أسدلت شركة بورصة الكويت أمس، الستار على مزاد بيع «أمريكانا» بعد انتهاء الجدول الزمني المُحدد لعرض الكمية على الشاشة الرئيسية للبورصة، والتي امتدت لـ 10 أيام عمل إيذاناً باتمامها لصالح «أديبتو إيه دي إنفستمنت». وتُعد هذه الصفقة باكورة الصفقات الكبيرة التي يتم تنفيذها في عهد الشركة بعد نقل إدارتها للقطاع الخاص، حيث أتمت الإجراءات الرسمية لصفقة بيع عدد 268.496.544 سهم من أسهم «أمريكانا» تمثل نسبة 66.79 في المئة من رأسمال الشركة بسعر2.65 دينار. وقال نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي في البورصة، خالد عبدالرزاق الخالد، «تشكّل هذه الصفقة خطوة مهمة تبرهن للمشاركين فيها عن ثقتهم في أعمال شركة بورصة الكويت، وعن إيمانهم بالجهود التي تقوم بها لبناء سوق مالي قوي وشفاف ومنفتح». وأضاف الخالد «يسرنا إتمام هذه الصفقة الكبيرة بعد أن حصلت شركة بورصة الكويت على ترخيصها النهائي كبورصة أوراق مالية، وتعكس هذه الصفقة ثقة الأطراف المشاركة فيها بمتانة الاقتصاد الكويتي، وتعزز ثقة المستثمرين بالشركات الكويتية، بالإضافة إلى أن شركة بورصة الكويت تعمل جاهدة لتطوير بيئة أعمالها للرقي بمستوى الخدمات التي تقدمها لعملائها». وقد نشرت البورصة إعلاناً رسمياً على موقعها الإلكتروني، أفادت فيها أن قيمة الصفقة بلغت 711.51 مليون دينار، مفندة قيم الملكيات المشاركة في البيع وهي كالتالي: • شركة الاستثمارات الوطنية - حساب عملاء لصالح شركة الخير الوطنية للأسهم والعقارات بنسبة 58.141 في المئة (طرف بائع) ثم شركة الخير الوطنية للأسهم والعقارات بنسبة 8.649 في المئة (طرف بائع آخر)، ومثلت شركة الاستثمارات الوطنية الطرف المشتري (شركة أديبتو إيه دي أنفستمنت). «الاستثمارات الوطنية» من ناحيته، أفاد رئيس مجلس الإدارة في شركة الاستثمارات الوطنية، حمد العميري، أن الأمور سارت كما هو مرتب لها، لافتاً إلى أن الصفقة تؤكد أن الأسعار المتداولة في البورصة حالياً رخيصة ومواتية للاستثمار، مستشهداً في ذلك بما حدث في العام 1994 لدى الاستحواذ على شركة الصناعات الوطنية، وانعكاسات تلك الصفقة على السوق الذي ظل بالحدود العليا لأسبوع كامل تقريباً. وحول سبل تمويل الصفقة، أفاد العميري أن الأمر يتعلق بالطرف المشتري، ولكن لدى «الاستثمارات» حساب عملاء خاص به، منوهاً بأن الشركة تطمح أن يكون لها دور ثان في عملية الاستحواذ الإلزامي الذي حددته مواد قانون هيئة أسواق المال رقم (7 لسنة 2010) ولائحته التنفيذية. وذكر ان البورصة تمر بالحالة ذاتها لكن «النفسيات» هي المتغيرة، منوهاً بأن شريحة كبيرة من الشركات المُدرجة متينة وجيدة، متوقعاً أن يكون لاستمرار خمول التداولات بهذا الشكل أثره في خروج الكثير من كبار المستثمرين إلى أسواق أخرى في الوقت الذي ستسعى فيه سيولة خارجية للاستحواذ على الكيانات التشغيلية ذات العوائد المنتظمة. وأعرب العميري عن أمله في تغيير النظرة إلى السوق وتوجه أصحاب الملاءة المالية إليه، في إشارة إلى أن الأزمة الحقيقية هي أزمة ثقة لا أكثر. وحول ما اذا كانت «أمريكانا» التي تلقب بـ «الجوهرة» ستخرج