ثمن رجل الأعمال ماجد بن توفيق الأيوبي، مواقف القيادة -حفظهم الله- في دعم المشروعات الاستثمارية ورجال الأعمال من خلال برامح التمويل بالإضافة إلى الخطوات الجادة لتذليل الصعاب التي تواجه بعض المستثمرين أثناء تنفيذ المشروعات الكبرى التي تتوافق مع التطلعات وتلبي احتياجات مواطني هذه البلاد المباركة، وقال رئيس مجلس إدارة شركة شبكة المدينة القابضة في حوار لـ «المدينة»: إن الوقت قد حان للاستغناء عن برامج الصيانة والتشغيل للمرافق الحكومية من قبل الشركات والمؤسسات الخاصة وإسناد تلك المهام بالكامل إلى القطاعات الحكومية وتوجيه التمويل المباشر إليها وهوالأمر الذي يقود إلى تحسين ورفع الكفاءة لديها وتوسيع دائرة التوطين من خلال شغل الوظائف بالتخصصات المهنية من خريجي الكليات والمعاهد الصناعية. وأشار إلى أن البيروقراطية التي كانت تعاني منها بعض الإدارات الحكومية كانت سببًا رئيسيًا لهجرة رؤوس الأموال للاستثمار خارج المدينة الأمر الذي شكل تباطؤًا في دفع عجلة التنمية، مشيدًا بدور صاحب السموالملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة في تحديث المنظومة الإقتصادية بالمنطقة بالإضافة إلى جهود سموه لخلق الحراك الاقتصادي والتجاري المميز الذي أعاد الوهج الاستثماري إلى المدينة مجددًا. ووصف حالة الركود التي أصابت تجارة المقاولات في المملكة بـ «المؤقتة»، وقال: إنها ستتعافى تدريجيًا من خلال الحلول الناجعة التي وضعتها الدولة لتصحيح التشوهات التي أصابت السوق العقاري خلال الفترات السابقة، مبدئيًا تفاؤله بالأرقام المعلنة في موازنة الدولة للعام الجاري والتي جاءت مخالفة لتوقعات الاقتصاديين إذ لم يُسجل عجزًا كبيرًا في الموازنة كما كان متوقعًا بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. ونوه في ثنايا حديثه إلى أن تجفيف السيولة النقدية نجح في نهاية المطاف إلى معالجة حالة التضخم التي أصابت معظم الأسواق الخليجية خلال السنوات الأخيرة وساهم في السيطرة على أسعار المنتجات والخدمات ومختلف السلعة الأساسية والاستهلاكية وهوما يفضي إلى استقرار الأسواق بشكل عام.. فإلى نص الحوا ر مبادرة الوالد دعمت طموحاتي *في البداية نود أن نستعرض دخولكم إلى عالم المال والأعمال.. كيف كان ؟ أتذكر كانت البدايات قبل حوالي عقدين من الزمن إبان التخرج من الجامعة تخصص المحاسبة عندما عزمت على استكمال الدراسة للحصول على درجة الماجستير ولكن تعذر ذلك وتقدمت لشغل الوظائف الشاغرة في عدد من القطاعات البنكية وبالفعل خضعت للاختبارات في تلك الفترة ورُشحت للعمل مساعدًا لمدير فرع أحد البنوك ولكن كان الطموح لدى دائمًا ما يتجاوز حدود مهام الوظيفة ومن ثم تقدمت لشغل وظيفة تنفيذية في قطاع الكهرباء وحينها لم أشعر بالرضا التام وكان ينتابني إحساسا بأن الوظيفة ستقتل الطموح بداخلي وبمبادرة من والدي السيد توفيق حصلت على دعم مادي لمساعدتي في البدء بمشروعي التجاري الأول. نقطة الانطلاقة الحقيقية *ما هوحجم الدعم المادي.. وبماذا بدأت تجارتك ؟ في الحقيقة كان الدعم متواضعًا ولم يتجاوز الـ 50 ألف ريالًا وقمت باستئجار ( دكان صغير ) كما كان يسمونه أهل المدينة قديمًا وعملت على تأسيسه وانتهيت من المرحلة الأولى وكان شغلي الشاغل هوالاتجاه إلى الأعمال الحرة.. وصدقًا لم يخطر في بالي ماهي طبيعة النشاط الذي سأزاوله وبعد استشارة عدد من رواد السوق في تلك الفترة اقترح أحدهم مزاولة نشاط المقاولات وبالفعل سعيت لتأهيل منشأتي الأولى لممارسة النشاط واكتشفت بأن في تلك الفترة لم يُكن هناك تصنيف لهذه الأعمال وإبداء حُسن النية كفيل بتولي مهام الصيانة للمشروعات البسيطة التي أعتبرها هي نقطة الانطلاقة الحقيقة ودخولي إلى عالم الأعمال الحُرة. التعاقد مع الثروة المعدنية للتنقيب في الجبال *وهل كان مزاولة هذا النشاط بهذه البساطة ؟ صدقني.. الإخلاص والتوكل على الله بنية صادقة يكفي بتوسع تجارتك التي تشرف عليها بنفسك فقد كُنت أدير ذلك العمل بكل تفاصيله حيث عملت مُعّقبًا في الإدارات الحكومية ومشرفًا على العمالة وكذلك صياغة العقود وكافة المهام لتكوين النواة الأولى للشركة التي كنت أحُلم بأن تصبح يومًا ما إحدى الشركات الرائدة في مجال المقاولات وبفضل الله بدأت في التوسع بأنشطة المؤسسة والتعاقد مع إدارة الأوقاف لصيانة المساجد ومن ثم توسعت أنشطتنا من خلال الدخول في مجال آخر وهوالتنقيب والتنجيم في الجبال بالتعاقد مع الثروة المعدنية ومن ثم في مجال صناعة المواد الأساسية للبناء وشيئًا فشيئًا وصلنا إلى قمة نشاطنا في الشركة بفضل الله ويبدأ هنا التحدي الجديد والمحافظة على الهدف الذي سعيت لتحقيقه وهوما يتطلب مضاعفة الجُهد للمحافظة عليه وهنا عملنا لإعادة هيكلة الشركة للتحكم بالتوسع الذي بدء يمتد في مجالات الصناعة وكذلك المقاولات وعقود التشغيل والصيانة. تحسن آليات الترسية *بعد تجربة طويلة في عقود الصيانة.. كيف تقيم آلية ترسية المشروعات الحكومية ؟ لابُد هنا من الإشارة إلى أن الآلية بدأت تتحسن خلال السنوات الأخيرة وهُناك ارتفاع في مستوى الاشتراطات من حيث التنفيذ والمتابعة بخلاف ما كانت عليه في السابق إلا أن طريقة ترسية المشروعات ذات التكلفة الأقل انخفاضًا قد شكل تحديًا في السوق خلال فترة من الفترات وهوالأمر الذي جعل بعض شركات المقاولات تتقدم بعروض غير مدروسة تُخل ببنود العقود ونحن كنا نتعمد إعداد دراسات تتضمن الاعتماد على وضع التكاليف بهامش ربح معقول لا يتجاوز الـ 10 % في الكثير من الأحيان ولكن نتفاجأ بترسية المنافسة على مؤسسات ذات عطاءات أقل بنسبة 50 % من التكاليف ولكن في الآونة الأخيرة تم معالجة الأخطاء التي كانت تحدث وتعكف اللجان لفحص ودراسة العروض. حققنا أعلى معدلات الجودة في الشحن *الانتقال من مشروعات الصيانة لمهام الشحن والتفريغ في المنافذ الحدودية.. كيف جرى ذلك ؟ دخول المنافسين في مشروعات صيانة المساجد بمناقصات غير منطقية دفعنا للخروج من دائرة المنافسة، حيث تولينا مهام صيانة نحو650 مسجدًا بالمنطقة في فترة من الفترات واتجهنا بعد ذلك إلى خوض تجربة جديدة تمثلت في تولي مهام الشحن والتفريغ في المنافذ الجوية والبرية وبالفعل تمكنا بعد الدخول للمنافسة ضمن المناقصات الرسمية من تولى تلك المهام في كل المنافذ البرية للحدود الشمالية وصولًا إلى مطار الملك خالد الدولي ومنفذ البطحاء وتتلخص مهامنا في شحن وتفريغ البضائع المستوردة والمُصدرة باستخدام المعدات الثقيلة وفريق عمل الشركة وبفضل الله نجحنا في تحقيق أعلى معدلات الجودة في هذا المجال على مدار الـ 15 سنة الماضية لخدمة ما يقارب 3000 شاحنة يوميًا. الحد من الهدر المالي *برأيك.. هل من حلول لمعالجة وضع مشروعات الصيانة والتشغيل بالقطاعات التي تشرف عليها الأجهزة الحكومية ؟ بالفعل.. تقدمت بفكرة لمسؤولي إحدى الوزارات وهي إنشاء وتكوين إدارات مستقلة داخل القطاعات تقوم بكل مهام شركات المقاولات من حيث التشغيل والإشراف على الأداء للحد من الهدر المالي من خلال تعيين موظفين سعوديين والسعي لتوطين كل المهام الفنية والتشغيلية والأعمال داخل تلك الوزارات ويكون تشغيلها ومسؤوليتها يقع تحت إشراف مباشر من الجهة المسؤولة بدلًا من إسنادها لشركة قد لا تُحسن التعامل أو التقيد باشتراطات المشروع وتوجيه التمويل بشكل مباشر إلى الإدارات المعنية داخل القطاعات لضمان كفاءة الأداء وسرعة الانجاز والتنفيذ وهذا الأمر يحدث بشكل طبيعي في بعض الشركات الكبرى المملوكة بشكل جزئ أوكلي للدولة وبذلك يمكن أن نحقق الاستقرار الوظيفي للشباب الطموح الراغب في شغل الوظائف الفنية من خريجي المعاهد والكليات الصناعية وتوجيه خدمات شركات الصيانة والنظافة الحالية في المواقع العامة والأسواق والمباني التجارية وغيرها. توجه لصناعة المنتجات الأساسية لمواد البناء *بالعودة للحديث عن التجارة.. ما هو حجم نشاطكم الاستثماري.. وماهي خطط التوسع لديكم مستقبلًا ؟ خلال السنوات الخمس الماضية توجهنا إلى القطاع الصناعي في المنتجات الأساسية لمواد البناء وتمكنا من الحصول على قرض صناعي لتمويل وبناء إحدى المشروعات الرائدة بالمنطقة ليشكل بذلك أحد أهم المصانع النموذجية للخرسانة الجاهزة في المدينة المنورة والذي يعمل بكفاءة عالية ويُلبي كل احتياجات المنطقة وقمنا بإنشاء كسارات خاصة لتموين المصنع بمنتجات الرمل والبحص وتبلغ قيمة الاستثمارات حاليًا في هذا القطاع 100 مليون ريال ونطمح في الاستثمار بمشروعات الترفيه التي تعتبر بالفترة الحالية من المشروعات الواعدة المواكبة لتوجه الدولة - أيدها الله - المتمثل في إنشاء هيئة الترفيه وفي الحقيقة تحتاج المملكة لتنفيذ هذه المشروعات التي تواكب التطلعات في إطار حرص القيادة على تفعيل البرامج السياحة ودعم خطة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وكذلك تعزيز السياحة الدينية التي توافق برامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 ويعتبر مشروع دار الهجرة في المدينة المنورة من أهم المشروعات الرائدة والهامة التي تعزز التوجه الجديد في تعزيز السياحة الدينية وتحقيق التنمية المستدامة في هذا المجال. سوق المقاولات لازال واعدًا *ما هو تقييمك لواقع سوق المقاولات في المملكة عمومًا والمدينة المنورة بشكل خاص.. وماهي معوقات نمو هذا السوق ؟ يعتبر سوق المقاولات في المملكة من أكبر الأسواق على مستوى العالم وحظى السوق بزخم كبير خلال فترات ارتفاع أسعار النفط نتيجة توجيه فائض السيولة النقدية وجرى استغلال ذلك بالطريقة الأمثل من خلال تحديث مشروعات البنية التحتية والمشروعات العملاقة التي تحتضنها بلادنا ولا يزال ذلك السوق واعدًا بالرغم من حالة الركود المؤقتة، أما فيما يتعلق بالمدينة المنورة.. فلدينا بعض الإشكاليات السابقة بسبب البيروقراطية لدى بعض الإدارات بأمانة المدينة المنورة ونتطلع إلى تمكين رجال الأعمال من مزاولة أنشطتهم وأن يُنهي أمين المنطقة المهندس محمد العمري كل الإشكاليات والعقبات التي قد تواجه رجال الأعمال والمستثمرين ونسعى إلى تعزيز الشراكة بين أمانة المنطقة ورجال الأعمال لإعادة رؤوس الأموال المهاجرة إلى المدينة من جديد والتكيف مع الحراك الاقتصادي والتنموي الذي أوجده صاحب السموالملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه مهام إمارة المنطقة. دراسة الجدوي لمشروعات تلبي حاجة المجتمع *بالتأكيد أن هناك مقومات ورؤى لتنفيذ الأفكار الجديدة.. ماهي أهم المعايير لنجاح أي مشروع تجاري ؟ لابد من عمل دراسة جدوى مستفيضة تناقش كل التفاصيل والمراحل والأهم من ذلك إصرار أصحاب المبادرات والمشروعات على إنجاح مشروعاتهم ويجب أن تكون الأفكار والمشروعات جديدة ومبتكرة تحاكي حاجة المجتمع. الكثير من الشباب الطموح يحاول دخول سوق البناء والمقاولات لكن حالة الركود تدفع بعضهم للتردد.. ماهي الرسالة التي يوجهها الأيوبي لهم ؟ قطاع المقاولات واعد جدًا ويتوجب على أصحاب المؤسسات الجديدة البقاء في السوق حتى تجاوز الأزمة واستغلال الفرص خصوصًا في ظل انخفاض أسعار المواد الأولوية للبناء ولا ينبغي الاستسلام بسهولة أمام العوائق التي قد تواجهه البعض أثناء مسيرتهم التجارية. لابد من مراقبة مصانع خرسانة المزارع هناك تباين واضح في أسعار الخرسانة الجاهزة في الأسواق.. هل لذلك تأثير على جودة المنتج ؟ بالطبع.. خرسانة المدينة في خطر ودخول المصانع الموجودة بشكل غير نظامي داخل المزارع الخاصة وتنتج الخرسانة أثر بشكل مباشر على جودة هذه المنتجات ومقارنة بسيطة بين منتجات المصانع النموذجية في المدينة المنورة ومنتجات تلك المزارع توضح الفرق بين جودة الخرسانة التي لابد من أن تتعرض لسلسلة من مراحل الإنتاج لضمان جودتها.. والسوق أُغرق بالإسمنت المخلوط بالبحص دون التقيد بأدنى معايير الجودة وهنا يتوجب على أمانة المنطقة تفعيل دور مراقبيها في متابعة رخص البناء التي تتضمن الإشارة إلى مصانع الخرسانة المعتمدة الموردة لتلك المنتجات ضمن رخص الإنشاء. نماء شاهد على التسهيلات الممنوحة لرجال الأعمال الكثير من الأفكار والرؤى الاقتصادية بدأت تترجم على أراض الواقع.. هل ترى بأن المنظومة الاقتصادية بقيادة أمير المنطقة تُلبي تطلعات رجال الأعمال ؟ كان الإعلان عن تولي الأمير فيصل بن سلمان لإمارة منطقة المدينة المنورة قبل 4 سنوات بمثابة بُشرى لرجال الأعمال بالمدينة المنورة.. وبالفعل بدأ سموه منذ توليه إمارة المنطقة بخطوات جادة في تعزيز المنظومة الاقتصادية بالمدينة وتسهيل مهام رجال الأعمال العمل على جذب الاستثمارات إلى المنطقة من جديد ولعل منظومة نماء المنورة خير شاهدٍ على التسهيلات الممنوحة لرجال الأعمال وفي الحقيقة مبادرات سموأمير المنطقة شجعت رجال الأعمال للعودة للاستثمار في المدينة المنورة خصوصًا وأن المنطقة مُقبلة على نهضة تنموية شاملة تستوجب مشاركة رجال الأعمال لتعزيز هذه المنظومة الشاملة وفق تطلعات القيادة - أيدهم الله - كما يحقق مشروع مدينة المعرفة بالمدينة المنورة تطلعات رجال الأعمال في المساهمة في تعزيز هذه المنظومة وفي الحقيقة المدينة المنورة تستعد إلى المستقبل بحزمة من البرامج والمشروعات التي ستعزز مكانتها وصدارتها للمنافسة على استقطاب رجال الأعمال وكبار المستثمرين. محطات على طريق رجل الأعمال ماجد الأيوبي تخرج في كلية الاقتصاد والإدارة من جامعة الملك عبدالعزيز واجه الأيوبي العديد من التحديات لكنه استطاع تجاوزها ليقود اليوم إحدى أكبر الشركات الوطنية المتخصصة برأس مال يتجاوز الـ 100 مليون ريال يُعد الأيوبي من الوجوه الاقتصادية والاجتماعية البارزة بالمنطقة حيث شغل عضوية عدد من اللجان وعُين رئيسًا لجنة الموازنة التقديرية بالغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة ومن ثم أصبح عضوًا في مجلس إدارتها وكذلك عضولجنة المسؤولية الاجتماعية وعضوًا بمجلس أمناء جائزة المدينة المنورة في دورتها الثالثة وعضوًا في مجلس أمناء مؤسسة المدينة المنورة الخيرية لتنمية المجتمع.
مشاركة :