دبي: إيمان عبدالله آل علي، و(وام) رعى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أعمال منتدى دبي الصحي الذي تنظمه هيئة الصحة في دبي، على مدى يومين، بمشاركة واسعة من وزراء وصناع قرار وقيادات صحية وعلماء وخبراء، وحضور ما يقارب 2000 طبيب ومتخصص من داخل الدولة وخارجها. وحضر سموّه الجلسة الحوارية الأولى للمنتدى، في فندق غراند حياة في دبي، والى جانب سموّه، حميد بن محمد القطامي، رئيس مجلس الإدارة، المدير العام لهيئة الصحة في دبي، والفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام، وخليفة سعيد سليمان، المدير العام لدائرة التشريفات والضيافة، وعدد من المسؤولين في هيئة الصحة والضيوف. وشارك في الجلسة التي عقدت تحت عنوان الاستثمار في مجال البحوث والدراسات العلمية في القطاع الصحي عبدالرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، والدكتور أحمد السعيدي، وزير الصحة في سلطنة عمان، وعبدالله القحطاني، وزير صحة سابق في دولة قطر. وتركز الحوار خلال الجلسة على أربعة عناصر، أولها الوقاية الصحية التامة والاستثمار في العنصر البشري، وتنفيذ مشاريع استثمارية اجتماعية وصحية والربط بين المراكز العلمية المتخصصة، خاصة مراكز البحوث والدراسات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأشاد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بفكرة المنتدى الصحي بمشاركة وزراء وكوادر طبية وعلمية وخبراء محليين ودوليين، مؤكدا سموّه أن قطاع الصحة في دولة الإمارات عموما ودبي خاصة، يحظى باهتمام سموّه كونه القطاع الأهم الذي يلامس حياة الإنسان وسعادته ومستقبل الأجيال، عادّاً سموّه الاستثمار في هذا القطاع هو الأهم والأنجح على المديين القريب والبعيد، لاسيما في العنصر البشري وتوفير الكوادر المؤهلة تأهيلا عاليا، لإدارة هذا القطاع وتشغيله، لأنه يتطلب حرفية عالية وأولوية قصوى ورؤية ثاقبة، وبحوثا ودراسات علمية تفضي إلى اكتشافات مهمة في مجال الطب والرعاية الصحية، بجميع جوانبها الوقائية والعلاجية، لضمان قدرة هذا القطاع على مواكبة التطور العالمي في مجال الطبابة والاختراعات العلمية والتقنيات الحديثة التي باتت تشكل أساس التقدم في قطاع الصحة في بلادنا والعالم. ودعا سموّه الجهات المتخصصة في دولتنا، إلى تكثيف الجهود وتوظيف العقول والكفاءات البشرية، وما اكثرها في بلادنا، للتركيز على البحوث والدراسات العلمية في قطاع الصحة ومواصلة البحث والتحري، لكل ما هو جديد في عالم الطب من أدوية وأجهزة وأساليب حديثة للجراحات والعمليات النادرة التي تسهم في تأمين حياة صحية آمنة لكل أفراد المجتمع. وتفقد صاحب السموّ نائب رئيس الدولة، المعرض المصاحب للمنتدى الذي تشارك فيه هيئة الصحة، وعدد من الشركات المتخصصة والمستشفيات الخاصة في الدولة التي تعرض تقنيات عالية وحديثة من البرامج العلاجية والأجهزة الطبية المتطورة، واستمع سموّه من القائمين على هذه التقنيات والبرامج إلى شرح عن عمل الأجهزة والتقنيات المستخدمة في مجال العلاج والطبابة على مستوى الدولة. ويأتي المنتدى، ليجسد مستقبلا صحيا ذكيا ينطلق من دبي إلى العالم، ويشكل منصة محلية عالمية لتبني الأفكار المستقبلية. القطامي: أفكار مبتكرة أكد حميد القطامي، رئيس مجلس الإدارة، المدير العام لهيئة الصحة في دبي، أن قطاع الصحة يشكل الركن الأساس في نهضة الشعوب وتقدم الأمم، والأشد تأثيراً في مسارات التنمية