تشهد مدينة بن قردان التونسية، على الحدود مع ليبيا، احتجاجات قوية منذ أمس الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني، استمرت إلى اليوم الخميس، للمطالبة بتنمية المنطقة وتذليل العراقيل التي تسبّبت بشلل المعبر الحدودي "رأس جدير" مع ليبيا، ووصلت الاحتجاجات إلى مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن. وشهدت المدينة اليوم الخميس إحراق عجلات مطاطية وإلقاء متظاهرين للحجارة على عناصر الأمن التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع، وتزامنت الاحتجاجات مع شلل في المرافق العامة بعد إعلان الاتحاد العام التونسي للشغل و الاتحاد المحلي للتجارة والصناعة والصناعات التقليدية و الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري إضرابا مفتوحا احتجاجا على ما اعتبروه تجاهلا حكوميا لمطالب سكان المنطقة. وانتقلت رقعة الاحتجاجات إلى مناطق أخرى في تونس، منها بلدة المكناسي بولاية سيدي بوزيد، تزامنا مع اقتراب الذكرى السادسة لرحيل زين العابدين بن علي، إذ لا تزال الكثير من المناطق التونسية، تعاني نقصا في التنمية باعتراف حكومي، ممّا يخلق بين الفينة والأخرى احتجاجات تطالب بالتشغيل. وصرّح رئيس الحكومة يوسف الشاهد، إن جزءًا من هذه الاحتجاجات مشروع، خاصة ما يتعلّق بالمطالبة بالتنمية والتشغيل، بيد أن جزءًا آخر غير مقبول، في إشارة منه لأعمال العنف، مضيفًا أن الحكومة تتابع الوضع بدقة، وأن وفدًا وزاريًا سيزور المدينة غدًا الجمعة. ويعرف المعبر الحدودي "رأس جدير" عدة مشاكل في التنقل بسبب اتهامات من الجانبين التونسي والليبي بإساءة متبادلة أثناء المرور ووقوع عمليات ابتزاز، وهو معبر يستخدم أساسًا في عمليات التجارة، ومنها التهريب الذي ينعش اقتصاد الكثير من المناطق التونسية على الحدود مع ليبيا، ولم يمكّن اتفاق وقع بداية هذا الشهر في تفادي حالة الشلل التي يعرفها المعبر. وأجرت السلطات التونسية اتصالا مع نظيرتها الليبية لبحث الموضوع ومحاولة الوصول إلى حل، وفق ما نقلته الحكومة التونسية، وقد دخل عدد من تجار مدينة بن قردان في اعتصام منذ شهر ونصف للاحتجاج على إغلاق المعبر الحدودي، ممّا فاقم من الوضع الاقتصادي الصعب للمنطقة.
مشاركة :