يبدو أن «هوس الرشاقة» الذي يؤرق الكثير من الفتيات الباحثات عن القوام الممشوق بات ظاهرة مرضية مستعصية على العلاج، الأمر الذي فتح أبوابا مشرعة للثراء من قبل باعة الأوهام الذين يسوقونها بعد تعبئتها في الأقراص، والقوارير، والأحزمة الضاغطة، والملابس الهزازة، والوصفات العشبية القاتلة أحياناً، بل إن مواقع الإنترنت أضحت معرضاً للترويج لأدوية التخسيس والتي يزعم بعضها أن التخلص من الدهون والوزن الزائد خلال ساعتين فقط دون حمية. ونظراً لضغط تلك الدعاية التي تستغل رغبة الكثيرين في تحسين وزنهم، فإن بعض الناس ينجرفون في تيار ما هو سائد ورائج، وما يثير ضجة اعلامية ويصبح حديث الصالونات فيتغاضون عن الشق الأهم ألا وهو الحكمة في الاختيار وتجربة الأمور المثبتة علمياً وغير الضارة صحيا، حيث أكد المختصون أن وسائل التنحيف «السريعة» والتي تضمن التخلص من كل الشحوم في مدة قياسية ليست سوى تجارة وتسويق، بعيداً عن الطب وعلم التغذية. “المدينة” طرحت هذه القضية للتحذير من مخاطر انجراف الشباب من الجنسين وحتى الكهول من المصابين بضغط الدم والسكري والذين ينساقون وراء براعة المروجين لهذه التجارة المغلوطة بحثاً عن بث الحيوية في أجسادهم المعطوبة خصوصاً أن هذه الوصفات قد أودت بحياة كثيرين، كما أصابة الكثير من الفتياة بـ»الانركسيا» أي الهزال المفرط جراء فقدان الشهية.استشاري سمنة: بعض الوصفات تسبب مشكلات أخطر من الوزن الزائد استشاري سمنة: بعض الوصفات تسبب مشكلات أخطر من الوزن الزائد البروفيسور عائض القحطاني استشاري جراحة المناظير والسمنة بجامعة الملك سعود ومدينة الملك فهد الطبية والمشرف على كرسي الجامعة للسمنة أكد لـ»المدينة» أن مروجي هذه الوصفات مثل حارق الدهون وغيرها عبر وسائط التواصل الاجتماعي يستهدفون جميع الفئات خاصة الفئة التي لا تغرب باتباع حمية غذائية طويلة الأمد حيث أنهم لا يرغبون في الالتزام ولا يصبرون على الحرمان أو سبق أن اتبعوا حميات عشوائية دون نتائج مرضية، إضافة الى الفئة التي لا ترغب بإجراء جراحي للتخص من السمنة، الفئة الشابة (خاصة ما قبل سن الزواج) والتي ترغب بنزول وزن سريع دون الانتظار، مبينا أن تلك الوصفات التي يجرى ترويجها لا تخرج عن نوعين أما خلطات ومواد عشبية أو مواد كيميائية وكل نوع قد يكون له أضرار خطيرة، مطالبا الجهات المختصة بالتثقيف والتوعية تجاه هذه المنتجات، وايجاد البدائل ووضع قوانين عملية وفاعلة. أحلام كارثية وأرجع القحطاني انتشار تلك الوصفات الى حلم الكثيرين بالقوام الرشيق والذي بات هاجساً يدفع الرجال والنساء إلى سلوك الطرق السريعة لتحقيق ها الحلم والتخلص من الوزن الزائد، حيث يلجأون الى منتجات النحافة وإنقاص الوزن دون أي استشارة طبية مما يؤدي إلى تعرضهم إلى مشكلات صحية أخطر من السمنة، والانخداع بوعود بفقدان الوزن سريعاً من قبيل «لا داعي للحمية.. تخلص من وزنك خلال 5 أيام.. لا داعي للرياضة.. تخلص من الكرش دون حرمان»، بادعاء احتوائها على مكونات عشبية نباتية غير دوائية، علما بأن هدف مروجيها مادي بحت. وأضاف أن هناك أنواعا من هذه المنتجات منها ما هو خطير وضار بالصحة ومنها مالا فائدة له ومنها ما قد يكون له فائدة ولهذا فلا بد من استشارة أخصائي حمية أو طبيب لاخذ النصيحة الطبية المناسبة، وفي حال تم شراؤها أخذ استشارة أخصائية التغذية أو طبيب