كل من تلبَّس بسمت الإسلام، ووقع في أي عمل إرهابي، هو بعيد كل البعد عن نهج النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -؛ نظراً لقصر نظره، ومنطقه التسطيحي للأمور؛ الأمر الذي يضيف عاملاً من عوامل تهييج القلق، والعنف عند الأفراد، والجماعات. وبدون وعي حقيقي لخطر مشروع الإرهاب، وكيف أنه مرتبط بصيرورة تاريخية، ما زالت بذورها قائمة، لا يمكن - أبداً - أن نحقق المواجهة الحقيقية مع الإرهاب. وليس من باب المبالغة القول، إنها قد أصبحت - اليوم - تمثّل مأساة حقيقية، وهي تهدد جوانب مهمة في النواحي السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإنسانية - كافةً -. ظاهرة الإرهاب ليست نشاطاً بشرياً طارئاً، أو ظاهرة مفاجئة. ووجود من يتمرد على السلطة، ويبغي على السلطان، من الناقمين على المجتمع الذي يعيشون فيه، تعتبر سنة كونية باقية، وذلك بالخروج على نظمه، وقوانينه؛ لأسباب شتى، وأهداف متعددة. وهي - بلا شك - ظاهرة متكررة عبر مراحل التاريخ، وضاربة الجذور في الزمن، وقد عرفتها المجتمعات البشرية - عامة -. وهذا ما يجعلنا نتوقف إلى حد كبير على قدرة مؤسسات المجتمع المدني في الالتحام بالقواعد الشعبية، والخروج من إطار النخبوية إلى الجماهير، وتبني خطاب سياسي مبسط، وآليات ومنهج مختلف. إن القيام بالأعمال الإرهابية باسم الدين يفرح الأعداء، ويحقق مصالح كبرى لهم، بحيث تُسوّغ لهم هذه الأعمال التدخل في شؤون المسلمين، وكسر شوكتهم، والتسلط عليهم، واستنفاد قوتهم، - إضافة - إلى إضعاف الكيانات السياسية، والاجتماعية، وتعريضهما لخطر التفكك بالحرب الأهلية، وذلك عن طريق جني الأموال الطائلة، والتعويضات الهائلة، وتشويه صورة الإسلام، والمسلمين في نظر العالم - كله -. تسير السعودية بقوة أمنية كبرى لإفشال مخططات كثيرة، تختلف - في أحيان كثيرة - أدواتها، وتتفق على منهج إرهابي واحد؛ من أجل إعاقة تمدد الحالات الإرهابية. كما أن الإشارة إلى انتهاج سياسات مواجهة ذكية، ومتعددة الميادين لعلاج ظاهرة الإرهاب، تقتضي تغيير الزاوية التي يتم منها النظر لهذه الظاهرة، - وخصوصاً - في هذا الظرف - بالذات -، فالإرهاب يتحول في كل يوم من طريقة إلى أخرى، يتأقلم مع المعطيات الأمنية، ويحاول جاهداً أن يتجاوز ذكاء التكنولوجيا الأمنية؛ كونه يتصف بغلبة النمو العابر للجنسيات. وبشكل موازٍ لمثل هذه الدفاعات الاجتماعية، لا بد من سحق البيئة الحاضنة للتطرف؛ لتكون لبنة قوية ضد الإرهاب، ومنظماته، وأفكاره، ومنظريه، وهو ما أكده رئيس حملة السكينة - الشيح - عبد المنعم المشوح، بأن: «الإرهاب في 2016 واجه المجتمع كله، بجميع مكوناته، وفئاته. كما أن المجتمع كلّه واجه الإرهاب، والإرهابيين، والمحرضين»، معتبراً: «أن السعودية واجهت ألواناً من الإرهاب، والجماعات الإرهابية، شكّلت داعش 26% من العمليات، فيما تنوعت العمليات الأخرى ضمن مكونات إرهابية تستهدف ديننا، وبلادنا، وأمننا، ووحدتنا».
مشاركة :