من البورصة بعد الاستحواذ عليها من عدمه، قال العميري ان الشركة حالياً هي كيان مُدرج والأمر يعود للمالك الجديد، فيما أشار إلى أن «أديبتيو» سلمت شيكاً بقيمة تقدر بنحو 640 مليون دينار، وهي الدفعة المبتقية من قيمة الصفقة (90 في المئة)، وبالتالي يكون المشتري قد سدّد قيمة الأسهم بالكامل. ولفت إلى أن الطرف المشتري يتوقع الطلب منه تقديم عرض إلزامي لشراء ما تبقى من أسهم رأسمال «امريكانا» لاسيما بعد أن فاقت ملكيته الـ 30 في المئة التي ذكرها القانون، متوقعاً ألا يقل سعر العرض المنتظر عن سعر تنفيذ الصفقة. ووجه العميري الشكر إلى إدارة شركة بورصة الكويت للتعاون و«المقاصة» أيضاً، وجميع الجهات التي تعاونت في إتمام الصفقة، فيما شكر أيضاً شركة الخير للأسهم والعقارات، وعلى رأسهم لؤي الخرافي والطرف المشتري (أديبتيو) ممثلة في رجل الأعمال محمد العبار، وثقتهم في «الاستثمارات» والإدارة التنفيذية التي قامت بدور كبير وفاعل في الترتيب للصفقة. العيسى بدوره، أكد الرئيس التنفيذي في الشركة الكويتية للمقاصة، عثمان العيسى، لـ «الراي» أن الشركة تسملت بقية قيمة بيع أسهم «أمريكانا» والتي تقدر بنحو 640 مليون دينار. وأفاد العيسى أن «المقاصة» وبعد حضور المزاد المقرر له عقب تعاملات أمس، تسملت شيكاً ببقية المبلغ حيث تم إيداعه في حسابها البنكي، لافتاً إلى أن ذلك جاء بعد التوقيع على المحضر الخاص بإتمام الإجراءات من قبل البورصة وطرفي العملية البائع والمشتري وممثليها من شركات الوساطة ممثلة في «السيف للوساطة». وبين أن «المقاصة» اتخذت كافة التدابير لتحويل الأسهم موضوع الصفقة من حساب البائع إلى حساب المالك الجديد، وهو الاستثمارات الوطنية - عملاء (ممثلة للطرف الإماراتي)، مشيراً إلى تحويل قيمة الصفقة إلى حساب شركة الاستثمارات الوطنية الأحد المقبل وفقاً للأطر المتبعة في هذا الشأن. وقال العيسى إن «المقاصة» شكلت فريق عمل لمتابعة ملف الصفقة منذ تسلمها كتاباً رسمياً من قبل شركة البورصة بخصوص التأكد من إمكانية تحويل الأسهم موضوع الصفقة دون أي عوائق، لافتاً إلى أن دور الشركة يتضمن اتخاذ إجراءات التقاص والتسوية الخاصة بحسابات العملية، ونقل الأسهم بين الحسابات ذات الصلة. مشاهدات من اليوم التاريخي • حضرت وسائل الإعلام المختلفة مبكراً إلى مقر بورصة الكويت لمتابعة كل شاردة وواردة بخصوص صفقة «أمريكانا» الذي ظل الحديث عنها متسيداً المشهد طيلة الأشهر الماضية. • جهزت البورصة قاعة المزاد لأي مفاجآت تتعلق بحضور طرف جديد للمنافسة أو إتمام العملية لصالح المشتري الأول. • ظهر بشكل واضح المهنية التي تحكم ترتيبات المزاد من قبل «قطاع التداول» في البورصة، والذي جهز كافة الإجراءات وفقاً للقواعد المتعبة في صفقات الـ 5 في المئة او أكثر. • شهدت العملية تنظيماً لدخول وسائل الإعلام المرئية إلى قاعة «السديراوي» حيث المزاد، وذلك لالتقاط المشاهد الأولية لتنفيذ الصفقة بحضور أطرافها. • بدأ الحضور بمسؤولي «الاستثمارات الوطنية»، ولكن هذه المرة على فريقين الأول يمثل شركة الخير للأسهم والعقارات، والثاني يمثل المشتري (أديبتو) فيما