"الله أكبر" كثيرًا ما تسمع هذه الكلمة في سوريا مع ضجيج الصواريخ وزخات الرصاص، لكنها اليوم باتت ترافق أدق التفاصيل في حياة السوريين، حيث استعملها أحدهم للتعبير عن فرحته باصطياد "جرادة".   وبث ناشطون على الإنترنت مقطع فيديو يظهر عددًا من رجال حمص المحاصرة، وقد همّوا باصطياد الجراد ليتغذوا به بسبب شح الموارد المترتب على الحصار المفروض عليهم من جراء المعارك الدائرة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة منذ سنة ونصف تقريبا.    ويظهر الفيديو خروج أهالي حمص المحاصرة في رحلة صيد غير اعتيادية، فلا أرانب برية، ولا ظبي ولا طيور، لم يبقَ سوى الجراد صابرا معهم على مدافع الحرب وصواريخها، فبات لهم صديقا وغذاء في وقت واحد.   وبعد أن جنوا العشرات من الجراد بدأوا بقليها وإعدادها للطعام؛ ليتناولوها بلذة، مطالبين من يشاهدهم بأن لا "يشمئز" فليس لهم من خيار آخر.   وأجبر الحصار المفروض على معظم الأحياء المنتفضة سكانها على أكل الحشائش تارة، والحيوانات المفترسة والمحرمة تارة أخرى.    فقد طهى أهل الغوطة أسدًا مفترسًا بغرض أكله مؤخرًا، فضلا عن أكل القطط والكلاب في مخيم اليرموك الفلسطيني المحاصر.   ودخلت الثورة السورية عامها الرابع، مخلفة آلاف المنازل المدمرة، وأكثر من 140 ألف قتيل وجريح بحسب أحدث إحصائيات الأمم المتحدة.   وأعلنت الأمم المتحدة في نشرتها الإنسانية الأخيرة الخاصة بسوريا، أن 9.3 مليون سوري باتوا بحاجةٍ إلى مساعدات إنسانية الآن، وذلك بتكلفةٍ قدرها 2.3 مليار دولار أمريكي، وأشارت النشرة إلى التدهور في الأمن الغذائي في عدة مناطق في سوريا، بالإضافة إلى خطر سوء التغذية، والتراجع المستمر في الخدمات الطبية.   شاهد الفيديو..