البشرية، لارتباطه الوثيق بالقدرات الإنتاجية لأفراد المجتمع، واتصاله المباشر بحياة الإنسان. إلى جانب أنه من أسرع القطاعات تطوراً، وأكثرها مواجهة للتحديات المستقبلية. وهذا الوضع هو ما فرض علينا إطلاق المنتدى، ليكون المنصة المحلية العالمية، المعنية بتبني جميع الأطروحات والأفكار المبتكرة، والحلول الناجعة لجميع الإشكاليات والقضايا الصحية العالقة، وخاصة تلك التي باتت تؤرق المجتمعات وتهدد التنمية المستدامة. وأضاف: لقد أدركت دولة الإمارات، منذ تأسيس اتحادها قيمة الإنسان وضرورة الحفاظ على صحته وحياته، بوصفه الثروة الحقيقية للمجتمع، وهذا ما أسس له المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، حيث أولى قطاع الصحة جل اهتمامه، لتمتد مسيرة الإنجازات والطفرات المتلاحقة في هذا القطاع، بتوجيهات ورعاية من صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. وأضاف: حين بدأ العالم في رسم سياساته التنموية المشتركة الخاصة بالقضايا الصحية، لما بعد عام 2015، وحتى عام 2030، كانت دولة الإمارات قطعت شوطاً مهماً على طريق تطوير منظومتها الصحية، التي جعلت محورها الأساس هو الإنسان، حيث كفلت رعايته والعناية بصحته، بشتى الوسائل، ومن خلال منشآت صحية رفيعة، تعمل على تحقيق التنافسية العالمية. وأشار إلى أنه وبموجب انفتاح دولة الإمارات على العالم، فقد أصبحت مشاركاً رئيسياً وعضواً دولياً فاعلاً في حركة التطور، في مختلف المجالات ومنها مجال الصحة، الذي يواجه الآن مجموعة من التحديات الكبيرة، التي تتنامى بفعل التغيرات السريعة والمتوالية، ليس على مستوى التطور الجاري في التقنيات وشبكات التواصل والعلوم والمعارف وحسب، بل على مستوى نماء البشرية والتوسعات العمرانية، وتطور الصناعات وما يصاحبها من تغيرات اجتماعية وتنموية ومناخية، فضلاً عن محصلة ما يشهده العالم سنوياً من كوارث وأزمات ونزاعات، وتحولات جذرية في بنية الأمراض والأوبئة. وأوضح أنه ربما تمثل هذه الحالة فكرة المنتدى، وهدف مشاركة وزراء وقيادات صحية وصناع قرار وعلماء وأطباء من داخل الإمارات وخارجها، فجميعنا في هذه القاعة مسؤولون، سواء من واقع الوظيفة أو الخبرة، وجميعنا مطالبون بالإسهام في تطوير المنظومة الصحية، التي أصبحت وثيقة الصلة بكل ما يجري حولنا، وما تشهده المجتمعات من تطور في مختلف مناحي الحياة. وأكد حرص الهيئة على الوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة، بدعم سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ومتابعة حثيثة من سموّ الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي، كما أكد حرصها كذلك على تحقيق التوافق بين المحاور الرئيسية للمنتدى، وتوجهاتنا نحو الوصول إلى منظومة صحية من الطراز الأول. وقال إن محاور المنتدى جاءت مطابقة للواقع وتطلعاتنا للمستقبل، مع مراعاة مجموعة التحديات الناشئة من النمو المتسارع الذي تشهده دبي، لترتكز محاورنا في: التكنولوجيا الصحية بين الاستشراف والتحديات، والتنمية المستدامة والابتكار، والكوادر الصحية بين التمكين والاحترافية، والحوكمة والتشريعات الصحية، والريادة الصحية، والاستثمار لمجتمع أكثر صحة وسعادة، إضافة إلى الصحة العامة والمجتمعية. وأضاف: من هذه المحاور تعد هيئة الصحة بدبي هذا المنتدى، بحضوره من الوزراء والقيادات الصحية والعلماء والأطباء والمتخصصين، فرصة مهمة لبلورة رؤية علمية ومنهجية عمل واضحة، تعزز توجهات