الوحدة الوطنية في مواجهة الفتنة الطائفية - ثقافة

  • 1/14/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ما أسوأ الطائفية وما أقبح التعصب البغيض! قاتل الله الفاسدين والمفسدين.الذين يريدون تدمير أغلى وأعز الأوطان، لقد انفجرت الأحداث الطائفية فى منطقتنا وامتدت رقعة المواجهات بين المسلمين وتحولت قضية «طائفية» إلى قضية قومية كبرى أهم من الأمن والاقتصاد والكرامة والحرية، وصار ما جرى فى منطقتنا مجرد بدايات لأزمات أكبر قادمة ما لم نخرج من الصندوق الأسود المظلم الذى مازال يتغلغل وينمو في منطقتنا. وها نحن الان نتفرج على نار التطرف والإرهاب وهى تأكل الأخضر واليابس... ونتفرج على الأمم والدول المتقدمة وهى تعلو إلى السحاب... ونتفرج على العلم والحضارة ولا نجيد ابتكار واختراع الحضارات كما يفعل العالم المتقدم يكفينا فقط أن نأخذ ولا نعطي، يكفينا أن نستهلك ما أنتجه لنا الغرب وأن نأخذ ما يتاح لنا أخذه، نرى بعيون الغرب ونسمع بآذان الأعداء، ونذهب إلى حيث يريدون لنا وكأننا قطيع يذهب إلى حيث تريده العصا عصا الأعداء والطامعين ولم نسعَ لحماية بلدنا ووطنا من «حرب الفتن»، وحيث نغرز في أزمة الطائفية ولم نتحرك بالشكل المدروس الفعلي الذي يزيل هم الطائفية، وليس لدينا الاستراتيجية التي تحدد رؤية أعمالنا المستقبلية نحو تنمية روح الوحدة الوطنية التي تسهم في الاستقرار وعملية بناء الاوطان. ويجب ان نعي ان هناك قوة خارجية تدعمها دول كبرى تساهم في عملية زرع الخلل الأمني والسياسي في المنطقة ولها أجندة تعمل على تصعيد ونمو الخلافات والصراعات في المنطقة من اجل تحقيق أهدافها ومصالحها، وعلينا أن نصارح أنفسنا بأننا لدينا قصر نظر للابعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وعلينا أن نبذل جهودا مستمرة تهدف الى تنمية الوحدة الوطنية وتتمثل بالعناصر الاتية: 1- لابد من تفعيل دور العقل قبل انفعال العاطفة تجاه الاحداث خاصة وأننا مجتمعات تحكمنا العواطف والانفعالات السريعة حتى لاتكون ردود أفعالنا قرارات خاطئة. 2 -لابد من المصالحة مع الذات في مواجهة الطائفية ومطابقة الظاهر مع ما تضمره النفوس. 3 - وبأن الايمان عنصر نجاح الوحدة الوطنية بأن نضع المسطرة على الجميع وهو القانون الذي يحاسب المتعدين على النظام العام والخروج لتمزيق الوحدة الوطنية من قبل ضعاف النفوس، وتطبيق القانون هو الكفيل لمرضاة ميزان العدل. 4 - ويجب ان نعي أن السلوك الفردي الذي ينزع نشوب الطائفية، لا يمثل فئة أو جماعة بل هو ناتج من سلوك فردي لا يعم على الاخرين، وانما يخص سلوك الشخص، ولا يمثل الجماعة. 6 - لابد من تفعيل مبدأ احترام الاخرين الذي يحقق الاستقرار وزيادة المحبة بين طوائف المجتمع. 7 - البعد عن التأجيج الطائفي والذي نعني به استخدام بعض القوة السياسية والقوى الطائفية الدين والمذهب، كأداة للتحريض والتأجيج الطائفي، وذلك من خلال مختلف الوسائل والمنابر الإعلامية ويستهدف التأجيج الطائفي تحقيق ثلاثة أغراض، أولاها حشد أكبر عدد ممكن من الأتباع والمناصرين للمعركة الدائرة، والثاني رفع مستوى القضية المتصارَع عليها إلى مستوى «القداسة» وإدخالها في الحرمة، والثالث إعطاء المعركة الدائرة صبغة شرعية، لهذا غالبا ما يتم تصوير المعركة مع الطائفة الأخرى بأنها معركة حق وباطل. وأخيرا نفيد بأن مسؤولية الوحدة الوطنية تقع على الجميع، وكل منا عليه مسؤولية تجاه محاربة الطائفية، وان نقف كلنا على خط واحد نركز به على الوحدة الوطنية التي تبنى بها الأوطان والمستقبل لاجيالنا القادمة عن طريق بث القيم والمبادئ التي حرص عليها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ونختم بهذا الدعاء: «اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن» أمين يارب العالمين.

مشاركة :