عون: صفحة الخلل مع دول الخليج طويت

  • 1/13/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

شدد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون على أن «العلاقات مع دول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، عادت الى طبيعتها وأن صفحة الخلل التي مرت بها خلال الفراغ الرئاسي ونتيجة الأحداث الإقليمية، طويت نهائياً وسيشهد اللبنانيون عودة متزايدة لأبناء دول الخليج الى لبنان كما كان الوضع عليه في السابق»، وقال: «لمسنا خلال وجودنا في الرياض والدوحة تقديراً واحتراماً كبيرين للبنانيين، خصوصاً للذين ساهموا ويساهمون في النهضة الإنمائية والعمرانية التي تشهدها دول الخليج». وأكد في طريق العودة من الدوحة الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، للوفد الرسمي والإعلامي المرافق ارتياحه الى المحادثات في السعودية وقطر، مشيراً إلى أن «نتائجها المباشرة وغير المباشرة ستظهر قريباً وهي تصب في أي حال في مصلحة البلدين والشعبين». وكان في وداع عون في مطار حمد الدولي في الدوحة صباح أمس وزير المال القطري علي شريف العمادي (الوزير المرافق). ومن الطائرة، وجه عون برقية الى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني شكره فيها على الحفاوة التي لقيها والوفد المرافق خلال وجوده في الدوحة. وقال: «المحادثات التي أجريناها معاً أكدت مرة جديدة عمق العلاقات التي تجمع بين بلدينا الشقيقين والتي ستشهد بإذن الله المزيد من التقدم والتطور». وأمل باستقبال أمير قطر في بيروت «في أقرب فرصة ممكنة». وأكد عون للوفد المرافق أن «كل المواضيع ذات الاهتمام المشترك التي أثارها مع المسؤولين السعوديين والقطريين، لقيت تجاوباً ودعماً واضحين، وأن تلك التي تم الاتفاق عليها في البلدين ستكون موضع متابعة من خلال زيارات رسمية وزارية متبادلة، إضافة الى إحياء اللجان المشتركة التي تعمل على تطوير العلاقات وتعزيزها». وقال إنه يعود من زيارتَي السعودية وقطر وكله «أمل في أن لبنان يخطو خطوات سريعة نحو التعافي والتقدم، وهو يستعيد تدريجاً مكانته عربياً واقليمياً ودوليا».   «ترميم العلاقات» وكان عون قال خلال حفلة استقبال أقامها على شرفه مساء أول من أمس، السفير اللبناني لدى قطر حسن نجم في قاعة «المجالس» في فندق شراتون- الدوحة، وحضرها حشد من أبناء الجالية اللبنانية: «تعرفون أن الظروف التي مرت على لبنان كانت صعبة جداً، وبعد فراغ دام سنتين ونصف السنة في مقام رئاسة الجمهورية بسبب تداعيات الحروب في الشرق الأوسط، وبسبب الانقسام السياسي الحاد الذي وضع الأمور في موقع صعب، تمكنا أخيراً من جمع كل اللبنانيين ضمن تفاهم وطني كبير لبناء لبنان والعودة به الى وجهه الصحيح. وتمكنا بالحكمة والمحبة، من أن نجتمع ايضاً على تأمين الطمأنينة للمواطنين اللبنانيين والأصدقاء الذين يحبون لبنان ويرغبون في زيارته مستقبلاً، ولكم انتم بصورة خاصة الذين حرمتم تقريباً من العودة». وأكد أن «تماسكنا مع بعض أدى الى حفظ الأمن والاستقرار والبداية لحكم جديد، فكان انتخاب رئيس، وتأليف الحكومة وبداية سريعة في أخذ القرارات مع أفضلية مطلقة لبناء لبنان. واليوم، نقوم بهذه الزيارات لتصفية الأوضاع التي حصلت بسبب الحروب العربية- العربية والانقسامات التي شهدها الشرق الأوسط، لنرمم العلاقات ونعيدها الى مسارها الصحيح بجو من الصفاء والمحبة والاحترام المتبادل». ولفت الى أن «جميع المؤشرات في بداية هذا العهد تدل على أن لبنان أخذ الطريق الصحيح، ونسبة الوافدين إليه في موسم الأعياد كانت أكبر دليل على عودة الثقة في الوضع اللبناني في شكل سليم، لأن الوحدة الوطنية تأمنت». واذ أمل عون بـ «انتظام التجارة والصناعة والاقتصاد»، قال: «إن هدفنا بناء دولة تحترم القوانين والأهداف الأساسية للبنان وهي ازدهاره وصناعته وتجارته وسياحته وتثمير الثروة الطبيعية، لذلك كانت بداية قراراتنا إصدار مرسوم يتيح للبنان التنقيب عن نفطه وغازه. ونحن نعمل على وضع مخططات اقتصادية متكاملة ونطوّر جميع المشاريع الإنمائية، وسيكون لنا هذه المرة وقريباً جداً، الكهرباء والماء وطرق المواصلات». ولفت عون، في حديث إلى قناة «الجزيرة» القطرية إلى أن «موضوع تقديم المساعدات للجيش اللبناني بما فيها الهبة السعودية مطروح وهو قيد التشاور بين الوزراء المختصين، والأمر لم يحسم بعد لوجود بعض القضايا المعقدة باعتباره ليس بين لبنان والمملكة فحسب بل مع فرنسا كذلك». وأوضح «اننا ننادي بالعودة الآمنة للنازحين، متى تأمنت، وفي المناطق السورية التي تتمتع بحال أمنية جيدة، يمكن للسوريين العودة الى بلادهم». وأكد ان «الانتخابات النيابية المقبلة ستجرى على اساس قانون جديد، لأن ارادة اللبنانيين متوافرة لإنجازه والنقاش يدور عما هو الأفضل للجميع». وقال ان «هناك وثيقة تفاهم وطني تتضمن جزءاً من اتفاق الطائف نسعى إلى تطبيقه». قاسم: من حقه الذهاب إلى أي دولة قال نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم إن «من الطبيعي أن يقوم رئيس الجمهورية المنتخب بزيارات للدول، وقد افتتح أول زيارة للسعودية، فقال البعض أن حزب الله وجهت له ضربة قوية بهذه الزيارة، من قال ذلك؟ أصلاً من غير الطبيعي أن يأتي رئيس جمهورية ولا يفتح علاقات مع كل الدول باستثناء إسرائيل، ومن حقه أن يختار أي دولة يريد أن يذهب إليها أولا وفق تقديره للمصلحة، فهو ربان السفينة الذي يحدِّد كيف يعمل بالتوازن المطلوب لمصلحة أن يكون لبنان منفتحاً على كل القوى المختلفة». وأشار إلى أن «لا علاقة لمواقفنا، بأن لبنان سيواصل ويبني علاقات مع السعودية ومع الدول العربية والأجنبية وتصبح هناك أعمال مشتركة وخطوات اقتصادية وسياسية وهذا أمر طبيعي».

مشاركة :