إبراهيم المكي.. موسوعة العلم والقضاء

  • 1/13/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعد الشيخ إبراهيم بن يوسف خان بن غلاب الحنفي المكي - رحمه الله- في طليعة من حصلوا على الدكتوراة بالمملكة، إن لم يكن في مقدمتهم، وأشهر علماء عصره الذين تميزوا وتفردوا بالجمع بين العلوم المختلفة، فقد برع وألم -رحمه الله- بعد حفظه للقرآن الكريم، بعلم القرآت السبع، والتفسير، ثم الحفظ للحديث متنا وسندا لأكثر من عشرة آلاف حديث، وعلم مصطلح الحديث وعلومه، وعلم التوحيد وعلم الفقه وأصوله، وعلم النحو والصرف وغيرها من العلوم الأخرى وسافر إلى مصر لمواصلة دراسته بالجامع الأزهر، وهناك حاز ثلاث شهادات عليا، ومنحه فاروق مصر البراءة الملكية، وأعطى له الحق في سلك القضاء بمصر، والسماح لسماحته بالتدريس بالجامع الأزهر، لمؤهلاته الرفيعة. وتولى الشيخ إبراهيم العديد من الوظائف والمناصب القضائية، والتدريس بالمسجد الحرام، هذا بالإضافة إلى مشاركاته في ندوات رابطة العالم الإسلامي، ودروسه ومواعظه المستمر للناس، ولذا تتلمذ عليه الكثير من طلبة العلم ممن أصبح لهم شأن ومكانة علمية، وله رحمه الله العديد من المؤلفات والحواشي والفتاوي، وتفسير القرآن الكريم، وشرح أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام وللموضوعية والشفافية نستعرض ما ورد من اختلاف وتبادل النقاش البناء بين الكتاب والمؤرخين حول أول من تخرج من البعثات العلمية ونال شهادات عالية، ونشير إلى الوثائق التي تؤكد ريادته -رحمه الله- في الحصول على ثلاث شهادات عليا، ومنها ما جاء في المؤرخات المصرية بأن له السبق في الحصول على الشهادة العالية لكلية الشريعة / الماجستير، وكذلك شهادة البراءة الملكية (الدكتوراه في القضاء الشرعي) آنذاك من الجامع الأزهر. قضى حياته بين حلق العلم ومنابر الجامعات ودواوين القضاء ونال شهادة عالمية من الأزهر ولد الشيخ إبراهيم بن يوسف خان بن غلاب الحنفي المكي رحمه الله عام 1324هـ بمكة المكرمة، ونشأ في كنف والده نشأة صالحة في بيئة علمية، فوالده وجده رحمهم الله من طلاب العلم وحفظة كتاب الله، إضافة إلى ذلك فقد كانت أسرته من تجار مكة المكرمة، وألحقه والده في سن مبكرة بحلقات تحفيظ القرآن الكريم بالمسجد الحرام، وحفظ الذكر الحكيم، وقام بدراسات القراءات السبع، والتحق بالمدرسة الصولتية، وتابع دراسته لحين حصوله على الشهادة الابتدائية والثانوية، ونال حظا وفيرا من العلم على أيدي علماء المسجد الحرام، وحاز الإجازة منهم، ومن ضمنهم الشيخ عبيد الله السندي، والشيخ عبدالستار الدهلوي والشيخ حسين عرب وغيرهم، وقد تولى الشيخ إبراهيم التدريس عام 1345هـ ثم سرعان ما رحل إلى مصر عام 1347هـ، حيث التحق هناك بالجامع الأزهر، وحصل خلال فترة دراسته بالأزهر على ثلاثة شهادات عليا، الأولى هي الشهادة الجامعية من كلية الشريعة، وذلك عام 1352هـ، وفي عام 1362هـ حصل على شهادة الماجستير، ثم حصل على الدكتوراه في عام 1366هـ وكان قد تلقى علمه في الأزهر على يد عدد من المشايخ منهم الشيخ محمد بن بخيت المطيعي، والشيخ محمود شلتوت وغيرهم، وأتقن رحمه الله دراسة علوم (الفقه، أصول الفقه، التفسير، الحديث، مصطلح الحديث، التوحيد، النحو، الصرف، المعانى، البيان، البديع، المنطق) ووثقت هذه العلوم فى شهادته العالمية، كما قام -رحمه الله- بالتدريس في المسجد النبوي، وكذلك بداره بمسيال الهرساني، القريبة من الحرم المكي الشريف، وقد تخرج على يده العديد من العلماء وطلبة العلم الذين كان لهم يد مباركة في مرحلة البناء والتأسيس التي شهدتها بلادنا في القرن الهجري المنصرم، وحول رحلته لمصر لطلب العلم والعودة للتدريس في مكة المكرمة، يذكر