مدينة دبي العالمية، وتدعم استحقاقاتها في أن تكون الوجهة المثالية للاستشفاء، وهي التجربة النموذجية الناجحة والمعتمدة دولياً للرعاية الصحية الفائقة، وهي كذلك مصدر الفرص الواعدة للاستثمار في القطاع الصحي، الذي يتميز لدينا بحزمة من التسهيلات المحفزة على النجاح والتفوق. حديقة التكنولوجيا الصحية قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز هي قطاعات لها التأثير المحوري في الرعاية الصحية في المجتمعات، ليصنع لنا الغد بابتكارات تغير من حياتنا وتجعل من الجراحات الطبية عملية تقنية بحتة لخدمة الإنسان، وتوفير الرعاية الصحية له، وفي حديقة التكنولوحيا الصحية التي تنقلنا إلى المستقبل بتكنولوجيا متطورة لنعيش الغد، ونستشرف المستقبل،عبر استعراض أحدث الأجهزة الطبية التكنولوجية، وإطلاع زائري المنتدى من الأطباء والمختصين والزائرين والمهتمين عليها. ملامح المشهد الطبي في الحديقة نقلت زوارها إلى المستقبل، بمحاور ذكية ونماذج لأشكال طبية متطورة، وممارسات تقنية تغير من رحلة المريض، وتجسد رؤية مستقبلية للخدمات الصحية، عبر 6 أركان أساسية، منها: الطباعة الثلاثية، والمحاكاة والشركاء، وركن الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، وركن جراحة المناظير الذي يعدّ جوهرة الحديقة، حيث يستعرض الجيل الثاني من الروبوتات الجراحية وجراحة المناظير، التي تستخدم لإجراء أدق العمليات وأكثرها تعقيدا. اجتمع الأطباء والمتخصصون من داخل الدولة وخارجها في حديقة التكنولوجيا الصحية التي افتتحت على هامش المنتدى، في خطوة تعكس حرص الهيئة على أن تخطو خطوات جادة في مجال العالمية من حيث الخدمات الصحية، باستقطاب أحدث الابتكارات وبلورة رؤية جديدة للتغلب على التحديات، والوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة، وتعزيز توجهات التفكير المستقبلي، واكتساب رؤى قابلة للتنفيذ بشأن اتجاهات دبي المستقبلية في مجال الرعاية الصحية. جاءت الطباعة الثلاثية للأدوية والأجهزة الطبية نقلة حديثة تعكس حرص الدولة على الاهتمام بهذا القطاع، أما طاولة المحاكاة للتعليم الطبي فهي تفاعلية لجسد المريض، وتضم 270 حالة لأطفال وشباب وكبار السن وجميع التخصصات، وهي الأولى من نوعها في الدولة، ويوجد جهاز واحد في الدولة في مركز التدريب في إدارة هيئة الصحة بدبي وخصص لطلبة الطب والامتياز وأطباء برنامج الإقامة. وفي ركن آخر عرض أحدث ما توصل له الطب وهو أول جهاز من نوعه في دبي والشرق الأوسط، لأشعة الرنين المغناطيسي، يمكن من تصوير المريض في أوضاع عدة، منها الجلوس والوقوف والوضع الديناميكي خلال الحركة والأوضاع التي تسبب له الآلام، سواء في العمود الفقري أو في المفاصل. وفي زاوية أخرى يجد الزائر جراحة روبورتية سينهاتس تستخدم في جراحة المناظير، وفيها حساسات يشعر الطبيب بكل حركة للروبوت، وحاليا يستخدم الجهاز في فرنسا وايطاليا وألمانيا وبريطانيا، وقريبا سيكون في دبي. الجلسة الوزارية: تشديد على روابط وثيقة بين مراكز بحث دول التعاون أكد عبدالرحمن العويس، خلال الجلسة الوزارية المفتوحة، أن نسبة بسيطة من الأطباء يهتمون بإجراء الأبحاث العلمية، عبر سؤاله المشاركين في الجلسة، ليتبين أن النسبة تراوح بين 5 إلى 10% فقط من الحاضرين، أجروا بحثا علميا خلال عام 2016، وهي نسبة بسيطة. مشيرا إلى ضرورة إجراء الأبحاث الطبية ودعمها والاستثمار في الموارد البشرية. ونظم ضمن أعمال منتدى دبي الصحي جلسة