السمنة لمعرفة مدى فائدة وفعالية الدواء الحقيقية، تجنباً للوقوع بالتأثيرات الجانبية السيئة وينصح القحطاني بالاتبعاد عن هذه المنتجات المجهولة، والتي تشكل خطورة على صحة الإنسان وحياته، وتفوق خطورتها خطورة السمنة حيث تكون النتائج مرضية في البداية وسرعان ما تظهر الآثار الجانبية للمنتج وعدم الانسياق لما تروجه وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لمنتجات يقوم ببعيها مجهولون، وقال على الراغبين بإنقاص الوزن اللجوء إلى الطرق السليمة باشراف طبي والعمل على تقليل السعرات الحرارية، وتغيير العادات والسلوكيات الغذائية الخاطئة، وزيادة النشاط الحركي، مؤكداً على ضرورة الاشراف الطبي. ويشير البروفيسور القحطاني الى أن هذه المنتجات غير المرخصة من هيئة الغذاء والدواء قد تؤدي الى أضرار جسيمة لمستخدميها. أبرز الأَضرار: الفشل الكلوي أو الكبدي لاحتوائها على مواد كيميائية اضطراب الهرمونات تسارع دقات القلب وزيادة ضغط الدم نقص العناصر الغذائية خاصة الفيتامينات الذائبة في الدهون نقص سوائل يعتمد الجسم عليها بسبب توهم انخفاض الوزن ظهور أعراض عند عدم تناولها كالإدمان والهلوسة والهذيان أخصائية تغذية: مشاهير يسوقون الوهم لمهووسي الرشاقة تقول أخصائية التغذية سمية العندس ان هوس الرشاقة طال الكثير من الشباب والشبابات وبعض كبار السن هذه الايام لأسباب عديدة منها الرغبة في الحصول على أجسام فتيات الأغلفة وعارضات الأزياء ومنها لدواعي صحية مثل التخلص من أمراض السكري والضغط وهناك من استغل الرغبة الحادة للشباب لتشكيل أجسامهم من خلال تسويق وصفات من أقراص وكريمات ومتسحضرات عشبية تحتوي على مواد خطيرة. وطالبت العندس بمنع صرف هذه المنتجات والترويج لها مع الحرص على عدم حصول المستهلك عليها بسهولة إلا بعد وصفة طبية وتنظيم دورات تثقيفية للأسر حول أمثل الطرق لاتباع نظام غذائي صحي وسليم في جميع المنازل، وزيادة السمنة والأمراض المترتبة عليها. وأضافت إن هذه البرامج انتشرت بشكل كبير في هذا الوقت حيث أصبح التواصل مع المشاهير من ممثلين ورياضيين وأصحاب التأثير العالي على الشباب والشابات أمر سهل جداً فاستفاد الباثعون من هذه البرامج لبيع وتسويق هذه المنتجات الضارة للجسم تحت مسمى أقراص للتخسيس او سد الشهية، بل يطلق عليها أحياناً أسماء المشاهير للتسويق لمنتج بشكل أكبر. وتؤكد العندس أن المشاهير بصفة عامة يتبعون أنظمة غذائية صحية ومدروسة مع ممارستهم للرياضة بشكل مستمر رغم انشغالاتهم الدائمة حيث إن الطريقة الوحيدة الصحية للحصول على جسم صحي مثالي هي في اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على جميع احتياجات الجسم اليومية من المصادر الغذائية مع ممارسة الرياضة نصف ساعة إلى ساعة يومياً. وحذرت أخصائية التغذية من أقراص التخسيس بصفة عامة لافتة إلى أن أبرز مخاطرها أنها تسبب في فقدان الجسم للكثير من السوائل فيخسر الشخص الكثير من السوائل وبالتالي تحدث جفافاً والذي قد يؤدي إلى ضعف القدرة الذهنية والجسدية، وكذلك الشعور بالكسل والدوخة وضعف التركيز، وفي حال التوقف عن استخدامها يرجع الجسم إلى الوزن الذي كان عليه من قبل وفي اغلب الأحيان يزيد الوزن اكثر مما كان عليه، كما أن الاستمرار في تناول هذه الأقراص يؤدي إلى فقدان أجزاء من المعدة والأمعاء، حيث تخرج مع البراز على هيئة