عمر عبد الجبار أن الشيخ إبراهيم خان لم يكن سفره إلى مصر طلبا للنزهة والاستجمام بل لنيل العلم والمعرفة والتزود منهما، مؤكدا أن الحكومة السعودية لما بلغها كفايته طلبته فتم تعيينه نائبا بالمحكمة الكبرى بمكة، ثم بمحكمة الطائف، ثم رئيسا للمحكمة المستعجلة بالطائف، ثم استقال وعاد للتدريس بالمسجد الحرام صباحا ومساء، وعرج عبدالجبار بالحديث على طريقة الشيخ وتدريسه لطلابه وقائلاً (.. وطريقة درسه سهلة الأسلوب يستفيد منها طلاب العلم ولا يستغنى عنها العامة إلى جانب ذلك عرف بنقاء نفسه وطيب سريرته) كما قام الشيخ بعدد من الزيارات إلى العراق ومصر وتركيا والشام وفلسطين، بغرض الدعوة وجمع الكتب العلمية والتزود من العلم الشرعي بمختلف فروعه وتخصصاته. مسيرته العملية تولى الشيخ إبراهيم - رحمه الله - العديد من المهام والوظائف، حيث أمضى عمره في خدمة عقيدته ثم وطنه، ومن هذه على سبيل المثال لا الحصر، التحاقه بالتدريس في المسجد الحرام والمدرسة الصولتية، وتوليه مهام التدريس بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة وكذلك في جامع عبدالله بن العباس رضي الله عنهما بمدينة الطائف، وعيّن في عام 1367هـ مساعداً لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى بالطائف، ونائباً لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة عام 1368هـ ورئيساً للمحكمة المستعجلة بالطائف آخر عام 1369هـ، وتولى القضاء في عدد من المناطق حيث عيّن قاضياً ببلاد غامد وزهران خلال الفترة(1387هـ - 1380هـ) وقاضياً بمنطقة السيل الكبير من 1380هـ إلى 1386هـ وكذلك قاضياً بمحكمة آيه وستارة بطريق المدينة المنورة من 1387هـ إلى 1390هـ كما كان له مشاركات وبرنامج إذاعية، بإذاعة جدة منها برنامجه الأسبوعي (خير الكلام) من إعداده وإلقائه خلال الأعوام من (1389هـ - 1403هـ) إضافة إلى مشاركاته في ندوات رابطة العالم الإسلامي وإلقاءه للدروس والمواعظ لاسيما بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، حين تكتظ حلقته بالحضور حيث عرف بغزارة علمه وبلاغة مواعظه التي هي أشبه بمواعظ ابن الجوزي في القرن السادس الهجري ونظراً لسعة اطلاعه وتبحره في العلوم الشرعية كالتفسير والحديث والفقه المقارن، فقد زاد عدد طلابه كما زادت مناشطه ومهامه القضائية والتعليمية رحمه الله. الشهادة العالمية حصل الشيخ إبراهيم في مسيرته العلمية على درجات متقدمة، فعلى الرغم من دراساته وتخصصاته المتنوعة والمتعددة، لاسيما في العلوم الشرعية، إلا أنه –رحمه الله- رغب طيلة العقود الأولى من عمره بالتفرغ لطلب العلم ولم يستعجل في التفرغ للتدريس أو القضاء إلا حين بلغ ما يوازي في زمننا هذا درجة الدكتوراه استناداً، وتفيد المراجع التي ترجمت للشيخ أنه حصل على الإجازة العلمية الأخيرة حين كان بمصر حيث رفع عدد من علماء الأزهر إجازته التي أقرها المجلس الأعلى في 6 المحرم سنة 1367هـ الموافق 19 نوفمبر سنة 1947م، والتي تفيد بنجاح الشيخ إبراهيم خان في امتحان شهادة العالمية مع الإجازة في القضاء الشرعي الذي أجري في سنة 1366 هجرية، ولذا فقد أمر له الملك فاروق بإصدار البراءة الملكية من الديوان، والتي بموجبها منح الشيخ إبراهيم هذه الشهادة العلمية مع حقوقها التي تخوله إياها القوانين والأوامر المتبعة، وقد حررت هذه الشهادة أمر الملك فاروق بقصر سراي القبة الملكية بالقاهرة، في الرابع والعشرين من شهر جمادى الأولى لسنة ألف وثلاث مئة وسبع وستين من الهجرة، وتضمن الأمر الملكي السماح لسماحة الشيخ إبراهيم خان بالتدريس بالجامع الأزهر، وأعطى له الحق في سلك القضاء بمصر. مؤلفاته للشيخ إبراهيم -رحمه الله- العديد من المؤلفات