لندن - «العربية.نت» - بدأت فنزويلا تنقلب في أزمة جديدة بعد تصويت برلمانها أول من أمس، لمصلحة عزل رئيسها نيكولاس مادورو «لقصوره في أداء واجباته الوظيفية»، معبدا بذلك الطريق ليحل مكانه نائبه طارق العيسمي، السوري الأب واللبناني الأم، فيما لو لم تجر انتخابات بمهلة أقصاها 30 يوماً لاختيار خليفة له، ففي القانون الفنزويلي يتولى نائبه المنصب الأول في البلاد للعامين المقبلين والباقيين من ولاية الرئيس، تماما كما حدث العام الماضي في البرازيل وجاؤوا بلبناني الأصل رئيسا بعد عزل رئيستها. برلمان فنزويلا طالب مادورو بأن يترك منصبه وبإجراء انتخابات رئاسية، لنزع فتيل الأزمة «بحيث يعبر الشعب عن رأيه عبر التصويت» مؤكدا أن «الطريق الوحيد لتسوية المشكلات الحادة التي تضرب البلاد هو إعادة السلطة الى الشعب الفنزويلي، وبالتالي الدعوة لإجراء انتخابات حرة وتعددية» في قرار وافق عليه 106 نواب معارضين، في حين أن النواب الموالين للحكومة غادروا القاعة في بداية التصويت. العيسمي، الذي كان حاكما منذ 2012 لولاية آراغوا، المطلة وسط الشمال الفنزويلي على بحر الكاريبي قبل تعيينه نائبا للرئيس، أبصر النور في 1974 باسم طارق زيدان العيسمي مدّاح في فنزويلا، كثاني 5 أبناء لأبيه السوري الأصل زيدان الأمين العيسمي، والشهير في فنزويلا بأنه كان «مواليا لصدام حسين» وبأنه هاجر من محافظة السويداء السورية، وبالذات من «جبل العرب» المعروف أيضا باسم «جبل الدروز» في الجنوب السوري. أما والدته، فلبنانية الأصل من عائلة مدّاح، وهي كزوجها من طائفة الموحدين الدروز. يذكر أنه في 4 يناير الجاري، عيّن مادورو، العيسمي نائبا له، فأثار بقراره غضب المعارضة التي فازت في ديسمبر الماضي بغالبية مقاعد البرلمان، والتي تتهم العيسمي -من دون دليل- بالمتاجرة في المخدرات وتوابعها، كما وبعلاقته بإيران و«حماس» و«حزب الله»، وأيضا بمعاداة السامية، وسريعا انتفض هو على معارضيه، ووصفهم بأنهم «حفنة خونة، ينوون إلحاق الضرر بالوطن». طارق العيسمي، الموصوف في الإعلام الفنزويلي بأنه مقرب من إيران، تزوج فنزويلية، والدتها سورية الأصل ودرزية المذهب أيضا، من عائلة عامر، وهو أب لابنين، طارق أليخاندرو وسباستيان، من زوجته ريادا رودي عامر. وإذا هبت الرياح «العيسمية» كما تشتهي سفينته، فسيصبح طارق العيسمي أول درزي المذهب يتولى رئاسة دولة في العالم، وثاني سوري الأصل يتولاها في بلد بأميركا الجنوبية، بعد الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم، وثاني عربي الأصل رئيسا لدولة في القارة الأميركية حاليا، بعد ميشال تامر، وهو من أصل لبناني وتسلم منصبه في أغسطس الماضي خلفا للرئيسة التي عزلها البرلمان، ديلما روسّيف، وكان هو نائبها.
مشاركة :