قطع بيضاء ونزول دم، أما الراغبين في التخلص من الوزن، فعليهم اللجوء لمتخصص في مجال التغذية وكذلك عليه اتباع النصائح العامة التي تساعده في تخفيض الوزن ولا تؤثر على صحته. “الغذاء والدواء”: جميع أدوية وأعشاب التخسيس غير مرخصة بالمملكة قالت هيئة الغذاء والدواء السعودية، إنها لم ترخص أي مستحضر عشبي لتخفيف الوزن في البلاد، وحذرت في بيان نشر على موقعها الرسمي، من وجود بعض الشركات التي تسوق لمنتجاتها على أنها لتخفيف الوزن (التخسيس)، موضحة أن مجهولين يبيعون ويرجون للأعشاب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ويوهمون المستهلكين بأنها مسجلة رسمياً لدى الهيئة العامة للغذاء والدواء، وهو ادعاء «غير صحيح». وأوضحت الهيئة أن بعض هذه الشركات حصلت على تراخيص لمنتجاتها «الغذائية فقط»، والتي ليس لها أي فوائد علاجية نهائياً بما في ذلك «التخسيس»، مشددة على ضرورة توخي الحذر من تناول المنتجات والخلطات التي يتم تسويقها كمستحضر يساعد على «تخفيف الوزن»، لثبوت الغش فيها بإضافة نسبة عالية من مادة (السيبوترامين)، التي سبق حظرها دولياً نظراً لما تسببه من أضرار جانبية على القلب والدورة الدموية، وغيرها من المواد الضارة الأخرى. ونصحت «الغذاء والدواء» بتخفيف الوزن عن طريق تحسين نمط الغذاء وممارسة الرياضة بشكل دوري واستشارة الطبيب المختص، وليس عبر استخدام منتجات مجهولة وضارة، قد تسبب تدهوراً في الصحة العامة وأضراراً لا يمكن علاجها. أخصائية علاج سمنة: ضرورة إيقاف الحملات الترويجية الخادعة تطالب أخصائية التغذية العلاجية السريرية وعلاج السمنة روان الطواشي الجهات المختصة بإيقاف الحملات الترويجية التي تدفع الشباب لتناول هذه الوصفات بدون معرفة أضرارها الصحية. وقالت إن هذه المنتجات انتشرت بشكل كبير وأصبح الأولاد والبنات يتناولونها بكميات كبيرة، ولكن بصفة عامة فإن الشاب يخسر من وزنه بطريقة أسرع من الفتاة بتغيير بسيط في نظام غذائه مع ممارسة الرياضة بشكل مستمر، ولهذا نجد أن البنات يلجأن لهذه الوصفات بمعدلات أكبر من الأولاد. وأضافت روان إن كثيراً من هذه المدعمات انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ بسبب اندفاع الشباب والفتيات تجاه النوادي الرياضية ورغبتهم بالحصول على جسم متناسق وبناء العضل بأسرع وقت ممكن فكانت النتيجة استغلال المدربين في النوادي هذا الاندفاع بالترويج عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لهذه المكملات التي تكون بعضها غير مرخصة وذات تأثيرات صحية خطيرة. ونصحت الجميع باستشارة الطبيب المختص وعدم الوثوق بأي شخص غير مختص كونه يملك جسماً مثالياً بالنسبة لك فهذا لا يجعله يملك المعلومات الكافية لوصف مكملات قد لا تتناسب مع جسمك أو قد تؤدي لأعراض مزمنة أنت في غنى عنها. كما نصحت جميع المقبلين على بناء جسم مثالي أو خسارة وزن أو تقوية عضلات في الجسم بأن يراجعوا طبيباً مختصاً يساعدهم على وصف المكملات المناسبة لأجسامهم وتحديد الفترة الصحية اللازمة لتحقيق هدفهم بحيث تكون فترة مدروسة وعدم الاستهانة بخطورة تلك التركيبات. وقالت : لا ضرورة للتوجه إلى الطرق القصوى للتخلص من الشحوم الزائدة، وإنما يمكن إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة، مما يسمح بخسارة الدهون والمحافظة على الرشاقة والصحة معاً. للباحثين عن جسم مثالي: عدم الانسياق وراء الحملات الدعائية. اللجوء لاختصاصي وعدم استخدام الوصفات الجاهزة. عدم الوثوق بأي شخص غير مختص كونه يملك جسماً مثالياً. الرياضة واتباع نظام غذائي علمي يحقق نتائج أفضل من العقاقير. 