والكتب العلمية والحواشي، والفتاوى الشرعية، وشرح أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، التي أضفت وأضافت لمكتبة العلوم الشرعية، واستفاد منها الكثير من الأساتذة والعلماء وطلبة العلم، لاسيما وأن هذه المؤلفات جاءت متنوعة في علومها وفروعها بل أن الشيخ –رحمه الله- كتب في علوم العربية والأدب والنحو ولعل أبرز من هذه المؤلفات: التنوير في تفسير القرآن الكريم، وحاشية شرح هدى الأبرار على طلعة الأنوار، ورياض الجنان في شرح البستان، والفتاوى الشرعية، وآداب البحث والمناظرة، والمفيد في شرح عوامل النحو.. وغيرها العديد من الكتب والشروح والفوائد، والمؤلفات القيمة. أول من حصل على الدكتوراه في المملكة ويتساءل المؤرخ محمد بن عبد الرزاق القشعمي في مقاله الذي نشر بجريدة عكاظ في الثاني من شهر ربيع الأول لعام 1430 هـ، بعنوان(مـــن نال أول شهادة دكتوراه في بلادنا) عن أول من حاز على شهادة الدكتوراه، وأشار إلى النقاش الذي دار بينه وبين الكاتب زهير كتبي، حول البعثات الأولى، حيث توالت الردود والنقاش بين الطريفين، ونشرت جريدة المدينة هذه الردود في شهر جمادى الاولى، وشهر رجب من عام 1429هـ وتساءل القشعمي كيف لنا معرفة أول من حصل على مثل هذه الدرجة العلمية من أبناء هذه البلاد؛ سواء ممن خرجته جامعة الملك سعود في الرياض؛ بصفتها أول جامعة سعودية أنشئت عام 1377هـ 1957م وقبل افتتاح الجامعة كان هناك الكثير من البعثات للطلبة السعوديين في الخارج، وأكد الاختلاف حول رائد إجازة الدكتوراه في السعودية، وذكر منهم د. عبدالعزيز الخويطر – رحمه الله – الذي حصل عليها من بريطانيا في عام 1380هـ 1960م، ويستند القشعمي بذلك إلى ما ذكره عبدالكريم الجهيمان في جريدة القصيم بعددها رقم (55) الصادر بتاريخ 9 رجب 1380هـ، أن أول شاب يحمل الدكتوراه من هذه البلاد هو عبدالعزيز الخويطر، إلا أن الجهيمان تراجع عن هذه المعلومة في العدد (58) الصادر في 30 رجب من الصحيفة نفسها، بعد أن عقّب الشيخ فهد العريفي -رحمه الله- بأن أول سعودي نال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، هو محمد الرشيد الناصر، وذلك في عام 1356هـ، مستندا إلى ما نشرته جريدة (صوت الحجاز) في عددها (528) الصادر في 2 ذي القعدة 1359هـ، وجاء فيها أن جريدة الأهرام نشرت أن السيد محمد الرشيد نجل رشيد باشا قنصل المملكة العام في دمشق، قد اجتاز امتحان الدكتوراه في العلوم السياسية والاجتماعية بنجاح باهر في جامعة لوزان، وهو أول سعودي حصل على هذه الشهادة العليا في العلوم السياسية، ورسالته التي تقدم بها (تاريخ العرب الدبلوماسي) وزاد الاختلاف حول أول من حصل الشهادة العلمية (الدكتوراه) فنجد جريدة (صوت الحجاز) تنشر في عددها (17) الصادر في 27 ربيع الأول 1351هـ، ما يشير إلى أن الأديب السيد محمد شطا قد حاز شهادة الدكتوراه في التربية والآداب، مشيدة بمسيرته العلمية وهو ابن أخ السيد صالح شطا معاون وزير الداخلية، وقد كان أحد متخرجي مدرسة الفلاح بمكة، واشتغل بالتعليم زمنا ثم سافر إلى مصر لتكميل علومه وألحق بالبعثة الملكية الحجازية، وحاز شهادة القضاء الشرعي وبلغ الاختلاف ذروته، ما عقّب عليه الكاتب زهير كتبي ردا على القشعمي، فذكر أن أول من حصل على أعلى الشهادات العلمية، هو الشيخ العلامة إبراهيم يوسف خان، مبينا أن سماحته أحد كبار أئمة علماء العالم الإسلامي، حيث كان عالما موسوعيا، وهو أول من حصل على أعلى شهادات علمية من جامع الأزهر آن ذاك، ومما هو موثق في كتاب (وحي البعثات السعودية) للحريري عن الطلبة الذين تخرجوا من مدرسة تحضير البعثات، وذكرت أن (جميع الخريجين من المبتعثين لم ينل أي أحد منهم الشهادة العالية لكلية