فاضت أعين أم دارين (ناريمان) وهي تحتضن للمرة الأولى رضيعتها الغائبة عن أحضانها التي وقعت فريسة في يد أب تجرد من أي أخلاقيات ليمارس معها كل أصناف العنف الجسدي. وفيما لم تتحمل الأم لحظات رؤية طفلتها، احتضنتها سريعا في مقر فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بجدة أمس (الجمعة) وراحت تفحص كل جزء في جسدها لتطمئن على صحتها، فيما الدموع تنساب بغزارة وصوت النحيب يعلو لتهتز معه قلوب الحاضرين . وبعدما هدأت الأم وتلقت التهاني من المسؤولين في فرع الوزارة على النجاح في جمع شملها بطفلتها التي لم يتجاوز عمرها الثلاثة شهور، أكدت لـ«عكاظ» أنه من الصعب وصف شعورها وسعادتها وهي تحتضن فلذة كبدها، لافتة إلى أنها تشكر كل المجتمع الذي تفاعل مع قضيتها حتى استعادت دارين لأحضانها. وأضافت: يجب أن أشكر كل من وقف بجواري، فلقد ساعدتني وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ممثلة في فروعها، خاصة مدير فرع الوزارة في المدينة المنورة على الغامدي، وكذلك في جدة الذين «عيشوني اللحظة الحلوة» وأجمل لحظة في حياتي، وعلى رأسهم المدير عبدالله العليان، ودار الحماية في المدينة وجدة ومكة، وجمعية الوداد التي رعت طفلتي في الأيام الماضية، كما أشكر الفنان فايز المالكي لتوصيله هاشتاق التغريدات وسماع صدى استغاثتي. من جانبه، أكد مدير فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة عبدالله العليان لـ«عكاظ» أنه تم تسليم الرضيعة للأم، وعمت الفرحة الجميع، مبينا أن دورهم كان حماية الطفلة من الإيذاء، وسيتابعون في المراحل القادمة الكشف الطبي عليها والاطمئنان على صحتها، ومتابعة معيشتها والمكان الذي تعيش فيه وكيفية تعامل الأم معها. وأضاف المحامي التابع لهيئة حقوق الإنسان عبدالعزيز العنزي لـ«عكاظ» أن دورنا استكمال الإجراءات بحق الطفلة من الأوراق الثبوتية، مبينا أنه «لا بد من الحصول على أحكام قضائية توضح أحقية أم دارين بحضانتها حتى تستطيع أن تحضنها وتتابع إجراءاتها في كافة الدوائر الحكومية»، لافتا إلى متابعة إجراءات محاكمة والد دارين حتى يقول القضاء كلمته.