40 % من النساء يتناولن أقراص التخسيس أظهرت نتائج دراسات ميدانية أجرتها احدى المجلات الأمريكية المختصصة أن كل 4 من 10 بنات يتناولن وصفات وأقراص التخسيس من قبل، وأن كل 1 من 10 شباب قاموا بتجربة هذه الأقراص، فيما أوضحت النتائج نحو 68% من السيدات يشعرن بقلق نتيجة تعاطيهن حبوب التنحيف، ويعتقدن أن هذه العقاقير خطر على الصحة. ونصحت الدراسات أن عقاقير التنحيف المعترف بها ينبغي أن يترك استخدامها للحالات الشديدة من السمنة التي تشكل خطراً على الصحة، وهي تؤخذ بوصفة طبيب اختصاصي، أما بالنسبة إلى الحبوب التي يمكن شراؤها من دون وصفة، فهي غالباً ما تكون غير مضمونة المفعول ولها آثار جانبية عديدة إذ أن معظم هذه الحبوب تحتوي على مواد منبهة قد تؤدي إلى الإصابة بجلطات دماغية ومشكلات قلبية، ولها تأثير مباشر في الجهاز العصبي وارتفاع ضغط الدم وتقلب المزاج. منتجات عشبية غير المرخص لها أشارت الدراسة إلى أن الأسواق والإعلام تجتاحها الآن موجة من عقاقير التخسيس العشبية الطبيعية غير المرخص لها التي يمكن شراؤها دون وصفة طبية في بعض الصيدليات، وتشمل هذه القائمة ألياف الحبوب ومنتجات طبيعية لقمع الشهية وحرق الدهون. وتؤكد الدراسة أن كثيراً من حبوب التنحيف هي وسائل للتحايل أو حتى سلع للتسويق، فلا يوجد أي دليل علمي على فعاليتها على المدى الطويل، كما لا ضمانة للمحافظة على ما خسره المرء إثر التوقف عن أخذها، فمعظم هذه الحبوب تعمل إما على قطع الشهية، أي تجويع الجسم ومنعه من الأكل، وإما على إدرار البول، فيخسر الإنسان الماء وليس الشحوم، مما ينعكس سلباً على سلامته ويمكنه أن يتسبب بخلل او قصور في الكليتين، وإما إلى تسهيل الإمعاء مما يؤدي إلى سوء امتصاص الأطعمة والفيتامينات، فتكون النتيجة تنحيفاً مع أعراض سوء تغذية. أنواع أدوية ومنتجات التنحيف أوضحت الدراسة أنه يمكن تقسيم عقاقير التنحيف إلى ثلاث فئات عريضة: أدوية و»منتجات» قاطعة للشهية تعمل على الجهاز العصبي المركزي في الدماغ. منها ما هو مرخص ويباع في الصيدليات، وبالتالي فوائدها وأعراضها الجانبية مدروسة ومثبتة علمياً، ومنها ما يباع بواسطة الإعلانات، وهي إما مهربة أو مرخص بيعها كمكملات غذائية وهي تحتوي على مواد أو اعشاب ممنوع استعمالها في العديد من البلدان، وتكون إما غير مضمونة النتائج ولكن مضمونة الاضرار، وإما عديمة الفعالية. أدوية أو «منتجات» تعمل على عدم امتصاص الدهون في الأمعاء، وهي إما من ألياف طبيعية، أو من مضادات الأنزيمات المهضمة. أدوية تعمل على إدرار البول أو تسهيل الامعاء. المركز الوطني يحذر من أكاذيب مدعي الطب البديل بين المركز الوطني للطب البديل والتكميلي إن كثيراً من مدعي العلاج والمحتالين يذكرون لمرضاهم إن ادويتهم آمنة وإنها طبيعية ولا تحتوي على مواد كيميائية على عكس الحقائق العلمية تماماً، حيث إن أغلب النباتات والأعشاب الطبية لها أعراض جانبية خطيرة وقد تؤدي الى الوفاة، كما إن أغلب هذه الأعشاب لها تفاعلات دوائية مع الأدوية الحديثة ومع غيرها من الأعشاب الأخرى والمكملات الغذائية الأخرى.
مشاركة :