الراحلة نجحت في اجتياز مرحلة أعمق في حياتها الفنية، من خلال شخصية ماما نونا، التي قدمتها في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة. العربسارة محمد [نُشرفي2017/01/14، العدد: 10512، ص(16)] تميزت بصوت أمومي فريد "الشخصية النمطية"، هي أحد ركائز المنظومة الدرامية، ولكن القليلين فقط هم من ينجحون في استثمار أدوارهم في تقديمها، فيصنعون علامات فارقة في مشوارهم، ومن هؤلاء، الفنانة المصرية كريمة مختار، التي رحلت عن الحياة الخميس، عن عمر ناهز 82 عاما، وشيع جثمانها الجمعة. عطيات محمد البدري، الشهيرة بـ كريمة مختار، والتي وافتها المنية منذ يومين بالقاهرة، واحدة من أبرز الفنانات التي مثلت دور “الأم”، واستطاعت أن تخلق لنفسها مكانة خاصة في هذه الأدوار. بدأت “الأم” رحلتها من ميكروفون الإذاعة في الخمسينات من القرن الماضي، إذ تتميز بنبرة صوت فريدة، ما جعل الكثيرين يتشبثون بموهبتها على الرغم من معارضة أسرتها. كذلك كان دخولها إلى عالم التمثيل مضنيا بعد محاولات حثيثة لإقناع أبيها بذلك، حتى أعلن الأب رضاءه، خاصة وأن الدور الذي عرض عليها، كان دور والدة النبي موسى، ضمن مسلسل "محمد رسول الله”. إثر دخولها عالم التمثيل تعددت أدوار الراحلة في السينما منذ فيلم “ثمن الحرية”، ومنها أدوارها في أفلام “المستحيل”، و“نحن لا نزرع الشوك”، و“الحفيد”، و“أميرة حبي أنا”، إلا أن واحدًا من أهم الشخصيات التي قدمتها كان في فيلم “وبالوالدين إحسانا”، مع فريد شوقي، الذي أثار ضجة حين عرضه 1976. نجحت الراحلة، في اجتياز مرحلة أعمق في حياتها الفنية، من خلال شخصية "ماما نونا"، التي قدمتها في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة في الدراما المصرية، ضمن مسلسل "يتربى في عِزو"، فكان هذا العمل بمثابة النضج الفني الكامل للراحلة. تعددت أدوار كريمة مختار التي ختمت مشوارها الفني بعبارة تقول فيها “لقد أديت رسالتي.. وليس في حياتي ما أخجل منه.. أو يزعجني”. وهكذا، تبقى مختار، أحد أعمدة الفن المصري، خاصة وأنها جعلت لشخصية الأم مكانة ودورا بارزا، يرمز للقيم والأخلاق، بل ورمزا اختفى من الأعمال الدرامية في سنواتها الأخيرة، التي شوهت فيها شخصية المرأة، وخصوصا الأم. :: اقرأ أيضاً من موزع صحف إلى عالم وشاعر ورئيس دولة البارتيون العرب نقاد فاشلون ونصوصهم باهتة هكذا تكلمت ماتا هاري بعد 100 عام على إعدامها الابنة الغامضة رواية إيطالية بالعربية لكاتبة مجهولة
مشاركة :