فتحت شركة «الاستثمارات الوطنية» أبوابها أمس، لاستقبال مساهمي «امريكانا» الراغبين في بيع أسهمهم ضمن العرض الإلزامي المُقدم من قبل «أديبتيو» بسعر 2.65 دينار للسهم. وفيما جهّزت «الاستثمارات» الإطار اللوجستي الخاص بالمساهمين للرد على كافة استفساراتهم، أكد رئيس مجلس إدارة الشركة حمد العميري، أن «الاستثمارات» استطاعت إدارة الجزء الأول من عملية الاستحواذ، والتي تتمثل في مزاد بيع 66.8 في المئة من رأسمال «أمريكانا» في صفقة بلغت قيمتها 711 مليون دينار، وفقاً للمتطلبات التي حددتها الجهات الرقابية. وأضاف أن الشركة بصدد دعوة المساهمين الراغبين في المشاركة، والتي يُنتظر أن تستمر حتى 13 فبراير المقبل، مشيراً إلى أن بعض الجهات نافست «الاستثمارات الوطنية» لتقديم الخدمات الاستشارية وإدارة الاستحواذ، إلا ان خبرة الشركة رجحت كفتها لتحوذ ثقة العملاء، سواء الطرف المشتري أو البائع. ولم يكشف العميري عن الأثر المادي الذي قد يترتب علي تقديم الشركة لتلك الخدمات، إلا أنه اكتفى بالقول «الأثر سيكون مستقبلياً وتكفينا ثقة عملائنا»، منوها بأن نوايا الطرف المالك الجديد بشأن سحب «امريكانا» من البورصة وفقاً للأطر المتبعة يُفترض ان يكون نقطة مفصيلة في تفكير وقرءاة الوضع من قبل صغار المساهمين وحملة السهم حالياً. وأفاد بأن إجمالي ملكيات المحافظ التابعة لشركات المجموعة وصناديقها وعملائها ومحافظها، والتي تقع تحت إدارة «الاستثمارات» أقل من 5 في المئة، لافتاً إلى أن ناتج عملية بيع تلك الأسهم سيوجه للبورصة من جديد لاقتناص الفرص التشغيلية. وحول تأثير حجم السيولة التي يتوقع أن تترتب على تخارج صغار المساهمين من ملكيتهم في «امريكانا» على السوق، قال العميري «سيكون لها انعكاسات جيدة، واستمرار حركة القيمة المتداولة بشكل متوازن يُعطي المؤشرات مساراً مستقراً على المديين المتوسط والبعيد، علماً أن المرور بوقفات تصحيحة أمر طبيعي وصحي، إذ إن الارتفاع بلا تعديل مسار والقضاء على الفقاعات دائماً ما يكون له أثره السلبي». وبين أن سوق الأسهم بات ملاذاً مناسباً للاستثمار في الوقت الحالي، خصوصاً في ظل الهزة التي يتعرض لها القطاع العقاري حالياً، والتي سيترتب عليها تحويل مسار السيولة الى السلع التشغيلية وهي كثيرة، لافتاً إلى أن التطورات الإقليمية دائماً ما يكون لها حضور فيه، وتأثير سواء كانت إيجابية أو سلبية، متوقعاً ان يسهم ناتج بيع «امريكانا» في منح المتعاملين اطمئناناً. وفي حين ذكر أن الشركة مهتمة بالمشاركة في صناعة السوق، بين ان نجاح مثل هذه الأدوات بحاجة الى استقرار سيولة ومرونة في العرض والطلب على الاسهم المُدرجة. وحول خسارة السوق لكيان تشغيلي مهم مثل «أمريكانا»، قال العميري إن الانسحاب سيمثل خسارة للقيمة السوقية للأسهم المتداولة، منوها بأن البورصة فيها الكثير من الفرص المهيأة للاقتناص، ونتمى ان نرى إدراجات نوعية على غرار آخر 3 عمليات حدثت في السوق. من جهته، بدوره أشاد الرئيس التنفيذي في الشركة، فهد المخيزيم