بمثل جبران عواجي يجبر كل عوج، فشكراً لجبران على بطولته. شكراً له بحجم الهمم التي رقى بها! شكراً له بحجم القيم التي رسخها! شكراً له بحجم الرسائل الراقية التي بعثها! ولا شك أن الموقف البطولي الذي رسمه البطل هو نتاج بطولة مجتمع يفخر ببطولة الأبطال ويتسابق منها، والسعودي العربي المسلم يطلب الموت لتوهب له الحياة، ويرى أن حياته الدنيا قنطرة للحياة الدائمة فيسعى للرحيل منها بشرف. الألم على من يضيع حياته بثمن حرام، فيسلم عقله للعدو ليستغله في تدمير أرض الحرمين وقبلة المسلمين، ومن تشهد مساجدها ومجالسها ومدارسها بالسعي للخير والحث عليه. الأمل بالله ثم بأمثال جبران أن يردوا الغاوي عن غيّه. مقطع الفيديو الذي انتشر لما يقال إنه لأب يستخدم أطفاله الصغار لتمزيق قلب أمهم من العوج الذي يحتاج لجبر، فإذا ضُربت الأسرة وتسلط على البيوت من لا يستحق قيادتها، ماذا بقي؟ ومع ذلك فوجهة نظري أن هذا الحدث المؤلم لا يزال في نطاق الشذوذ الموجود في كل مجتمع سوي. ففي كل مجتمع السفيه والمجنون والمدمن ولذلك يجب أن يعطى الأمر حجمه مع المسارعة في علاجه، لأن وجود حالة واحدة في مجتمع كالمجتمع السعودي المتشبّع بقيمه السامية مؤشر خطير ومؤلم، وتستحق العناية والاهتمام، ومن العناية أن يُضرب بقوة على يد الظالم، ليس من أجل الطفلة وأمها فقط، بل من أجل مجتمع بأكمله، فالتساهل مع هؤلاء يجرئ سفهاء ومعتوهين ومدمنين غيرهم على مثل هذا الفعل القبيح والذي لا يليق بكائن حي فضلاً عن إنسان سعودي عربي مسلم. تدخل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مشكور، فقد كتب متحدثها النشط الأستاذ خالد أبا الخيل: طلبنا من صاحبة الحساب التواصل معنا للتأكد من صحة وتفاصيل الحالة، وستتخذ الوزارة الإجراءات النظامية إذا ثبت صحة ذلك. ثم كتب: تم الوصول للطفلة المعنفة واستلامها من قبل الزملاء والزميلات في وحدة الحماية في منطقة مكة، وسيتم إخضاعها للكشف الطبي. شكراً لهم فهذا ما نريده: متابعة ووضوح فتأكد ثم تدخل ثم علاج، مع ضرورة الحرص على التوعية والاهتمام بها. اللهم لا تجعل لظالم علينا يداً، ولا تعط متربصا بنا فرصة. متخصص بالشأن الاجتماعي
مشاركة :