الشريعة/ الماجستير، وكذلك لم ينل أحد منهم شهادة البراءة الملكية (الدكتوراه في القضاء الشرعي) آنذاك من الجامع الأزهر، سوى الشيخ إبراهيم خان وذكر الكتبي أن الشيخ إبراهيم خان احتكر الصدارة لشهادة الدكتوراه في العلوم الشرعية لأكثر من ثلاثين عاما، وموضحا بأن جامعة الملك سعود في الرياض بصفتها أول جامعة سعودية أنشئت عام (1377هـ/ 1957م) وكذلك كلية الشريعة بمكة المكرمة التي أسست عام (1377هـ / 1957هـ ) لم تمنحا شهادة الدكتوراه حتى عام 1396هـ)، وأن الشيخ إبراهيم نال أعلى شهادة علمية، قبل تأسيس وزارة المعارف بسبعة أعوام، وقبل تأسيس الجامعات السعودية بأكثر من أحد عشر عاما ولا يوجد في بحوث السير والتراجم والأعلام من حصل على شهادات علمية مماثلة، كالتي حصل عليها الشيخ إبراهيم خان لنحو ثلاثون عاما ولم تكن تلك العلوم مجتمعة سوى في شخصه رحمه الله، فقد حاز وحظي بـ(حفظ للقرآن الكريم، وعالم بالقرآت السبع، والتفسير، ثم الحفظ للحديث متنا وسندا لأكثر من عشرة الاف حديث، وعلم مصطلح الحديث وعلومه، وعلم التوحيد وعلم الفقه وأصوله، وعلم النحو والصرف وعلم المعانى وعلم البيان وعلم البديع وعلم المنطق وعلم الطب الشرعي، وعلم الفلك وفنون الخط العربي)، وقد ألم رحمه الله بهذه العلوم مجتمعة، إضافة لشهادة أكثر من أربعين عالما فاضلا ممن تتلمذوا عليه، ومشيدين به كعالم موسوعي لكثرة العلوم التي برع بها، يأتي في مقدمتها تتويجه بشهادة البراءة الملكية (الدكتوراه) ومنحه مقام جلالة ملك مصر الحق في سلك القضاء وحق التدريس بالجامع الأزهر، إضافة لشهادة أعضاء هيئة كبار العلماء بمصر، ومشايخ الجامع الأزهر ويذكر معاصروه أن إبراهيم يوسف خان كان له شرف السبق بحصوله على أول شهادة جامعية في العلوم الشرعية على مستوى المملكة العربية السعودية، من الجامع الأزهر بكلية الشريعة وأول طالب سعودي يحصل على الشهادة العالية لكلية الشريعة من الجامع الأزهر، وأول طالب سعودي يحصل على شهادة البراءة الملكية الدكتوراه من مصر، وكان من أوائل من قام بالتدريس في حلقات المسجد الحرام فتخرج على يده الكثير من العلماء الأفاضل الذين تولوا مناصب مهمة في المملكة. وفاته على مشارف الثمانين من عمره توفي الشيخ إبراهيم بن يوسف الحنفي المكي بعد عمر قضاه في طلب العلم والتدريس والقضاء ففي يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر من عام 1405هـ توفي الشيخ إبراهيم ودفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة، وقد تأثر بوفاته العلماء وطلبة العلم لاسيما زملاءه وطلابه الذين رثوه في أعمدة الصحف والمجلات وكتبوا عن سيرته وحياته مع العلم وحلقات التدريس والقضاء والذين كان من بينهم صديقه ورفيق دربه الشيخ عبدالله بن عبدالغني الخياط إمام وخطيب المسجد الحرام، وعضو هيئة كبار العلماء الذي كتب عنه مقالاً تحت عنوان شخصيات لها أثر في نفسي قال فيه: ولقد تركت وفاته في نفسي أثرا يصور الحزن في أوضح صوره، فالعين تدمع والقلب يحزن، لم تكن صلتي بفضيلته عابرة بل كانت طويلة مديدة، منذ عهد الدراسة في المدرسة الفخرية عندما كنا نحفظ القرآن الكريم.. إلى أن قال: فبكيته بدموع حزن لم يكفكفها إلا الصبر والرغبة، فيما أعده الله للصابرين من حسن الجزاء للمحتسبين.. هكذا كانت حياة ومسيرة الشيخ الدكتور إبراهيم بن يوسف المكي التي قضاها بين حلق العلم ومنابر الجامعات ودواوين القضاء رحمه الله رحمة واسعة. إبراهيم المكي -رحمه الله- حصل المكي على البراءة الملكية من مصر وشهادة الإجازة في القضاء الشرعي تولى المكي التدريس بالمسجد الحرام زار المكي عدداً من الدول العربية للدعوة وطلب العلم وجمع الكتب العلمية منصور العساف

مشاركة :