كان ضمن الفريق المستشار القانوني للشركة رياض متولي وغيره من المسؤولين. • حضر الرئيس التنفيذي في «السيف للوساطة» ثويني الثويني، إذ تمثل الشركة طرفي الصفقة (البائع والمشتري)، فيما صاحبه نائب الرئيس لقطاع العمليات هاني ثابت. • حرص فريق «المقاصة» على الحضور لاعتماد ما يتم اتخاذه من إجراءات، ومن ثم المضي في عملية نقل الأسهم إلى المشتري بعد التوقيع على المحضر النهائي الخاص بالمزاد. • أعلن الخالد إرساء المزاد على المشتري المتقدم وفقاً للسعر المُحدد بعد التأكد من عدم تقدم طرف جديد. • أجواء مريحة عكست التفاهم ما بين أطراف الصفقة والجهات التنظيمية ممثلة في البورصة والمقاصة. نجاج فريق المخيزيم أشاد العميري بدور الإدارة التنفيذية في «الاستثمارات الوطنية» ممثلة بالرئيس التنفيذي فهد عبدالرحمن المخيزيم وفريق العمل الذي أدار التجهيزات الخاصة بالصفقة على ما بذلوه من جهد طيلة الفترة الماضية. بدوره، أكد المخيزيم أن موظفي الشركة لم يألوا جهداً من أجل إخراج العملية كما يجب في إشارة إلى أن الأوساط المالية والاقتصادية كافة كانت تراقب تطورات العملية خلال الأيام الأخيرة. وكانت نائب رئيس أول إدارة الثروات في «الاستثمارات» ربى عمر الخيري ضمن الحضور، إذ عُلم أن فريق الإدارة تابع عن كثب وفي سرية لافتة كل تطورات الصفقة، وكان على تماس وتواصل دائمين مع الإدارة التنفيذية لإخراجها في أبهى وأدق صورة، ما يعكس خبرة وقدرة الشركة على التعامل مع مثل هذه الملفات متعددة الأطراف. السيولة المتداولة تقفز إلى 22 مليون دينار | كتب علاء السمان | قفزت السيولة المتداولة في البورصة أمس إلى 22 مليون دينار بفعل عمليات الشراء التي شهدتها بعض الأسهم القيادية مثل «زين» وغيرها من السلع القيادية التشغيلية. وكان واضحاً الزخم الذي شهدته أسهم البنوك بقيادة «البنك الوطني» الذي استحوذ منفرداً على نحو ثلث القيمة المتداولة، لترتفع بذلك حصة القطاع إلى قرابة 12 مليوناً من الأموال التي تدفقت نحو البورصة خلال الثلاث ساعات ونصف الساعة المخصصة للتداول. وشهدت شريحة من الأسهم ذات الأسعار المتوسطة نشاطاً وكثافة في الشراء، ومنها بنك وربة الذي يحظى بطلبات واضحة على مستوياته السعرية المختلفة في ظل الإعلان عن موافقة بنك «الكويت المركزي» لمجموعة «الساير» لزيادة ملكيتها في رأسمال بنك وربة من 4.9 في المئة الى 15 في المئة. ويمثل التطور الذي طرأ بشأن البنك (أقفل مطلوباً بالحد الأعلى عند مستوى 182 فلساً عقب تداول 5 ملايين سهم) نقطة ارتكاز كبيرة لصغار المساهمين، باعتبار أن المجموعة تُعد الأولى من القطاع الخاص التي تسعى لرفع ملكيتها، إذ يتوقع أن تضعه الأوساط الاستثمارية تحت المجهر خلال الفترة المقبلة، وسط احتمالات بحدوث تطورات إيجابية. وأغلقت البورصة على ارتفاع مؤشراتها الرئيسية الثلاثة بواقع 6.2 نقطة للسعري ليصل إلى مستوى 5321 نقطة و1.37 للوزني 5.9 نقاط لمؤشر (كويت 15). وبلغت قيمة الأسهم المتداولة حتى ساعة الإغلاق نحو 22 مليون دينار، في حين بلغت كمية الأسهم المتداولة حوالي 113.7 مليون سهم تمت عبر 3128 صفقة.
مشاركة :