري، ومن بينها هاتف تسعى من خلاله إلى إحداث «مفاجأة كبرى» في سوق الهواتف الذكية، بحسب تسريبات عن الشركة. في غضون ذلك، ومع مساعيها للعودة مجددا إلى الأضواء، أعلنت نوكيا نهاية الأسبوع الماضي أنها أقامت عددا من الدعاوى القضائية ضد شركة آبل في كل من ألمانيا والولايات المتحدة، تتهمها فيها بانتهاك 32 براءة اختراع تقني. وبوصفها واحدة من أبرز مالكي براءات الاختراع في العالم، وبعد استحواذها على شركة «إن إس إن» المتخصصة في شبكات البيانات ومعدات الاتصالات عام 2013. وشركة «ألكاتل - لوسينت» المتخصصة في معدات الاتصالات عام 2016. أصبحت نوكيا حاليا تملك ثلاث محفظات قيمة من الملكيات الفكرية. وقالت نوكيا في بيان على موقعها الرسمي الخميس الماضي، إنها استثمرت أكثر من 115 مليار يورو في البحث والتطوير على مدى السنوات العشرين الماضية، مما جعلها تملك عشرات آلاف براءات الاختراع التي تغطي الكثير من التقنيات الهامة المستخدمة في الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية والشخصية والأجهزة المماثلة. وأضافت أنه «منذ الاتفاق على رخصة تغطي بعض البراءات من محفظة نوكيا تكنولوجيز عام 2011. رفضت آبل عروضا لاحقة قدمتها نوكيا لترخيص براءات اختراع أخرى لها مستخدمة في منتجات كثيرة لآبل». وقال رئيس أعمال براءات الاختراع في نوكيا ألكا راهناستو: «بعد سنوات عدة من المفاوضات للوصول إلى اتفاق لتغطية استخدام آبل لبراءات الاختراع هذه، نتخذ الآن إجراء للدفاع عن حقوقنا». وأقامت نوكيا الدعاوى القضائية في محاكم في دوسلدورف ومانهايم وميونيخ بألمانيا، والمحكمة الجزئية الأميركية للمنطقة الشرقية لولاية تكساس. وتأسست نوكيا الفنلندية في عام 1865 كشركة لصناعة المطاط والكابلات والورق، واتخذت اسمها من بلدة فنلندية صغيرة تسمى نوكيا، حيث أقيم أول مصانعها. واستمرت نوكيا في مجالاتها الصناعية السابقة حتى عام 1960. حين أسست وحدة للإلكترونيات، قبل أن تنخرط بشكل أكبر في المجالات التقنية الخاصة بالشبكات والاتصالات، حتى صارت أحد الأعمدة العالمية في تلك الصناعة، وشاركت في تطوير نظام «جي إس إم» للاتصالات. وبلغت قيمة إجمالي أصول الشركة نحو 20 مليار يورو في نهاية عام 2015، بينما بلغت إيراداتها نحو 12.5 مليار يورو، وأرباحها عن ذات العام نحو 1.19 مليار يورو.

مشاركة :