وزارية مع قادة الصحة، وأجرى مناقشات بالغة الأهمية عن الوضع الصحي في دول مجلس التعاون والعالم، وبالتحديد في دولة الإمارات، وسلطنة عمان، ودولة قطر، بمشاركة عبد الرحمن العويس، والدكتور أحمد السعيدي، وزير الصحة في عمان، وعبدالله القحطاني وزير الصحة العامة الأسبق في قطر. وخلصت الجلسة إلى ضرورة تعزيز منظومة الصحة في دول التعاون، والتركيز على جانب الوقاية، وخاصة الوقاية من الأمراض غير السارية، وتحقيق الاستثمار الأفضل في الموارد البشرية، ودعم البحث العلمي والطبي المتخصص، وإيجاد روابط وثيقة بين مراكز البحث العلمي في دول المجلس، وتبني تنفيذ مشروعات صحية حيوية، ولاسيما المتصلة بأمراض السكري والسمنة. وكان العويس، استعرض في بداية الجلسة مراحل العمل وتطوره داخل الوزارة، مؤكداً أن قيادتنا الرشيدة تولي صحة الإنسان جل اهتمامها، وأن إضافة وقاية المجتمع، إلى اسم وزارة الصحة، يتماشى مع مبادئ الرعاية الصحية الأولية، وخطط الوزارة لوقاية المجتمع من الأمراض، مؤكداً أن هذا هو التوجه العالمي، الذي أقرّ في خطط التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وقال إن دولة الإمارات قطعت شوطاً مهماً على طريق الإبداع والابتكار، وربطه بقطاع الصحة، لخدمة هذا القطاع الحيوي، كما ربط بالبحوث العلمية. واستعرض الدكتور السعيدي، تجربة السلطنة في النهوض بقطاع الصحة وتطويره، موضحاً أن الإحصاءات والبيانات، تشير إلى ما أنجز في السنوات الأخيرة، حيث انخفضت معدلات وفيات الأمهات والأطفال، في مقابل ارتفاع متوسط العمر إلى أكثر من 76 سنة. وعن وضعية البحوث العلمية، وخاصة الطبية منها، قال السعيدي إن أهم التحديات التي تواجه دول المجلس التغيرات المتواصلة في خريطة الأوبئة والأمراض، التي يجب أن تصاحبها بحوث علمية متطورة. وهو الأمر نفسه الذي أكده عبدالله القحطاني الذي أشار إلى ضرورة توسيع نطاق الاستثمار في البحوث الطبية، لافتا إلى أن دولة قطر لديها صندوق خاص لدعم البحث العلمي، وجوائز تحفيزية، وأن المطلوب، ربط البحوث بمنتج نهائي، سواء كان المنتج تجهيزات طبية أو ممارسات مهنية أو أدوية. مفهوم مبتكر للمدن الذكية في دبي أكد المشاركون في جلسة تطبيق التفكير التصميمي لخدمة المرضى، أهمية تبني التفكير التصميمي في الرعاية الصحية، لتحسين تجربة المريض خلال رحلته العلاجية وتلبية تطلعاته واحتياجاته لتحقيق أقصى درجات الرضا. وأشارت الجلسة التي شارك فيها جراح الأعصاب الدكتور عبد الكريم مسدي، المدير التنفيذي ومؤسس مستشفى الأعصاب والعمود الفقري بدبي، وأندي برودوسكي، ودانييل بيترسون، مدير التصميم في شركة سكرين انتراكشن، وأدارها هشام وين، إلى أهمية طريقة التفكير التصميمي التي تسمح للمؤسسات بتحقيق التنافسية، عبر تفهم توقعات المستخدمين واحتياجاتهم، وتصميم وتطبيق وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي يواجهونها، مع اهمية استخدام ادوات بناء الجسور بين مختلف التخصصات الطبية وتعزيز المعرفة في مجال العمل. وأكدت أهمية التواصل المباشر مع المريض والتعرف إلى احتياجاته للوصول إلى الراحة والسعادة التي ينشدها التي ستعزز انطباعه الإيجابي تجاه المؤسسة الصحية التي جعلها خياره الأول للاستشفاء بها. وأشارت إلى الدور الإيجابي للتفكير التصميمي في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في العصر الحالي لمواجهة التحديات التي تفرضها التوقعات المرتفعة للمتعاملين