بدور فريق عمل الشركة منذ اليوم الأول للعملية، وحتى الدخول في مرحلة تجميع أسهم العرض الإلزامي، مؤكداً انه حقق نجاحاً كبيراً. وافاد المخيزيم أن سوق الأسهم زاخر بالسلع التشغيلية التي ستكون جاذباً لمخرجات صفقة «أمريكانا» من سيولة، منوهاً بأن «الاستثمارات الوطنية» تشتمل على أسهم جيدة ذات عوائد مجدية، مشيراً الى اهتمام الشركة بإعادة هيكلة بعض الأصول والاستثمارات التابعة بخلاف مساعي الدمج بين البعض منها على غرار ما يحدث حالياً بين «الوسيط للأعمال المالية» وشركة السيف للوساطة (متوقع قبل نهاية مارس). بدورها، وجّهت نائب رئيس - تمويل الشركات في الشركة، نوره الفصام الشكر إلى كل من «اديبتيو» و«الخير» على ثقتهم في «الاستثمارات» وإدارتها التنفيذية لإنجاز المهام الاستشارية لصفقة الاستحواذ. وأوضحت ان العملية تستهدف تجميع كامل الأسهم المملوكة للصناديق والمحافظ والأفراد وصغار المساهمين في «أمريكانا»، والتي تصل إلى 122 مليون سهم بقيمة تصل إلى 325 مليون دينار، أي ما يعادل أكثر من 30.5 في المئة من رأسمال الشركة. وبينت الفصام أن البنوك التي ستمول الصفقة أكدت في خطابات رسمية أن المبالغ الكفيلة بتغطية شراء كامل الأسهم متوافرة في الحسابات. العم ناصر الخرافي رسّخ النهضة التشغيلية استذكر العميري خلال المؤتمر الصحافي، العم ناصر الخرافي رحمه الله، قائلا «كان له دور كبير في ترسيخ النهضة التشغيلية لشركات مجموعة الخرافي، بما فيها (امريكانا)». وتوقع أن يكون للجيل الحالي في العائلة دور مهم في تطوير الأعمال، مشيراً إلى أنه «من الوارد ان نشهد إطلاق أكثر من كيان على غرار (أمريكانا)، ولكن ليس بالضرورة في القطاع الغذائي». «هيئة الأسواق» و«البورصة» أشاد المخيزيم بدور الجهات الرقابية والتنظيمية ممثلة في كل من «هيئة أسواق المال» وشركة البورصة، وما قدموه من تسيهلات لتذليل أي عقبات تواجه عميلة الاستحواذ أو الجزء الأول منها، إيماناً منهم بأهمية مثل هذه العملية للسوق والاقتصاد الوطني عامة. وأضاف أن «الاستثمارات» قدمت دوراً استثنئائياً في الصفقة والترتيب لها مع الجهات ذات العلاقة لإخراجها كما يجب، ما قوبل بحرص واهتمام بالغين من قبل الإدارات المختصة في كل من «الهيئة» و«البورصة». الخيري: فريق «لوجستي» متكامل أوضحت نائب رئيس أول - إدارة الثروات في «الاستثمارات» ربى الخيري، أن الإقبال على المشاركة في العملية لوحظ منذ الإعلان عن الجدول الزمني للعملية. وأفادت الخيري بأن فريق العمل تلقى اتصالات من شرائح مختلفة من مساهمي الشركة الراغبين في بيع الأسهم وفقاً للشروط المتبعة في الاستحواذ، مشيرة إلى أن إدارة الثروات تجهزت بالكامل للعملية، ودربت أفرادها ليصبحوا جاهزين على التعامل مع مساهمي «أمريكانا» والإجابة على تساؤلاتهم. ونوهت الى ان الفريق استبق الاعلان عن العرض بإجراء اتصالات مع المساهمين محلياً وخارجياً لقياس مدى رغبتهم في البيع، إذ كانت النتائج إيجابية جداً متوقعة أن يُترجم ذلك خلال الفترة المقبلة.
مشاركة :