هاشمي رفسنجاني الذي تجاوز عقدة "الشيطان الأكبر" ـ

  • 1/13/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن الّا الاعتراف بهذا الدور الكبير لرفسنجاني على الرغم من انّه فشل في كلّ خطوة اقدم عليها منذ وفاة الخميني، خصوصا في فترة صعود "الحرس الثوري" الذي الغى معظم المؤسسات الأخرى للدولة. يظلّ الفشل الأكبر لرفسنجاني في انّه لم يرفض يوما المشروع التوسّعي الايراني القائم على الاستثمار في اثارة الغرائز المذهبية. بقي على الرغم من كلّ الظلم الذي تعرّض له ساكتا عمّا تقوم به ايران عبر الميليشيات المذهبية التي اسستها والتي ذهبت بلدان عربية عدة ضحيّة لها. وقف مع الظلم في كلّ مكان من دون ان ينبس ببنت شفة حيال ما يتعرّض له هذا البلد العربي او ذاك. هل كان رفسنجاني يدري ماذا يعني الدور الذي تلعبه ميليشيا مذهبية مثل ميليشيا "حزب الله" في لبنان؟ الم يدر بخلده انّ ضرب الصيغة اللبنانية والمجتمع اللبناني في الصميم هو إساءة لإيران، في حال كانت تريد ان تكون دولة طبيعية من دول المنطقة، وللشعارات التي رفعتها الثورة فيها؟ لم يصمت رفسنجاني امام الظلم الذي تعرّض له الشعب السوري. كان بين الزعماء الايرانيين القلائل الذين اعترضوا على التورّط الايراني في سوريا ولكن من دون أي نتائج عملية لاعتراضاته. في المقابل، صمت حيال جرائم "الحشد الشعبي" وقبل ذلك ميليشيات الأحزاب المذهبية في العراق. كان يسعى الى ان يكون له دور في العراق، لو سمحت الظروف بذلك. صمت حيال التدخل الايراني في اليمن، وهو تدخل ادّى الى تأجيج الصراع المذهبي في بلد لم يعرف في الماضي أي خلافات مذهبية تذكر بين الزيود والشوافع. فضّل رفسنجاني السلامة الشخصية دائما. حمى ثروته وثروة عائلته، وهي ثروة ضخمة. كان وطنيا إيرانيا من دون شكّ ولكن ماذا عن المبادئ الانسانية التي رفعتها الثورة الايرانية التي ما لبثت ان تحوّلت الى ثورة تستخدم فلسطين للمتاجرة بهذه القضية والمزايدة على العرب لا اكثر؟ مرّة أخرى، لا يمكن تجاهل ان رفسنجاني كان من ابرز الشخصيات التي انجبتها ايران في السنوات الخمسين الاخيرة. هذا لا يعني باي شكل انّ صمته تجاه المشروع التوسّعي لـ"الجمهورية الإسلامية" لم يكن صمتا مريبا. انّه صمت يكشف تلك الشوفينية الفارسية الموجودة في داخل معظم الايرانيين، خصوصا تجاه كلّ ما هو عربي في المنطقة، بدءا بالعراق وصولا الى اليمن، مرورا في طبيعة الحال بلبنان. خيرالله خيرالله

مشاركة :