ومساعيهم الحثيثة للحصول على الخدمات ذات الجودة العالية. ولفتت إلى الجدوى الاقتصادية للتفكير التصميمي وإيجابيات رحلة المريض وانعكاساتها على تعزيز الثقة بالمنشأة الصحية للعودة إليها عند الحاجة. واستعرضت الخطوات المتعددة للتفكير التصميمي التي تبدأ من داخل المؤسسة وصولا إلى الخارج، مع أهمية الحديث والتواصل المباشر والاستماع إلى المتعاملين وجعلهم محور التركيز وتفهم احتياجاتهم، مشيرة إلى ضرورة استغلال فرص التحسين المتاحة في المستشفيات للاستجابة لاحتياجات المرضى وخاصة في مجال توفير الأنظمة الذكية والمساحات الخضراء. وأكدت اهمية المرونة في تلبية طلبات الموظفين واعتماد المنظور العملي في ذلك. واستعرضت الأدوات والمنهجيات التي يمكن استخدامها في التفكير التصميمي ومنها الاستماع إلى المتعاملين وإجراء المقابلات التي تخدم الهدف للوصول إلى شعور المريض وتحليل هيكلة رحلة المريض وتطبيق أسلوب العنقدة. تغطية 7 أبعاد متكاملة وإطلاق 100 مبادرة و1000 خدمة أكدت الدكتورة عائشة بن بشر، المديرة العامة لمكتب دبي الذكية، أن دبي حققت النجاح في الوصول إلى المدن الذكية، حيث تحولت إلى المدينة الأذكى والأسعد عالميا، بإطلاق 100 مبادرة و1000 خدمة تغطي كل مجالات الحياة، ومن ضمنها الرعاية الصحية التي تشكل عنصرا رئيسيا في المدن الذكية. جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي حملت عنوان الصحة في المدن الذكية بمشاركة الدكتورة عائشة بن بشر، وسوزان اتلينقر، المحللة في مجال الصناعة، والمتحدث العالمي الدكتور إشكان فاردوست، وأدارها علي زرزور. وقالت بن بشر: قطاع الرعاية الصحية هو جوهر السعادة، ودبي تستشرف المستقبل الأفضل بأفكارها وتطلعاتها ومبادراتها المستمرة، وأجرينا الكثير من المقارنات المعيارية عن المدن الذكية الأخرى، واللافت أنه لم يكن هناك نظرة شمولية في تلك المدن، واستحدثنا ما هو فريد في دبي من خلال تغطية 7 أبعاد متكاملة لتقديم مدينة ذكية شاملة، بدلا من التركيز على محور واحد كما تفعل البلدان المهتمة بهذا المجال، كالتركيز على البنية التحتية والطاقة والتعليم والصحة، وأطلقنا قانونا خاصا بالبيانات في القطاع الخاص والحكومي، ومشاركة البيانات بين القطاعين، لأن البيانات هي التي تعتمد عليها اقتصادات المعرفة، ومشاركة هذه البيانات وتوفيرها للعامة، مع الحفاظ على خصوصية المعلومات وأمنها، في ظل وجود التشريعات الناظمة. وناقش المشاركون في الجلسة اهمية تبني الأفكار والمبادرات المبتكرة لتعزيز الدور الحيوي الذي يقوم به قطاع الرعاية الصحية لدعم جهود البلدان المختلفة للوصول إلى المدن الذكية. واستعرضوا الارتباط الوثيق بين الرعاية الصحية والسعادة وهي احدى الرؤى الأساسية التي تتبناها دبي لافتة إلى التقارب والتكامل بين البيانات وإمكانية استخدام الذكاء الصناعي واستغلال التقنيات المتاحة لتحسين حياة الناس والبدء بالتفكير التصميمي، للوصول إلى افضل السيناريوهات. ولفتت إلى اهمية استغلال البيانات لفهم سلوكيات الرعاية الصحية، وبناء نماذج تخدم هذا القطاع، مشيرة إلى التحدي الأكبر المتمثل بجعل كل البيانات ادراكية وتحويل الأفكار إلى ادراكية ذكية وأهمية الانتقال من الآراء والأفكار إلى الخطوات الفعلية والملموسة على ارض الواقع. كما استعرضت الجلسة العلمية مبادرات هيئة الصحة بدبي وجهودها في تحويل دبي إلى مدينة ذكية، من خلال مشروع سلامة والسجل الطبي الموحد للمريض.
مشاركة :